بوح الأحد:ٱنتصارات حماس هل تفتح الباب أمام وحدة الصف الفلسطيني لإقامة دولة

بوح الأحد:ٱنتصارات حماس هل تفتح الباب أمام وحدة الصف الفلسطيني لإقامة دولة

A- A+
  • بوح الأحد: ٱنتصارات حماس هل تفتح الباب أمام وحدة الصف الفلسطيني لإقامة الدولة المستقلة، دور المغرب في فضح جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة يعري تيه الطوابرية بالكامل و ليالي النصر المغربي في ڤيينا و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي
    يبدو أن الحرب الإسرائيلية على غزة بدأت تخف بعد انفضاح جرائم إسرائيل أمام المنتظم الدولي والضغط الذي يمارس عليها لتحويل الهدن المؤقتة إلى إيقاف شامل ودائم للحرب واحترام القانون الدولي الإنساني.
    حجم الدمار فظيع ومعاناة ساكنة غزة كبيرة ودخول المساعدات بطيء ولا يلبي احتياجاتهم وتعقيدات عمليات تبادل الأسرى والمحتجزين واستمرار الاعتداءات في الضفة الغربية تؤجج الوضع أحيانا وتوسع دائرة العنف والعنف المضاد.
    تشتغل جهود الوساطة على قدم وساق لإقناع الطرفين بإدامة الهدنة، ومع هذا وذلك تشتغل أطراف أخرى همها الانتعاش من مآسي أهل غزة وربح مواقع متقدمة على حسابها، وهناك من يستحضر أنها مناسبة لن تعوض كما هو حال نظام الملالي في إيران والنظام السلطاني في تركيا. آخر الفضائح كانت إلغاء زيارة مبرمجة لتركيا هذا الأسبوع من طرف الرئيس الإيراني دون إعلان سبب ذلك وهل يتعلق الأمر بإلغاء أم تأجيل؟
    سوق لهذه الزيارة في وقت سابق من هذا الشهر من طرف أردوغان كمناسبة لإعلان صياغة رد مشترك على الحرب بين إسرائيل وحماس. لماذا لم تتم الزيارة إذن؟
    الأخبار المتداولة بين المهتمين تتحدث عن خلافات بين الدولتين وتنافس حول دور كل واحدة في ترتيبات ما بعد الحرب، حيث يلاحظ أنهما الخاسران من مسار المفاوضات التي يستأثر بها ثلاثي قطر ومصر وأمريكا.
    لا يمكن الاستغناء عن الحضور المصري باعتبار معبر رفح تابع لها وهو المنفذ الوحيد المتاح منه إمداد غزة بما تحتاج إليه من مواد غذائية وأدوية ونقل للجرحى وغير ذلك من الاحتياجات. وقطر لا يمكن الاستغناء عنها لأنها تحظى بثقة الطرفين ولأنها الكفيل لحماس لإعادة إعمار غزة بما تتوفر عليه من أموال وضوء أخضر. وأمريكا طرف أساس في هذا الثلاثي لأنها تمثل وتدافع عن المصالح الإسرائيلية في التفاوض.
    يشهد العالم أن تضامن المغرب مع أهل غزة كان دائما من منطلق مبدئي دون انتظار شكر أو جزاء من أحد. في هذا السياق، تندرج الرسالة الملكية إلى السيد شيخ نيانغ رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتي كان الموقف فيها واضحا والتشخيص صريحا والحل حقيقيا وواقعيا.
    تمت إدانة الأعمال العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في قطاع غزة والتي أسفرت عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتم التأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ومن الدولة الفلسطينية الموحدة، وتم التذكير بأن ما يحدث في غزة نتيجة حتمية لانسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية التي ستبقى مفتاح السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة على أساس حل الدولتين باعتباره الحل الواقعي الذي يتوافق عليه المجتمع الدولي، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر المسار التفاوضي، واعتبرت الرسالة الملكية أن السلام خيار استراتيجي لشعوب المنطقة، وهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوبها وحمايتها من دوامة العنف والحروب.
    لم نسمع صوتا لمن كان يبحث عن موقف المغرب مما يحدث في غزة يوثق بأن موقف المغرب واضح، ولم يعترف أحد منهم بخطأ اتهامه للمغرب بدون دليل مقابل صمته عن أنظمة أخرى لا شغل لها إلا المزايدة بالقضية الفلسطينية كما هو حال نظام أردوغان الذي تستمر بلاده في تزويد إسرائيل بالبترول والغذاء أثناء الحرب. لماذا هذا الصمت عن تركيا؟
    نظام الجزائر الذي يزايد بنصرة القضية الفلسطينية لم يسمح للجزائريين بالتضامن مع أهل غزة خوفا من تحول المظاهرات إلى احتجاجات على سياساته التفقيرية للشعب. بلغ الحنق بنظام العسكر حد منع عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة حمس من مغادرة التراب الجزائري إلى الدوحة من أجل زيارة مجاملة وتهنئة لحماس. لننظر إلى هذه الواقعة التي لا يصدقها الخيال ولكن لا غرابة في أي سلوك من نظام جزائري يعيش لحظة اضطراب تغيب عقله كاملا. مقري الإسلامي صنيعة العسكر يمنعه نظام العسكر من مغادرة التراب الجزائري إلى قطر ثم ماليزيا كما منع الشعب من التضامن مع فلسطين. لماذا يصمت الطابور الخامس عن هذا النظام؟ ألا يتاجر هذا النظام بالقضية الفلسطينية ويريد احتكارها لنفسه فقط ويمنع على غيره الخوض فيها ولو من باب التضامن؟
    هذه بعض الأمثلة تبرز تقدم موقف المغرب ملكا وشعبا عن غيره من الدول الأخرى، وتفضح سياسة غض الطرف التي ينهجها البعض تجاه من يتاجر بالقضية الفلسطينية بينما يتخصصون في جلد المغرب بدون سبب ودون محاولة فهم لمواقفه ومقاربته.
    تلقى متعهدو الاحتجاجات والتضامن هذا الأسبوع صدمة قاسية من طرف المغاربة بعد إصرارهم على تنظيم مسيرة، سَمَّوْها شعبية، ففاجأهم المغاربة بالغياب الجماعي ولم يحضر معهم إلا الحواريون والأتباع ومريدو الجماعة إياها.
    الإصرار غير المفهوم على تنظيم مسيرة بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ قابله المغاربة بالإعراض عن المسيرة حيث ترك المنظمون وحدهم مع حوارييهم في مونولوغ احتفالي بلا لون ولا طعم. اكتشف محترفو التضامن أنهم لا يفهمون المغاربة وأنهم غرباء عن النسيج المجتمعي المغربي وهم يتلقون ضربة قاصمة بسبب العدد المتواضع للمشاركين في المسيرات مما اضطرهم إلى استعمال وسائل الإثارة لجذب الاهتمام دون استيعاب أثرها على العلاقة مع دول معينة برسوم مسيئة لحكام دول عربية وصديقة.
    ستضع الحرب أوزارها وستكتشف الجماعة أنها الخاسر الأكبر منها وهي التي ظنت أنها مستفيدة. حرقت الجماعة كل أوراقها مع دول عربية ظلت تراها مقربة من إيديولوجيتها فما لبثت أن اكتشفت مراهقة أعضائها وخفتهم وغياب حس المسؤولية في أعمالهم وخطابهم. ظنت الجماعة أن الحرب على غزة متنفسا لها لفك حالة الاختناق الداخلي وسط تنظيمها الذي يتآكل ولكنها اكتشفت أن تجاوبه كان ضعيفا وانضباطه المألوف تحول إلى عشوائية عكستها الشعارات والصور واللافتات العنصرية التي كانت ترفعها في المسيرات.
    لا يسمح الوقت والظرف الآن لتقييم هذه الحرب وأسبابها ونتائجها وآثارها، ولكن حتما سيأتي وقت لهذا التقييم وما يقتضيه الظرف الآن هو مساندة الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل وبذل الجهد لإمداد أهل غزة بالمؤونة والأدوية وتمكينهم من العلاج وتأمين حياتهم من كل المخاطر.
    قد تكون حماس حققت ما أرادت من هذه الحرب، مثل الاعتراف العربي بها كقوة، أو إظهار أنها رقم فاعل في المعادلة الفلسطينية. حماس اليوم فرحة بالتفاوض مع الإسرائيليين وفي الانفراد بقرار السلم والحرب دون تشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية وبتجاوز لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
    حققت حماس أهدافها كتنظيم وكجناح عسكري ولكن الفلسطينيين دفعوا ثمنا باهظا لذلك. الخشية أن تزيد هذه الحرب وتداعياتها التباعد بين الفصائل الفلسطينية وتعمق الجرح الفلسطيني الذي ينزف يوما بعد يوم دون أن يجد من يوقف نزيفه، سواء ما يتعلق بالخسائر البشرية أو المادية.
    سيأتي وقت التقييم وأول من ينبغي أن يتحدث هم الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني. لماذا تغيب السلطة الفلسطينية عن المفاوضات؟ ولماذا لم تُحضرها باقي الأطراف راعية التفاوض؟
    سيكتشف الفلسطينيون بعد الحرب ما آلت إليه حال غزة وكيف يعيش قادة حماس رغد العيش في الدوحة وبيروت وغيرهما من العواصم. سيكتشف العرب والمسلمون أن مقولات التفاوض خط أحمر كانت موجهة للغير بينما حماس مستعدة لذلك تحت رعاية أمريكية وتقرر في قضايا دون الرجوع إلى باقي مكونات الصف الفلسطيني وباقي الدول العربية التي تطالبها في كل مناسبة بالمساندة والدعم والنصرة.
    خسرت إسرائيل الرأي العام العربي وهي التي ظنت أن التطبيع معه صار حقيقة محصنة عن التراجع. خسرت إسرائيل الحرب أخلاقيا من خلال الصور المتناقلة لوضعية المحتجزين وتصريحاتهم وخسرت الحرب ميدانيا بالاستعراض العسكري للقساميين وسط غزة مسنودين بجمهور من شباب غزة أثناء التبادل. لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة وما تزال تحت رحمة صفقات تبادل ما كان لها أن تتم لولا الرعاية الأمريكية وضغطها.
    كيفما كانت الحرب فهي دمار وخسارة للجميع. من سيتولى إعادة الإعمار؟ من سيجبر كسر أهل غزة المرحلين من شمال غزة؟ من سيضمن عدم الاعتداء على المفرج عنهم في الضفة وأراضي 48؟ من سيضمن توقف الاعتداءات العنصرية على المقدسات في القدس؟ هل باستطاعة حماس وحدها ذلك؟
    ستضع الحرب أوزارها ويشعر الجميع بالحاجة إلى استئناف مفاوضات وفق مسار سياسي جدي يفضي إلى حل على أساس الدولتين. قد تبدو إسرائيل غير مستعدة لذلك ولكنها ستكون مضطرة لقبول ذلك إن هي واجهت جبهة فلسطينية موحدة وقوية ومتفقة على خارطة طريق واضحة من أجل بناء الدولة الفلسطينية لجميع الفلسطينيين. العبء الآن يقع على حماس أكثر من غيرها لتكون صاحبة المبادرة لتوحيد الصف الفلسطيني وتقوية منظمة التحرير الفلسطينية. هل تعي حماس المسؤولية الملقاة على عاتقها؟ هل تعي دورها في القريب العاجل؟ هل هي مستعدة لتأدية ثمن توحيد الصف الفلسطيني؟ ننتظر القادم من الأيام ولا يسعنا إلا الشفقة على بعض من يصطاد في المياه العكرة ظنا منه أنه يحقق انتصارات بينما هو في الحقيقة أسير حقد على الدولة المغربية ومؤسساتها ويتاجر بالقضية الفلسطينية لتأمين نفسه وتحصين مكانة يريدها فوق القانون.
    الترويج لصورة قديمة، تعود لأكثر من سنة، وعادية، لأنها صورة لاجتماع رسمي، لعبد اللطيف حموشي مع المفوض العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي اصطياد في الماء العكر ومحاولة لتغليط الرأي العام ببتر الصورة والاستقبال عن سياقهما ووضعهما في سياق وتوقيت مخالف. وتصدر هذه الأفعال ممن يرون في المؤسسة الأمنية عدوا بسبب حرصها على إنفاذ القانون دون محاباة لأحد ويرون أنفسهم متضررين من ذلك لأنهم ألفوا غض الطرف عن سلوكاتهم الخارجة عن القانون. ومقابل هذا الفعل يلاحظ صمت مطبق عن الدينامية والمكاسب التي يحققها حموشي للمغرب بيقظة المؤسسة الأمنية ونجاحها في تحقيق استقرار المملكة وأمن المواطنين والتعاون الدولي في الحرب على الإرهاب. لم ينتبه هؤلاء لصور حموشي في النمسا حيث حل ضيفا على أشغال الدورة 91 لمؤتمر الأنتربول وحظي بالموازاة معه باستقبالات على غرار المحادثات الثنائية التي أجراها مع بيرشنر المدير العام لمصالح حماية الدولة والاستخبارات بالنمسا، و أجرى عدة لقاءات جانبية توجت بقرار ٱحتضان المغرب للدورة 93 للجمعية العامة للأنتربول التي ستنعقد بمراكش سنة 2025.
    يستوعب المغاربة جيدا خلفيات مثل هذه الإساءات والمقصود بها ولذلك فهم لا يعيرون لها اهتماما وخاصة في ظل التهديدات الحقيقية التي تطال المنطقة كلها وتحتاج إلى دعم دور حماة الجدار لحفظ الأمن وخفض تداعيات المخاطر القادمة من الساحل الافريقي والتي لم تعد تخفى على أحد.
    قرار النيجر إلغاء قانون تجريم تهريب المهاجرين، الذي تمت المصادقة عليه سنة 2015، ستكون له تداعيات خطيرة تتجاوز منطقة الساحل ودول الجوار مثل ليبيا والجزائر لتعم دولا أخرى ولن تسلم منها القارة الأوربية كذلك، وسيتجاوز هذا القرار الرفع من حجم تدفق الأفارقة من جنوب الصحراء نحو شمال افريقيا وجنوب أوربا لأنه سيسمح برواج تجارة البشر وشبكات التهجير وسينعش البوليساريو التي تبحث كذلك عن أجواء مثل هذه. ها هي نتائج الكوارث الفرنسية في افريقيا وآثارها المتعدية للمعنيين بها إلى كل المنطقة. من سيتصدى لهذا الخطر؟ هل الطابور الخامس الفرح بكل توتر لأنه يرى فيه فرصة لينعم بحالة الفوضى؟ أم أن الثقل سينزل كله على المؤسسة العسكرية و الأمنية؟
    محاولات تشويه صورة حموشي لن تنجح لأن المغاربة خبروا شخصيته عن قرب، ويعاينون التحول الذي يعرفه العمل الأمني منذ تولى مسؤوليته سواء من حيث الكفاءة أو المهنية أو احترام حقوق الإنسان أو السرعة في الإنجاز، والصورة التي لن تغيب عن المغاربة هي أنه ابن الشعب القادم من المغرب المنسي والحاضر في الميدان في كل المناسبات لتأمين أمنهم واستقرار المغرب.
    صراع مربع السلطة في قصر المرادية تتصاعد حدته كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية. تبون يبحث عن استرجاع ثقة الشعب المفقودة في الوقت الميت من عهدته الرئاسية وخصومه يبحثون عن بديل قادر على الحلول محله أو إضعافه إن اضطروا للتعامل معه وهم يرونه متقلب المزاج ويمكنه الانقلاب عليهم في أي لحظة يستشعر قدرته على الاستغناء عنهم.
    أسبوعان بعد التخلص من الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن وتعيين رجل ثقته العرباوي في هذا المنصب، يتخلص تبون من وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني ويعين يوسف شرفة الذي كان يشغل حقيبة وزير النقل مكانه ويملأ فراغ هذه الوزارة بتعيين محمد لحبيب زهانة. لا مبرر لهذه الإقالة في هذا التوقيت سوى التضحية بوزير الفلاحة الذي كان سببا في إحصاءات مغلوطة ورطت تبون في وعود للجزائريين حول الإنتاج الفلاحي لسنة 2022 والذي قدره في 35 مليار دولار وأثبت الواقع أنها كذب في كذب ومقابل ذلك أخفقت الجزائر في رفع إنتاج القمح والحد من الاستيراد، وقاربت واردات البلاد 10 ملايين طن سنويا مع ما يرافق ذلك من رفع للفاتورة إلى حوالي ملياري دولار.
    وزير الفلاحة المقال الأضحوكة هو صاحب نكتة البطاطا الذي استهزأ من صحافي سأله عن ثمن البطاطا المرتفع الذي وصل 100 دينار فنفى ذلك وفضح نفسه بأنه لا علم له بالثمن في السوق “شكون اللي قالك البطاطا تساوي 100 دج ؟؟ ما زال قاعدين تسولو في البطاطا واللحم أش من مستوى”
    كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية يستشعر تبون الخطر من الشعب ومن العسكر ويكتشف أنه في نظام شغل أركانه الأساسي هو التآمر على بعضهم البعض ولا هم لهم بشأن استقرار البلاد وصلاح أحوال العباد.
    هاجس البحث عن استرجاع ثقة الشعب هو الذي دفع تبون هذا الأسبوع كذلك إلى توجيه أوامره لوزير الداخلية بإقالة والي ولاية غليزان و مسؤولين كبار بقطاع التعليم بنفس الولاية بسبب “ثبوت تقاعس في تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية واكتشاف ما يؤكد وجود تقارير كاذبة تخفي الحقائق، في تنفيذ برامج التنمية” بذات الولاية. ألم نقل بأن تبون ليس إلا واجهة مدنية لنظام عسكري؟ ألم نكرر غير ما مرة أن تبون لا سلطة له؟
    أخيرا، استيقظ المرابط من غفوته واعترف بأنه كان ضحية لنظام الجزائر وأنه كانت توظفه الصحافة الجزائرية، الرسمية والخاصة على حد قوله، لتصفية حساباتها مع المغرب، وأقر بأن هناك من اتصل به لاتهام المغرب بالمسؤولية عن الحرائق التي عرفتها القبايل، وحكى كيف كان يتعامل مع الجزائر، وعن وجود صحافيين جزائريين خدامين مع المغرب ضد بلدهم. لا ينفع المرابط قوله أنه لا مشكلة له مع النظام الجزائري والدولة الجزائرية لأن في ما صرح به إدانة له ودليل على ضعف نضجه السياسي وسهولة توظيفه ضد بلده. يمكن اعتبار شهادة المرابط صحوة ضمير ولكنها متأخرة جدا وناقصة لأنه ملزم أن يصارح المغاربة ويعتذر لهم بما سببته تصريحاته من أذى للمغرب وخدمة لخصومه.
    إن لم يمتلك الشجاعة لذلك فالأمر لا يخرج عن محاولات لي الذراع بين الطرفين بعد أن انقطع العطاء أو قل التمويل أو شعر بالاستغناء عن خدماته.
    في كل الأحوال نهاية المرابط بهذا الشكل كانت منتظرة وهي ورقة أخرى تتساقط إلى جانب أوراق كثيرة منها من تساقطت ومنها من تنتظر دورها في خريف الطوابرية المستمر حتى سقوطهم جميعا.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    ارتفاع مؤشر ثقة المواطنين تجاه المؤسسات الأمنية والشعور بالأمن بالمغرب