نوفل البعمري يكتب:المنظمات الحقوقية و المدنية الدولية:ما بين أوكرانيا و الصحراء

نوفل البعمري يكتب:المنظمات الحقوقية و المدنية الدولية:ما بين أوكرانيا و الصحراء

A- A+
  • نوفل البعمري يكتب: “المنظمات الحقوقية و المدنية الدولية: ما بين أوكرانيا و الصحراء!

    نوفل البعمري

  • و نحن نرصد تحركات الغرب اتجاه الأزمة الروسية الأوكرانية سنسجل من بين ما سجلناه النفاق الغربي الذي لم يبرز فقط على مستواه الرسمي، بل امتد لمجتمعه المدني و الحقوقي، هذا الأخير ظل يعطي الدروس حول حماية حقوق الإنسان للعديد من الدول، و يصدر تقاريرا بمناسبة وبغير مناسبة لاستهداف دول، و المس بمصالح دول بعينها ضمن أجندة دولية مرتبطة بالصراعات الإقليمية حيث تكون الغلبة في هذه التقارير لمن يدفع أكثر، و من يمول أكثر.

    هذا المجتمع الحقوقي الدولي الممثل في أمنستي و هيومن رايتس ووتش، الذي يخصص أمواله و إمكانياته البشرية و بياناته لدعم ميليشيات الجبهة و يطالب تحت يافطة حقوق الإنسان بتوسيع مهمة بعثة المينورسو، و يطالب بتطبيق القانون الدولي الإنساني في الصحراء رغم أن المنطقة لا تشهد أية حرب، و لا وجود لأي نازحين، حتى أنه في عدة مناسبات أراد تحويل نفسه لمجلس أمن مواز للأمم المتحدة، هو نفسه المجتمع المدني و الحقوقي الذي لم يتحرك طيلة هذا الأسبوع، دفاعا عن حق المدنيين الأوكرانيين في الحياة و السلامة.

    و هو نفسه الذي لم يتحرك لدعم اللاجئين الفارين من الحرب، و هو نفسه الذي لم يطالب بتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني على أوكرانيا و روسيا.

    َ و هو الذي لم يصدر حتى الآن أي رد فعل على قرار مجلس الأمن حول أوكرانيا، و لم يصدر أي موقف لحين أن يأتيه الضوء الأخضر من مموليه و محركيه، إنه النفاق يا سادة، و إنه درس في ازدواجية المعايير!

    إنه درس في كيف تدوس على كل القيم مقابل المصالح الدولية. انها الخلاصة، خلاصة القول: لا أحد من الآن فصاعدا يمكنه أن يرفع أصبعه تجاه المغرب و تجاه قضيته الوطنية، أو تجاه كل تحركاته الدبلوماسية و الميدانية في الأقاليم الصحراوية الجنوبية و في المنطقة العازلة جنوبا، و نتمناها أن تكون شرقا حيث المنطقة العازلة التي هي أراض مغربية.

    لا أحد يمكنه أن يُشهر علينا ورقة التقارير الحقوقية الدولية لأنهم جميعا منافقون، و لأنهم أداة في لعبة مصالح دولية، و لأن لهم ارتباطات إقليمية يمكنها أن تنشر عن الغزو و الاحتلال، و أن تغمض عينيها على قصف المدنيين واللاجئين مقابل الغاز و عائداته و مصالحه.

    لقد كنا دائما ننعتهم بغير المحايدين، و كان البعض ينعتنا بالطبالين و المُمخزنين، و ها هي أحداث أوكرانيا تؤكد ما كنا و كنت شخصيا أذهب إليه: هذا المسمى بالمنظمات الدولية الحقوقية أمنستي و هيومن رايتس ووتش، وغيرها، والتي هي سوى مجرد أدوات من أدوات الصراع الدولي لا أقل ولا أكثر.

    إن كان هناك من حسنات لهذه الأزمة هي أنها عرَت هذه المنظمات و لم تكشف فقط عن عجزها، بل عن كونها مجرد سوط في يد أنظمة و مصالح و لوبيات مالية و سياسية، تريد توجيه الرأي العام الدولي نحو قضايا محددة و نحو افتعال أزمات في مناطق محددة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    شوكي: الإصلاح الضريبي الذي أقرته حكومة أخنوش مكن من تنزيل الإصلاحات الاجتماعية