صناع الإنتاجات الفنية ورداءة الأعمال الرمضانية

صناع الإنتاجات الفنية ورداءة الأعمال الرمضانية

A- A+
  •  

    كل رمضان، قدَر المغاربة أن يُمطروا بكل أشكال الرداءة الفنية التي أصبحت عاما عن عام تزداد انحطاطا وتخلفا، رغم الأموال الضخمة المخصصة لدعم الإنتاجات الفنية في هذا الشهر الفضيل، وهو ما يستدعي طرح السؤال حقيقة: هل الرداءة الفنية مصدرها انحطاط ذوق المغاربة، بحيث يتذرع العديد من المخرجين والمنتجين وصناع المشهد السمعي البصري ببلادنا، بارتفاع نسبة المشاهدة حتى مع ارتفاع الشكاوى من تفاهة ما يقدم، كما يصادف ذلك كل زائر لانتقادات الجمهور على صفحات التواصل الاجتماعي فبالأحرى النقاد المختصون؟ أم إلى البعد الثقافي والفني المرتبط بالسيناريو والتصوير والتشخيص؟ أم بهيمنة منطق الوزيعة الذي يجعل كمشة محدودة من شركات الإنتاج هي التي توجد دوما في قلب الغنيمة الكبرى بعد فرز طلبات العروض «المخدومة» من طرف لجينات مختصة في أشياء أخرى إلا الفرز الحقيقي؟ وهذا موضوع آخر سنفضحه في القريب العاجل بعد توصلنا بمعطيات ترقى إلى الفضيحة(…)
    والحقيقة أن حجة «الشعب باغي هادشي» وأن ما يعرض من تفاهة على شاشاتنا التلفزية يلاقي إقبالا كبيرا من طرف الجمهور، قضية فيها نظر لأن أرقام المشاهدات تعريهم، فالجمهور المغربي أبان عن حس فني وثقافي بإشادته بأعمال سينمائية وتلفزية فيها حد أدنى من مقومات الفرجة البصرية، ونوهوا بها و نسبة مشاهدتها تفوق بكثير تفاهة ما يقذفنا به المخرجون والمنتجون الفنيون المختارون من لجيناتهم المعلومة في لحظات الذروة، التي يضطر معها المغاربة إلى الاختيار في «الضرائر»، والمثل يقول «لهلا يخير فضراير».. فارتفاع الانتقادات يدل على إحباط المغاربة مما يقدم لهم في قالب كوميدي بدل هاذ الحموضة والتفاهة التي تزداد كل سنة إسفافا وانحطاطا.
    أما بخصوص ما يرتبط بجودة التشخيص والتصوير وغيره، فهذا ليس سببا في التفاهة التي تقذفنا بها شركات الإنتاج الفني كلما حل شهر رمضان حيث يعيد الجمهور العريض في هذا الشهر الفضيل علاقته بالتلفزيون بشكل كبير جدا في المغرب، ذلك أنه أصبح لدينا جيل جديد يضم ممثلات وممثلين يحق لنا الافتخار بهم، خاصة حين نقارن بين الوجه الذي يبرزون به في الأفلام والمسلسلات الجادة وبين أدوارهم في الأعمال «البايخة» المقدمة خلال شهر رمضان. أما من ناحية الصناعة الفنية من تصوير وتقنية سينمائية فمعظمها بجودة متميزة بحكم التطور التقني في هذا الباب الذي فرض نفسه بقوة على كل المشتغلين بمجال السينما والإعلام السمعي البصري عموما.
    إذن يبقى السبب الأساسي في رداءة الإنتاجات الفنية في رمضان هم المنتجون والمخرجون، فالذي يتحمل المسؤولية الأولى في كل هذه التفاهات المسماة سيتكومات ومسلسلات وكاميرا خفية وغيرها، هي شركات الإنتاج التي تتسابق لتلقي أموال الشعب لنجد أنفسنا أمام منتوج رمضاني هزيل جدا بكل المقاييس… لقد أصبحنا نجد شركات بعينها دائما تفوز بالصفقات وبأموال الشعب بقدرة قادر وتعطينا نفس الحموضة والرداءة الفنية، ألا توجد في المغرب سوى هذه الشركات التي اغتنت وأصبحت تتسابق من أجل الغنيمة دون إبداع، جل ما انتقده المشاهدون المغاربة يظل يتكرر مع رمضان: ضعف الكتابة السينمائية، هزالة السيناريو والإخراج وبدل اختيار المواضيع الجادة التي ترفع ذوق المشاهدين، نجدها تمطرنا بمواضيع بعيدة عن المجتمع المغربي وانشغالاته، وتجد نفسك وأنت تتفرج على عمل كوميدي حزين، وتريد البكاء على ما وصل إليه الإبداع التلفزي والسينمائي في المغرب، ونقول الإبداع تجاوزا، لأن الحقيقة «ما كاين غير كور وعطيو للعور»، اللي هما حنا المشاهدين. فاللهم اغفر لهم في هذا الشهر المبارك حتى يتوبوا عن رداءتهم ويهتموا بالإبداع أكثر مما يتسابقون على التنافس في الرداءة،
    وعيد مبارك سعيد.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الاتحاد المغربي للشغل يدين في بيان شديد اللهجة واقعة طرد طبيبة من مكتبها