الاستقلال يدعو الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في تحقيق ”فاجعة تارودانت”

الاستقلال يدعو الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في تحقيق ”فاجعة تارودانت”

A- A+
  • استعرضت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بحسرة كبيرة، آخر تطورات “فاجعة تارودانت”، في اجتماعها العادي، أمس الثلاثاء، بالمركز العام للحزب، تحت رئاسة الأمين العام نزار بركة.
    وتقدّمت اللجنة التنفيذية بأحرّ التعازي وأصدق المواساة لأسر وعائلات ضحايا الفاجعة الـ8، داعية الله سبحانه أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، داعيةً الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة بالتحري فيما وقع، من خلال إجراء تحقيق يتسم بالموضوعية والحياد، ونشر نتائجه للرأي العام في أقرب الآجال، مع ترتيب الجزاءات والمتابعات فيما يتعلق بخروقات قوانين التعمير والملك العام المائي، والتهاون في المراقبة الترابية، وغيرها من الممارسات غير المشروعة التي كانت سببا في الفاجعة.

    كما حثّت الحكومة على ضرورة تبني استراتيجية استباقية ووقائية في تدبير الكوارث الطبيعية، حماية لأرواح المواطنات والمواطنين، وأن لا تبقى حبيسة ردود الفعل بعد حصول الفواجع، كما يؤكد ذلك واقع الحال ومختلف التقارير الوطنية والدولية.

  • وفي هذا السياق، دعت اللجنة التنفيذية الحكومة إلى وضع برنامج استعجالي للإنذار والتدخل، لتحصين المناطق المهددة بالفيضانات وباقي الظواهر الطبيعية القصوى؛ كالعطش، وندرة المياه والزلازل، وهي ظواهر ستزداد وتيرتها وحدتها في ارتباط بالتغييرات المناخية.

    كما ساءلت الحكومة عن عدم تطبيق القانون المتعلق بصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، الذي تم صدوره منذ أكثر من سنتين، دون أن يعرف طريقه إلى التنفيذ، رغم ما عرفته بلادنا من كوارث طبيعية خلال هذه الفترة، خلفت ضحايا في الأرواح والممتلكات تستدعي تعويض الأسر والساكنة عما لحقها من أضرار، لاسيما وأن مآل المرسوم التطبيقي الخاص بهذا الصندوق لحقه الكثير من الغموض، بعد أن تمت برمجته وسحبه من المجلس الحكومي، في أبريل الماضي.

    وطالبت اللجنة التنفيذية الحكومة بوضع برنامج لملاعب القرب خاص بالوسط القروي، يراعي طبيعته المجالية ويلائم مميزاته السوسيو- ديمغرافية، بما يمكن شباب العالم القروي من حقهم في الترفيه وممارسة الرياضة والتفتح الشخصي، مع تأمين الشروط الأساسية للسلامة في تشييد واستعمال هذه المرافق، بعيدا عن الأحواض المائية ومجاري الأودية والمنحدرات.

    وبمناسبة الدخول السياسي، نبّهت اللجنة التنفيذية الحكومة إلى خطورة الانزواء إلى منطقة الانتظارية والترقب، دون أن تضطلع بمسؤوليتها الدستورية النابعة من الانتداب الشعبي والبرلماني، وثقة الملك في تسريع وتيرة عملها في خدمة المواطن، والقطع مع هدر زمن الإصلاح، ومع التوجهات والممارسات التي تغذي الاحتقان والفوارق، والشروع في بلورة الجيل الجديد من الاستراتيجيات القطاعية، في أفق انطلاق ورش النموذج التنموي الجديد، مطالبةً إياها بإعطاء إشارات قوية لاسترجاع ثقة المواطنين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، تمهيدا للمرحلة الجديدة التي دعا إليها الملك، التي تتطلب المسؤولية والفعالية وبعد النظر وتعبئة الجميع لإبرام تعاقد اجتماعي جديد.

    وبخصوص الدخول المدرسي والجامعي، شددت اللجنة التنفيذية على ضرورة شروع الحكومة في تفعيل مضامين إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، في شموليتها ومختلف أبعادها ومحاورها، بما يتطلبه ذلك من تدرج في التفعيل وجودة في المناهج والتدريس وتكوين المكونين، ومقاربة تشاركية مع الفاعلين المعنيين بالعملية التعليمية من أطر تربوية وإدارية، وأسر وقطاع خاص، مؤكدةً على أهمية ضبط التكاليف المدرسية وتعبئة المناصب المالية اللازمة.

    كما طالبت الحكومة بالعمل على إيلاء اللغتين الرسميتين، العربية والأمازيغية، المكانة الدستورية التي تستحقانها في التدريس بمختلف أسلاكه، بما في ذلك التعليم العالي وفق التزامات تنظيمية وتطبيقية واضحة تحترم الدستور والقانون والإجماع الوطني، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا بإخراج القانونين التنظيميين الخاصين بالطابع الرسمي للأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، والشروع في أجرأة الآليات المنصوص عليها في مقتضيات هذين القانونين، لاسيما فيما يتعلق بإحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية، وإعادة تنظيم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإحداث الهيئة الخاصة بتنمية استعمال اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم والترجمة، وهو ما سيساهم في تطوير المحتوى المعرفي للغة العربية في التعليم والبحث العلمي، ويرسي تعددا لغويا واعيا بمقومات الهوية الوطنية ورهانات الانفتاح والتنافسية الثقافية والاقتصادية على الصعيد الدولي.

    وفي ختام اجتماعها، تدارست اللجنة التنفيذية مستجدات الوضعية التنظيمية للحزب ودعت إلى التعبئة التنظيمية الكاملة لإنجاح دورة شتنبر للجنة المركزية، المقرر انعقادها بمدينة الجديدة يوم 29 شتنبر 2019، ودورة شتنبر للمجالس الإقليمية، التي تقرر عقدها ما بين 20 شتنبر و13 أكتوبر 2019، واللقاء الجماهيري الذي سيتم تنظيمه بمدينة طانطان يوم 23 شتنبر 2019، بالإضافة إلى منتدى للتفكير يومي 21 و 22 شتنبر 2019، حول موضوع: “جيل جديد من التعاقدات من أجل الخروج من الأزمة”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي