التوفيق: الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش يعمل على رسم مخططات لحماية الدين‎

التوفيق: الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش يعمل على رسم مخططات لحماية الدين‎

A- A+
  • كشف “أحمد التوفيق” وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أمام بابا الفاتيكان يومه السبت، عن أهمية معهد “محمد السادس” لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات الذي أنشأه الملك محمد السادس والدور الريادي الذي يقوم به في حماية الدين إرساء لنهج الملك.

    وأكد “التوفيق”، أن تأسيس هذا المعهد جاء بأمر من الملك محمد السادس، ويشكل أحد الرموز البليغة لتقليد راق ذكي، يستمد وحيه من ثوابت دينية عريقة في التاريخ، ولها القوة والفطنة التي تؤهلها للتكييف مع مطامح الناس ومقاصد الشريعة، مشيرا بأن عناصر هذا التقليد الذي يرعاه أمير المؤمنين، تتضمن إمكانيات دعم نموذج مندمج للتنمية كامل الوعي بذاته، يتحمل فيه الإنسان مسؤولية نفسه، وهو يشعر في أحوال قوته وضعفه، أن الله معه، الله الغالب على أمره، الرحمان الرحيم، ذو القوة المتين.

  • وأشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أنه من أجل حماية الدين، أمر الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، بسلسلة من الإصلاحات المهيكلة لتدبير هذا الشأن، وبإدخال حيوية قائمة على التوافق بين الصيغ المؤسساتية الحديثة في التدبير وبين مقاصد الدين في مختلف الجوانب، مبرزا أنه في سياق إمارة المؤمنين، تم حل كثير من الإشكاليات التي قد يشكو منها تدبير الدين في جهات أخرى، ومنها إشكالية حضور الدين في الدولة، وحمايته، وعلاقته بالسياسة، وبالحركات المسماة بالإسلامية، وبتطبيق الشريعة، وبالتيارات المتشددة، وبالحريات، وبالقيم الكونية، وبالتعليم الديني، وأخيرا مسألة العلاقة بالعلماء
    وأبرز أن المغرب قد حافظ وحده على النظام الأصلي للإسلام، المتمثل في إمارة المؤمنين، الذي يعد “مؤسسة قائمة على عقد سياسي اجتماعي مكتوب يتولى فيه متقلد المشروعية حماية دين الأمة وأمنها ونظامها العام القائم على العقل وحماية عدلها وكرامتها”، مشددا على أن الدين في نظام إمارة المؤمنين يقع في مستوى الأمة، في حين يتم اقتراح البرامج السياسية في مستوى المجتمع، وهو الفضاء البشري المناسب لكل أنواع التفاوض والحوار.

    فحضور الدين في الحياة، يقول وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ضرورة فلسفية وعملية مرتبطة بالجواب عن سؤال المعنى، كما أنه حاجة أخلاقية ومعين للقوة المعنوية في حياة الأمة؛ فيما تتم حماية الدين، بمعناه الخاص، بتوفير تأطير ديني بشري، مكون من علماء وأئمة، وبتوفير خدمات مناسبة في مجال العبادات والتعليم.

    وشدد على أن المغرب يعمل بالمبدإ القرآني أن لا إكراه في الدين، وهكذا فممارسة الحريات في الفضاء العمومي يضبطها القانون، أما على الصعيد الفردي، وهو صعيد يهم الدين كذلك، فلا هادي للسلوك فيه ولا عاصم من الهلاك إلا بشعور يحاسب النفس وتغمره الأخلاق الروحانية، مضيفا أن التوجهات المتشددة التي تنكر للدين بعده الروحي التزكوي تعد توجهات منكرة بالمغرب، فأمير المؤمنين يرعى الطرق الصوفية، ولاسيما قيمها الاجتماعية الداعمة للعطاء ومواساة الفقراء، وذلك على مثال القيم التي تكرس لها أعلام من أمثال أحد صلحاء مراكش، سيدي بلعباس، معاصر القديس فرانسوا الأسيزي، فقد كان مذهبه يقوم على أن العطاء دواء كل داء، وأن الوجود ينفعل بالجود.

    وختم التوفيق كلمته بتأكيده على أن قيم الإسلام، بمقتضى ثوابت المغرب، هي في توافق مع القيم في المرجعية الكونية، فلقد أسهم المغرب في بناء الأنسنة بحكمته وروحانيته وأعماله الثقافية والفنية؛ ولا يتحفظ إلا على جزئيات تتعلق بتراثه الخصوصي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    عبد النباوي:المحامون خاضعون لقانون غسل الأموال ويتقدمون منظومة اليقظة والمراقبة