”ديّــــو” بنكيران وآمنة ماء العينين

”ديّــــو” بنكيران وآمنة ماء العينين

A- A+
  • لا زالت تداعيات صور ماء العينين المسربة حديث كل المغاربة خصوصا بعدما اختارت البرلمانية البيجيدية طريقة مبتدعة للتعليق على صورها المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي طريقة “الاعتراف بالإحالة” على تصريحات الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران!

    وبحسب المثل المغربي المأثور، فإن ماء العينين آثرت أن تأكل الثوم بفم عبد الإله بن كيران، إما لأن الجرأة السياسية والأدبية تعوزها في هذه الظروف، التي قالت عنها بنفسها أنها مطبوعة ” بضغط كبير”، أو لأنها تعلم جيدا أن عبد الإله بنكيران بات في حكم من قاله فيه الشاعر “ما لجرح بميت إيلام”، أي أن الرجل انتهى سياسيا، وبالتالي فإن اعترافه لن يرتب نفس النتائج والتداعيات لو أنها هي من تبنّت صراحة تلك المواقف المنسوبة لكبير البيجيديين السابق.

  • فماذا قالت آمنة ماء العينين بالإحالة على السي بن كيران، الذي اختار تأجير فمه وظهر كمن تكتري الرحم لغيرها بغرض الإنجاب. قالت البرلمانية لعموم المغاربة ” إوا ومن بعد؟ وإن كنت قد اخترت أن أنزع الحجاب في الخارج أو أرتديه هنا فهذا شغلي، ولي مزوجني ومعاجبوش يطلقني ولي كا يتسالني شي حاجة ياخذها، وإلى خرقت القانون نتحاكم، وإلى خالفت شي حاجة من تعاقدي مع الحزب نتساءل، ومادام ارتداء الفولار أو خلعه لا يدخل ضمن هذا كله، فتلك مسألة شخصية”.

    هكذا اختارت برلمانية حزب العدالة والتنمية، الذي أسّس مشروعه السياسي على المعتقد الديني، قاموسا ينهل من معجم الحمامات الشعبية للرد على المغاربة، وأن تقول لهم بلسان سي عبد الإله في ما معناه ” هذه صوري، وأنا حرة في جسدي، أرتدي الوشاح أو القلنسوة، وأتدثر بالجلباب أو التنورة، في الرباط أو باريس، فلا شيء لديكم عندي ولست مدينة أو مؤتمرة بأمر أحد مادمت أنني مطلقة”.

    وبعيدا عن منطوق التدوينة التي تم نشرها في جنح الظلام، هناك عدة قراءات ودلالات لما جاء فيها، ولما أومأت إليه من أبعاد وما كانت لها من تداعيات. فقد ظهر سي عبد الإله بن كيران في مظهر “الكومبارس” الذي أكمل نصاب “الديو” أو الكوبل إلى جانب ماء العينين للمشاركة في هذه المهزلة السوداء، كما أنه تقمّص دور “المحلل” الذي جاء لتبييض صورة سيدة تلطخت سمعتها السياسية هناك بالقرب من “كاباريهات” الطواحين الحمراء بباريس.

    وفي مقابل ذلك، تثار تساؤلات أخرى حول طبيعة الحوار الذي دار بين عبد الإله بنكيران وآمنة ماء العينين حول رفيقها المفترض جواد بنعيسى؟ فما هي يا ترى انطباعات “كهل البيجيديين” عن شاب كان من مؤسسي حركة مالي المطالبة بالإفطار جهرا في رمضان؟ وما هي ارتساماته على شخص كان بالأمس القريب ينعته شخصيا بالتكفيري، ويطالب بإسقاط حزب العدالة والتنمية، ويصدح جهارا نهارا ” زيرو خوانجية”؟

    لم تقل البرلمانية ماء العينين أي شيء عن هذا الجانب من الحوار، وكان حريّا بها أن تقول كل شيء ما دامت اختارت طواعية أن تخرج إلى العلن. وهنا أيضا تتناسل استفسارات أخرى ضمن هامش الفراغ الكبير الذي تركته تدوينة آمنة ماء العينين، وهو ما يؤجج اللبس ويزيد من مساحته في منصات التواصل الاجتماعي ولدى الرأي العام المهتم بهذه القضية.

    لقد استنكفت ماء العينين عن الخوض في هذا الموضوع، ولسان حالها يقول ” كم حاجة قضيناها بتركها”، مفضلة أن تختبئ وراء رمزية عبد الإله بنكيران ، دون أن تدرك وإيّاه بأنها تهدم ما تبقى من رمزية للرجل، الذي ظهر كمن استفاد لتوّه من دروس المراجعة والمناصحة الدينية، بحيث بدا كمن تراجع عن قناعاته العقدية السابقة وصار من دعاة التحلل من العلامات الظاهرة للتدين، كما أنه تجاوز حدود الحداثة وبات كمن يحرض ضمنيا كريمته على نزع الحجاب.

    عبد الإله بنكيران استأجر رمزيته للبرلمانية ماء العينين، مندفعا متحمسا كالشاة التي رأت نظارة المرعى دون أن تفطن لجرف الحافة، فكان كمن يحاول رتق “بكارتها السياسية” غير أنه فقد في المقابل عذريته الأخلاقية والدينية. فقد أظهرت ماء العينين كهل البيجيديين في موقف لا يحسد عليه” شخص ينظر إلى المرأة كمتاع للرجل، هو وحده المسؤول عن عفتها وطهرانيتها، أما المرأة المطلقة فلا جناح عليها”.

    المرجو إعادة قراءة تدوينة ماء العينين بتأني وتأمل..خصوصا من جانب فريق النساء المدافعات عن مقاربة النوع الاجتماعي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي