واصــلت استئنافية البيضاء، صبيحة يومه الجمعـة، أشغال جلسة محاكمة ”زين العابدين الحواص”، المعروف إعلاميا بـ ”مول 17 مليار”، بتوجيه الأسئلة للشاهد ”إبراهيم بنساسي”، الذي ورط رئيس بلدية حد السوالم بصفته موظفا بذات الجماعة المذكورة.

وفِي الوقت الذي تحدث فيه الشاهد في جلسة سابقة، عن كون الحواص ابتز أحد المستثمرين وتحصل على سيارة فاخرة وكشف زين العابدين الحواص، رئيس المجلس البلدي لحد السوالم المعزول، عن وثائق رسمية تثبت ملكيته لسيارة من نوع ”بورش” ، حيث دحض المتهم كل ادعاءات ”الشاهد” مؤكدا للمحكمة كون السيارة تعود إلى ملكيته، مدليا بوثائق الملكية للهيئة، والتي تثبت عملية الشراء، عكس ما ادعاه الشاهد ابراهيم بنساسي.

واتهم الشاهد ”زيد العابدين الحواص” باستغلال نفوذه، ودفع المستثمرين إلى تمويل حملاته الانتخابية، غير أن المتهم دحض ذلك من خلال تأكيده كون المستثمر الذي استدل به كان منافسا له وبالتالي من غير المنطقي تمويله له، وحساسية المنافسة التجارية قائمة بين الطرفين.

ووجه الشاهد ”بنساسي” اتهامات أخرى للمتهم مبرزا للمحكمة أن هذا الأخير قام بوضع طريق بجانب صاحب مركب تجاري، وذلك من أجل عرقلته، وهو ما فنده دفاع المتهم الحواص، النقيب البقالي حيث تقدم بتصميم الطريق المنجز من طرف المصالح المختصة، والذي بحسبه يهدم هذا الادعـاء الذي لا يستند لدليل سوى الكلام الذي يدور في مقاهي حد السوالم.

وفي ذات الوقت، اتهم تقني الجماعة، الحواص بكونه كان يستفيد من بقع وحمامات وغيرها، عن طريق ابتزاز صاحب ”رياض الساحل”، وآخرين لإراغمهم تسليمه ذلك، وهو ما نفاه البرلماني والاستقلالي زين العابدين الحواص، قـائلا ”إلى لقاهم، يأخذهم يا سيدي الرئيس..”.، وهو ما أثار السخرية داخل القاعة على ”الشاهد” الذي كل مرة يدعي شيئا لايسند فيه لوسائل مادية سوى كلام يؤكد أنه سمعه من الناس في الجماعة أو المقاهي .

وكان النقيب محمد البقالي الذي يؤازر المتهم زين العابدين الحواص، قد أدلى في معرض مساءلته للشاهد الرئيسي، التقني إبراهيم بنساسي، بوثائق حول عدد من الصفقات التي صرح الشاهد أنه تشوبها اختلالات، وعند إطلاع ممثل النيابة العامة على الوثائق المذكورة التي أدلى بها الدفاع، التمس من المحكمة، باعتبار أن رئيس الهيئة، وبناء على ما يخوله له القانون، بإمكانه استدعاء أي شخص يساعد في إظهار الحقيقة، (التمس) استدعاء رئيس قسم الصفقات ”محمد التباع” الذي سبق أن تم الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية للفرقة الوطنية خلال مرحلة التحقيق التمهيدي، دون أن يتم الاستماع إليه من طرف قاضي التحقيق خلال مرحلة التحقيق التفصيلي.

واعتبر ممثل النيابة العامة حكيم وردي أن شهادة رئيس مصلحة الصفقات ستكون مهمة ورئيسية، تقدم بملتمس استدعائه باعتباره فاعلا محوريا، متعهدا أمام المحكمة بالسهر على إحضاره في حال استجابة المحكمة لاستدعائه، وبعد المداولة قرر القاضي أن المحكمة قررت الاستجابة لاستدعاء الشاهد ”محمد التباع”، من أجل الإدلاء بأقواله أمام المحكمة.

وقررت المحكمة تأخير جلسة محاكمة زين العابدين الحواص إلى غاية يوم الجمعة المقبل، حيث من المتوقع أن تستمع المحكمة لشهادة الرئيس الحالي لجماعة حد السوالم، بنطيبي، منافس الحواص وخصه السياسي بدائرته الانتخابية، والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي يتهمه الاستقلاليون بالمتآمر الأول على ”الحواص” بتواطؤ مع الشاهد ”بنساسي” للإطاحة بـ”الحواص” والإيقاع به سياسيا.

المصدر: شوف تي في