الاعتزاز بروح تامغربيت

الاعتزاز بروح تامغربيت

A- A+
  • الاعتزاز بروح تامغربيت

    يوما عن يوم يزداد المغاربة تعلقا بوطنهم، ويحتضنون مؤسسات الدولة ويثقون في خطابها ويلتفون حول رموز المغرب ويدافعون عنها اتجاه كل خصوم البلاد، وقد برزت تعبيرات هذا البعد الوطني لدى مختلف الفاعلين في مستويات عديدة، بدءا من خطاب الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان في 10 أكتوبر 2014، حين قال جلالته: «من حق كل المغاربة، أفرادا وجماعات، أينما كانوا، أن يعتزوا بالانتماء لهذا الوطن، وكواحد من المغاربة، فإن أغلى إحساس عندي في حياتي هو اعتزازي بمغربيتي. وأنتم أيضا، يجب أن تعبروا عن هذا الاعتزاز بالوطن، وأن تجسدوه كل يوم، وفي كل لحظة، في عملكم وتعاملكم، وفي خطاباتكم، وفي بيوتكم، وفي القيام بمسؤولياتكم»، وتجلى في مبادرات وقرارات ومواقف الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية وفي مجلسي البرلمان والمؤسسات المنتخبة ولدى فعاليات المجتمع المدني وفي كل المنابر الإعلامية الوطنية، ولدى المواطنين البسطاء في كل شبر من تراب المغرب.. ولعل ملاحظة عدد الصفحات والمجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل اسم «اعتزازنا بتامغربيت»، «مغربي وأفتخر»، كلنا مغاربة»… تحمل هذا البعد الوطني في الالتحام بقضايا الوطن والدفاع بشراسة ضد كل من يمس رموزه بسوء.

  • إنها روح تامغربيت التي تقوت في السنين الأخيرة، وازدادت مع موجة كورونا، حيث التف المغاربة بقوة حول رموز الدولة ومؤسساتها، وبدؤوا يثقون في خطابها وفي قراراتها، ويساندون النظام السياسي ويحمونه من أي اختراق أو هجوم، روح تامغربيت لم تكن تعني عند المغاربة قومية نرجسية ولا تقوقعا حول الذات وانعزالا عن العالم، بل تعبيرا عن الاعتزاز بالانتماء للمغرب والافتخار بـ «تامغربيت»، لذلك كان كل من يحاول الإساءة إلى المغرب يتعرض للهجوم والتهميش.. لأن الوطن لا يمكن أن نقايض عليه كل كنوز الدنيا.

    وبتتبع كيف تعامل المواطنون مع إجراءات الحجر الصحي والتصدي لجائحة كورونا، أو في شكل احتفائهم بذكرى المسيرة الخضراء وبما حدث بالكركرات في نونبر الماضي، أو في شكل التصدي لألمانيا أو إسبانيا أو الجزائر كلما تصاعدت اللهجة اتجاه المغرب، لقد كان المغاربة يتصدون بشكل تلقائي وبدون الحاجة إلى أي تجييش، إلى خصوم المغرب. هذه هي روح تامغربيت الأصيلة، جوهرها هو الاعتزاز بالهوية المغربية، هوية غير منغلقة، بقدر ما تنفتح على غنى وتعدد روافدها، من الأمازيغي والصحراوي والعربي، إلى الإسلامي واليهودي، بمختلف التعبيرات التي أعطت لهذه الأمة إنسيتها وهويتها الخاصة عبر التاريخ..

    إن الإحساس بتامغربيت يغمرنا اليوم بشكل جماعي، في داخل المغرب كما في خارجه، والدليل هو تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج خلال السنتين الأخيرتين، برغم أزمة كوفيد 19، وحجم زيارة مغاربة العالم لبلدهم، وهو شيء لا مثيل له في كل شمال إفريقيا، هذه هي اللحمة التي تشد المغاربة إلى وطنهم، اعتزازهم بروح تامغربيت، يسندون دولتهم ووطنهم في لحظة الشدة ويقاسمونه الفرح لحظة الانتصار، ولعل شكل تصدي المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي لكابرانات الجزائر وتهديداتهم الكرطونية للمغرب، وشكل احتفائهم بذكرى المسيرة الخضراء، يقدم البرهان على أن هذا الحس الوطني الكبير الذي تفتقده دول عديدة في الجوار، هو صمام أمان ضد أي مؤامرة اتجاه الوطن كيفما كان نوعها.

    للمغاربة اليوم إحساس قوي بتامغربيت، وهم مستعدون لبدل الغالي والنفيس من أجل وطنهم، والدول لا تعيش ولا تستمر قوية وشامخة فقط بالبرباغندا ولا بغناها الاقتصادي، ولكن أساسا بإحساس مواطنيها بقوة الانتماء إلى المجموعة الوطنية والاستعداد دوما للدفاع عن البلد ورموزه واحتضان مؤسساته والتصدي لكل من تسول له نفسه الإساءة إليها.. وهذه هي روح تامغربيت التي تقوت لدى المغاربة التي لا تعني وطنية شوفينية ضيقة، لأن المغاربة من طبعهم الانفتاح على العالم ولكن دون التفريط بهذا الإحساس الجماعي الذي هو «روح تامغربيت».

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الداكي يوقع على مذكرة تفاهم بين رئاسة النيابة العامة بالمغرب ونظيرتها الروسية