موتوا بغيظكم أيها “المخلوضون”..

موتوا بغيظكم أيها “المخلوضون”..

A- A+
  • دعت الدولة المغاربة الملقحين إلى أخذ الجرعة الثالثة وغير الملقحين إلى أخذ جرعاتهم من أجل تحصين المغرب، خاصة مع تهديد متحور جديد اسمه “أوميكرون” لصحة العالم في كل بلاد الدنيا، خاصة مع ما تعانيه دول أوربية، أنظمتها الصحية قوية ويضرب بها المثل، لماذا اهتمت مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب والوصول إلى المناعة الجماعية التي بإمكانها أن تحصن صحة المغاربة..؟

    فعلت ذلك، لهدف واحد وهو أن أحوال الطقس الباردة التي تمنح المتحور الجديد الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية وكل المؤسسات العلمية المعنية بالموضوع، تمنحه بيئة ملائمة للانتشار، خاصة وأننا نلاحظ في كل الأماكن العامة أن البعض منا تراخى ويعتقد أن الفيروس قد انتهى، لكن المشكل ليس هنا، فعادي جدا أن نختلف كمغاربة حول فرض الجواز الصحي، وأن تكون لنا مواقف متباينة حول إجراءات حكومية تتسم أحيانا بالارتجال والسرعة… لكن المتأمل لطبيعة الاحتجاجات وأهدافها الخلفية سيفهم أن هناك من يلعب في المطبخ المغربي بملاعق شيطانية طويلة،  من الاستخبارات الجزائرية وربيبتها بوليساريو، إلى البعض من بني جلدتنا الذين لا يهمهم سوى أن “اتقربل لبلاد” مهما كان الثمن، للركوب على أي قضية خاصة تلك التي تستهدف الطلبة والتلاميذ، لأنهم فئات لم تصل بعد لسن النضج أو لحماسها الزائد، لتوظيفها ضد المصلحة العامة للبلد، ومن غريب ما رأيت شخصيا في إحدى المسيرات الصغرى المناهضة للتلقيح، هو وجود أشخاص صادفتهم في مركز التلقيح الذي أخذت فيه جرعاتي الثلاث، أي أنهم ملقحون ومع ذلك يرفعون شعارات ضد فرض التلقيح، وهذا لعمري لقمة الوقاحة والضحك على الذقون، مما يعني أن الأهداف الرئيسية ليست مبدأ التلقيح أو فرض الجواز الصحي، وإنما إبراز كما لو أن الدولة مرتبكة وتمارس التضييق ولها حسابات خلفية وراء تعميم التطعيم غير الخوف على صحة المواطنين.. وحين يحذر مسؤول حكومي من وزن وزير الداخلية في البرلمان من “التشكيك في القرارات المتخذة لمواجهة الجائحة، داعيا إلى “الابتعاد عن الخطاب التيئيسي”، ومشددا على أن “الهدف الرئيسي هو حماية أرواح المواطنات والمواطنين”، خاصة بعد أن أعلنت الحكومة إغلاق الحدود الجوية والبحرية لتفادي تفشي متحور “أوميكرون”، الذي ظهر في جنوب إفريقيا وانتقل إلى عدة بلدان عبر العالم، في ظل استمرار حملة التلقيح رغم تسجيل وجود إقبال ضعيف على الجرعة الثالثة.. لأنه يعرف أن وراء الأكمة ما وراءها، ممن يحملون مغارف الشيطان الطويلة ليروجوا لخطاب المؤامرة ولإبراز ارتباط مؤسسات الدولة بخصوص مواجهة الجائحة والركوب على التيئيس لغاية في نفس يعقوب..

  • لكن المواطنين ليسوا بالسذاجة التي يعتقدها الغربان الذين ينعقون هنا وهناك، فهم الذين آزروا الدولة منذ ظهور جائحة كورونا واحترموا قراراتها حتى تلك القاسية التي تحد من حرية تنقلهم، لسبب بسيط، هو أن تلك الإجراءات الاستباقية هي ما حفظت صحة المغاربة، وهي من جعلتنا ننعم في الأسابيع الأخيرة بحرية أكبر وطمأنينة بعد أن انخفض معدل الإصابات بيننا، في الوقت الذي تلجأ فيه دول عظمى متقدمة اليوم إلى فرض عقوبات على شكل غرامات على غير الملقحين وبعضها مثل النمسا ألزمت غير الملقحين بالحجر الصحي، ومع ذلك هناك تهديد باللجوء إلى الإغلاق الشامل في بعض الدول بسبب تسجيل إصابات مرتفعة بالمتحور الجديد، فهل يقبل المغاربة بأن نعود إلى درجة الصفر، ونحتجز مرة أخرى في منازلنا لشهور عديدة، إن الدولة مضطرة لاتخاذ إجراءات قاسية ومتشددة وفق اللجنة العلمية التي يوجد فيها والحمد لله أجود أطرنا وخبرائنا في الصحة، مغاربة قلوبهم على بلدهم وعلى مواطنيهم، والدولة أكبر متضرر من أن نعود لحالة الحجر الصحي، لا قدر الله، وها هي وتيرة التلقيح ترتفع تدريجيا مرة أخرى، وهذا وحده دليل أن نعيق الغربان لن يجد له صدى في آذان المغاربة الذين يعتبرون مثل الجسد الواحد المتراص، فموتوا بغيظكم أيها “المخلوضون” في المياه الآسنة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث