بهجة الرباط بحضور الملك

بهجة الرباط بحضور الملك

A- A+
  • بهجة الرباط بحضور الملك

    كانت الرباط يوم الجمعة الثانية من أكتوبر الجاري، في قمة زينتها وبهجتها، لاستقبال الحدث الذي يعلن انطلاق الموسم السياسي، بعد توقف مراسيم افتتاح جلالة الملك للدورة البرلمانية بسبب وباء كورونا لمدة سنتين.. كان شارع محمد الخامس زوال يوم الجمعة الماضي مكتظا عن آخره بعموم المواطنين الذين جاؤوا زرافات ووحدانا، من كل فج عميق من مدينة الرباط للتملي برؤية الملك بعد أن خفف الله من وطأة الوباء الذي أوقف العديد من الاحتفالات الرسمية التي كان المغاربة يبتهجون فيها بتحية الملك والهتاف باسمه، كانت البهجة تعلو الوجوه، فها هو الملك محمد السادس حي بينهم، سليم معافى، بابتسامته الخجولة والهادئة يحيّى الجماهير عن قرب، تلك هي العلاقة الروحية التي تربط ملكا بشعب، ودولة بمؤسسة ملكية تحتل واسطة العقد في جِيد المغاربة.
    ما زاد من رمزية يوم افتتاح الدورة التشريعية بالبرلمان يوم الجمعة 14 أكتوبر، هو الخطاب الملكي الصادق والصريح ذي النبرة الواقعية الذي اعتاد فيه محمد السادس أن يوقظ المغاربة على حقيقة بلادهم في ذات الآن يشرع بوابة الأمل على مشاريع واعدة، منذ الخطوط الأولى رسم الملك جوهر خطابه لنواب الأمة، حين قال: “إن افتتاح البرلمان ليس مجرد مناسبة دستورية، لتجديد اللقاء بممثلي الأمة، وإنما نعتبره موعدا سنويا هاما، لطرح القضايا الكبرى للأمة، لاسيما تلك التي تحظى بالأسبقية،  وقد ارتأينا أن نركز اليوم، على موضوعين هامين :
    – الأول يتعلق بإشكالية الماء، وما تفرضه من تحديات ملحة، وأخرى مستقبلية.
    – والثاني يهم تحقيق نقلة نوعية، في مجال النهوض بالاستثمار.
    بواقعية كبرى وبلا تهويل وأيضا بلا اطمئنان ساذج، أكد الملك محمد السادس الطابع البنيوي لظاهرة الإجهاد المائي الذي تعاني منه بلادنا خاصة في العقد الأخير، وإيلائه كامل الاهتمام لإشكالية الماء في جميع جوانبها. منبها كل الفاعلين والإدارات والمواطنين إلى أن المغرب يعاني من إجهاد مائي وعلينا التصدي له بوعي ومسؤولية، لقد أتى الخطاب الملكي ببعدين إستراتيجيين في مجال تدبير الماء، الأول يتمثل في الوعي بقيمة المخزون الإستراتيجي للماء كجزء من السيادة، لأنه إذا لم يكن هناك ماء، فلا يمكن الحديث لا عن صحة ولا عن استثمار أو تنمية، لأن الأمر يتعلق بأصل الحياة واستمرار الوجود، والثاني يتمثل في «تعزيز سياستنا الإرادية في مجال الماء»، من خلال تحيين خطط التدبير وتقدير التكلفة الحقيقية للموارد المائية.
    أما المحور الثاني فيتعلق بالاستثمار، حيث جدد الخطاب الملكي «الدعوة لإعطاء عناية خاصة، لاستثمارات ومبادرات أبناء الجالية المغربية بالخارج.» وأكد توجيه الحكومة، بتعاون مع القطاع الخاص والبنكي، لترجمة التزامات كل طرف في تعاقد وطني للاستثمار. بهدف تعبئة 550 مليار درهم من الاستثمارات، وخلق 500 ألف منصب شغل، في الفترة بين 2022 و2026. إن الأمر يتعلق ببرنامج طموح وقصير المدى على مستوى الإنجاز سيكون لو حرص كل الفاعلين المعنيين على حسن تنزيله، قاطرة لنهوض الاقتصاد الوطني.
    وأخيرا فقد كان الحضور البهي للملك وشكل احتفاء المغاربة به في العاصمة الرباط وحده أكبر رد على كل الأكاذيب والأباطيل التي كان يقصفنا بها أعداء الأمة في الداخل كما في الخارج، ها هي الحقيقة بعينها تسير على قدمين، وها هو ضوء الملكية منير، فمن يريد أن يطفئ نور الله في هذا المغرب الجميل.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي