يخلد ثلة من الباحثين في مجال التاريخ والأركيولوجيا بجامعة ابن زهر الذكرى الـ 478 لمعركة أكادير التي شكلت أول انتصار للمغاربة على المستعمر البرتغالي، وذلك من خلال تنظيم يوم دراسي يوم الثلاثاء 23 أبريل 2019 برحاب فضاء الإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية لتسليط الضوء على هذه المحطة الهامة من تاريخ المغرب، وتعريف الأجيال الصاعدة بها.

ووفق بلاغ توصلت به قناة “شوف تيفي”، فاليوم الدراسي ينظم من طرف فريق بحث أركيولوجيا تراث وتنمية التابع لمختبر القيم والمجتمع والتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة ابن زهر بأكادير، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والجمعية المغربية للتراث، بتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث حول التراث المغربي البرتغالي التابع لوزارة الثقافة.

وأشار البلاغ ذاته، أن تسليط الضوء على معركة أكادير يعد مناسبة للوقوف على الدور البطولي والحاسم، الذي لعبته قصبة (أكاديرن إيغير) للتخلص من المحتل والدفاع عن الوحدة الترابية المغربية، إضافة إلى كونه اعتراف لهذه المدينة الساحلية المفتوحة مبكرا على العالم الخارجي، بالأدوار التي لعبتها خلال العصر الحديث في تنمية التعاون الدولي والعولمة التجارية، وما تولد عنها من انفتاح على الآخر وتواصل حضاري وبالتالي نشر قيم التفاهم والعيش المشترك.

وأضاف البلاغ أن هذه المعركة تشكل منعطفا حاسما في تاريخ المغرب، والذي فتح الطريق لهزائم وانسحابات أخرى متتالية للجيش البرتغالي من عدد من المواقع البرتغالية الساحلية، لتنتهي بمعركة وادي المخازن الخالدة التي قضت نهائيا على الوجود البرتغالي بالمغرب، و قد ساعد هذا الانتصار على نجاح الدولة السعدية في تحويل مرفأ أكادير إلى ميناء تجاري دولي، يرتاده كبار تجار أوروبا، خاصة من هولندا والدانمرك وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى القوافل الآتية من الجنوب ومن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، قصد التجارة والتبادل الاقتصادي.

وسيشارك في هذا اليوم الدراسي أساتذة باحثون متخصصون في المجال، وذلك مساهمة منهم في التعريف بفصول هذه المعركة الخالدة في سجل تاريخنا المغربي البرتغالي المشترك، وإثارة النقاش حول الدلالات الرمزية التي تختزلها هذه المعركة.
وستختتم فعاليات هذا اللقاء بزيارة علمية موجهة لمواقع أثرية سعدية و برتغالية شاهدة على هذه المحطة التاريخية البارزة.

 

المصدر: شوف تي في