أسدل الستار، في وقت متأخر من يوم أمس الجمعة، على الجمع العام الاستثنائي لنادي الرجاء البيضاوي، بإعلان اسم رجل الأعمال، ومهندس الكهرباء جواد الزيات رئيسا جديدا للقلعة الخضراء، خلفا للمستقيل سعيد حسبان قبل ستة أشهر.

من محبي نادي الرجاء البيضاوي، وعاشق لحضور الديربيات في ملعب ” دونور “، قبل أن يكون منخرطا موسم 2005 بتوصية من الصويري، ثم نائب للرئيس موسم2007 بالمكتب المسير للرئيس في عهد عبد الله غلام، ليعينه أوزال قبل بضعة أشهر رئيسا منتدبا تمهيدا للرئاسة الفعلية للقلعة الخضراء .

مرحلة الازدياد والشباب والاهتمام بالرياضة..

رأى النور جواد الزيات، قبل 51 سنة، بالعاصمة الإدارية الرباط، وبالضبط بمارشي فلور، في الثاني من يونيو سنة 1967، ترعرع هناك وسط أسرة ميسورة، وعرج أكثر من مرة من أجل الحضور في ديربيات كازا بلانكا، تميز شبابه بالاهتمام بالمجال الرياضي كثيرا، إذ لعب في فترة من الفترات في الفئات الصغرى لنادي الجيش الملكي لكرة القدم، قبل أن يتحول اهتمامه للعبة كرة اليد و قام بممارستها بنادي أولمبيك سلا، بفئة الشباب والكبار، ليقرر بعد ذلك الرحيل إلى فرنسا من أجل التحصيل العلمي .

التحصيل العلمي بفرنسا والعودة إلى المغرب للاندماح في سوق العمل

تلقى تكوينه بجامعة جوزيف فوريي بغرونوبل سنة 1989، و يملك إجازة في الفيزياء و هو أيضا يحمل صفة مهندس في الكهرباء، وراكم عددا من التجارب خلال فترة تواجده بالديار الفرنسية، وبعد تسع سنوات من التكوين النظري و المهني، قرر العودة مجددا إلى المغرب، ليستقر آنذاك بمدينة الدار البيضاء، ويندمج مباشرة في سوق العمل وبالضبط في إحدى الشركات الأمريكية المكلفة بإنتاج ” منتوج تيد “، وفي سن الثلاثين عين بظهير شريف مديرا مركزيا لوزارة السياحة سنة 1997، ليبدأ أول مسار له، في العمل بالقطاع العام.

عشقه للرجاء وسبب انخراطه بالقلعة الخضراء

زاد عشق جواد الزيات، لنادي الرجاء الرياضي، بعد المباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية، التي توج من خلالها نادي الرجاء الرياضي، بالكأس الإفريقية، على حساب الترجي التونسي، خلال هذه الفترة حاول الزيات التقرب أكثر من القلعة الخضراء، واستغل علاقته بالرئيس السابق لفريق الرجاء عبد الحميد الصويري، وانخرط بعدها بفريق الرجاء الرياضي، سنة 2005، لتكون هذه هي البداية الحقيقية لجواد الزيات، مع الفريق الأخضر، ولم يكن له في ذلك الوقت أي دور في المنظومة الرجاوية، ولكنه ظل يترقب الوضع، حتى جاء الموعد الذي اقتحم من خلاله المكتب المسير للنادي الأخضر، في عهد عبد الله غلام، سنة 2007، ليصبح بعدها جواد الزيات، نائبا للرئيس بتوصية من عبد الحميد الصويري، ورغم عدم معرفته الكبيرة بغلام، إلا أنه استطاع أن يجد لنفسه مكانا ببرلمان الرجاء .

غاب لفترة وعاد مجددا رئيسا منتدبا لنادي الرجاء

أكمل بعد ذلك جواد الزيات مساره المهني، وابتعد قليلا عن الواجهة بنادي الرجاء، وثم تنصيبه بعد تركه المنصب بوزارة السياحة، مديرا تنفيديا لشركة Jet4you للطيران، سنة 2008، وظل هناك إلى حدود سنة 2016 ليعين مديرا لشركة بريستيجيا التي تنتمي لمجموعة الضحى و هو الآن رئيس و مدير عام لإنجاز هولدينغ المتخصصة في العقار للمنازل الفاخرة المخصصة للطبقة الغنية، ويعتبر هذا المشروع ملكا لرجل الأعمال جواد الزيات، وبالعودة إلى مسيرته بالرجاء، وبعد تعيين اللجنة المؤقتة أبريل الماضي، تم ظهور اسم الزيات مجددا، ليتم تعيينه رئيسا منتدبا لنادي الرجاء، بتزكية من امحمد اوزال وبقية حكماء الرجاء، الذين أرادو تمهيد الطريق للرجل القادم من فرنسا لتعويض حسبان المستقيل قبل ستة أشهر .

أوزال مهد الطريق لزيات لرئاسة الرجاء والأخير خطط للأمر بذكاء

بعد الإعلان عن موعد الجمع العام الاستثنائي للرجاء، والذي حدد سلفا، يوم 13 شتنبر الماضي، راجت الأخبار عن كون أوزال يريد أن يجعل من زيات رئيسا، وأعد العدة لذلك، وجمع المنخرطين في البيت والمقهى وفي كل الأماكن، وخطط في ليلة يوم الأمس، إلا أن تخطيطه كان قاب قوسين أو أدنى من الانكشاف ، وكادت أن تفلت الأمور من بين أيدي الحكيم، بعدما اعترض المنخرط علي الحمدي، على مسألة تزكية ترشح زيات، إلا أن حمدي وجد نفسه وحيدا يغرد في الجمع العام، وحتى طعون حسبان المتأخرة لم تمنع أوزال والحكماء، من إظهار زيات كمنقذ في ليلة رفض فيها المنخرطون التصويت على التقارير المالية لعهد حسبان، الأمر الذي دفعهم للتصويت بالإجماع ، من أجل بعتها إلى القضاء من أجل الافتحاص القضائي، ورغم ظهور بعض المشوشين إلا أن كلمة الحسم كانت لأوزال والبقية، وأعلنوا رسميا عن سم جواد زيات، رئيسا لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي المغربي، لمدة أربع سنوات قادمة.

حضور مزوار بالجمع العام .. واتقان اللعبة مع أوزال .. وأهداف زيات من الرجاء

تفاجأ الحاضرون في الجمع، بحضور صلاح الدين مزوار، رئيس اتحاد مقاولات المغرب، وفور دخوله للجمع توجه بمعية الحكماء وزيات، إلى قاعة مجاورة لعقد احتماع مصغر لصياغة الطريقة التي بها، سيتم منح الرئاسة لجواد زيات، فانطلق الجمع على إيقاع الاحتجاج والنقاش والجدال، فأحكم أوزال سيطرته على القاعة جيدا، وتفنن زيات في لغة العيون مع المقربين، ولم يحرك البوصيري و بودريقة ساكنا، وأدركو أن لا مفر لهم من دعم ترشح زيات، وظهرت حاشية حسبان ضعيفة ولم تستطع نسف الجمع، وتنبأ الكل بمستقبل زاهر بعد كلمة فتحي جمال، الذي أعلن من خلالها عن افتتاح الأكاديمية بعد أربعة أشهر، وعدد من الأمور التي انعشت الجمع وجعلته يذهب في منحى إيجابي، عكس التوقعات التي كانت تقول أن هذا الجمع غير قانوني، بسبب طعون حسبان، التي اتضح في النهاية أنها مجرد أوهام.

المصدر: شوف تي في