لا تزر وازرة وزر أخرى

لا تزر وازرة وزر أخرى

A- A+
  • لا زال موضوع تصعيد الشغيلة التعليمية مستمرا، رغم تولي رئيس الحكومة بنفسه ملف النظام الأساسي لنساء ورجال التعليم، موضوع الخلاف بين الوزير شكيب بنموسى وزير التعليم وممثلي الأساتذة، ولا تكاد تنسيقيات هيأة التعليم تنهي إضرابا، حتى تعلن نقابات الدخول في إضراب وطني لأيام عديدة، حتى ليبدو أننا دخلنا دوامة سيصعب علينا الخروج منها، كل يدافع عن وجهة نظره وسلامة موقفه، الحكومة من جهة، والنقابات وتنسيقيات نساء ورجال التعليم من جهة أخرى، لكن في ظل هذا التطاحن يوجد طرف مغيب من قلب المعادلة، ويتعلق الأمر بالتلاميذ وحقهم في التعليم والتربية.
    هناك هدر كبير للزمن المدرسي، ورغم انطلاق الموسم الدراسي خلال شهرين ونصف، فإن تلاميذ المدرسة العمومية لم يدرسوا شيئا، بسبب عملية شد الحبل بين الوزارة وممثلي رجال ونساء التعليم، والحقيقة أننا يجب أن نتحلى بالشجاعة الأخلاقية لنقول: باسطا، لا يمكن أن يكون تحصيل حق لهذه الفئة أو تلك على حساب حق أبنائنا، عمدة المستقبل في المعرفة والدراسة، لأن الأمر مؤلم حقا أن تتم التضحية بكل هؤلاء التلاميذ بسبب خلاف بين الوزارة وممثلي الشغيلة التعليمية، فهما يتحملان المسؤولية، علينا أن نقولها بصراحة: يجب توقيف هذا العبث.

    عدم تدبير ملف النظام الأساسي للرجال ونساء التعليم بروح توافقية يعتبر عبثا، استمرار إضراب الأساتذة وبشكل تصعيدي رغم تحمل رئيس الحكومة مسؤوليته في إخراج النظام الأساسي من عنق زجاجة الشد والجذب بين وزارة بنموسى وممثلي أطر وزارة التعليم من المدرسات والمدرسين، هذا الاستمرار في الإضرابات أيضا عبث، وأكبر ضحية لهذا العبث هم أبناؤنا، وأكبر من اغتصبت حقوقه في هذه الملهاة الحزينة هم تلاميذ المدرسة العمومية، لأنهم أكبر ضحية في كل هذا العبث التصعيدي.
    يجب أن نصون أعمال العقلاء من العبث، فهذه الإضرابات التي تبدو بلا حدود، تدق المسمار الأخير في نعش المدرسة العمومية المعطوبة أصلا، والتي يجري التيئيس منها بشكل خطير، إذ أن جل المدارس الخاصة لم يشملها الإضراب، وبالتالي، فالأمر أصبح يُخل بشرط المساواة في الحظوظ، بين تلاميذ التعليم الخصوصي وتلاميذ المدرسة العمومية الذين لديهم خريطة مدرسية مثقوبة بسبب سلسلة الإضرابات التي امتدت من أزمة المتعاقدين إلى مشكل الخلاف حول النظام الأساسي لنساء ورجال التعليم؟
    مسألة التعليم برمته يجب ألا تختزل في النظام الأساسي لرجال ونساء التعليم فقط، ووضعية هيئة التدريس، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار الشكل الذي يحفظ كرامة أطر التعليم، ولكن يجب على الهيئات والنقابات ولجان التنسيق الممثلة للجسم التعليمي أن تعي خطورة الهدر المدرسي على التلاميذ، وعليها أيضا إبداع أشكال نضالية لتوصل رسالتها إلى من يهمهم الأمر وألا يكون الدفاع عن حقوقهم على حساب حقوق هؤلاء التلاميذ الأبرياء..

  • كانت النقابات أيام زمان حين تعلن عن إضراب وطني، تستثني جميع من يعملون من أطرها في أقسام الطوارئ، مثل المستعجلات، لأن المصالح الحيوية المرتبطة بتدبير مرفق من شأن تعطيله أن يضر بمصالح مواطنين آخرين لا ذنب لهم في صراع النقابات مع الحكومة أو أرباب العمل في القطاع الخاص.. ومن تم فإن قطاع التربية والتعليم أضحى اليوم في ظل التردي العام قطاعا للطوارئ، فمن حق هؤلاء البسطاء الذين قدر لهم أن ينتسبوا للمدرسة العمومية، وهم بالمناسبة أغلبية التلاميذ المغاربة، – إذ لا يشكل التعليم الخاص اليوم أكثر من 15 بالمائة على أكبر تقدير- من حقهم عدم ملء زمنهم المدرسي بالثقوب، لذلك ندعو إلى التعقل، وندعو الوزارة الوصية إلى حذف العطلة البينية أو على الأقل تقليصها إلى الحد الأقصى، لتعويض ما فقده التلاميذ من تحصيل ودراسة بسبب الإضرابات الطويلة والمتتالية.

    كلمة لابد منها..

    للأسف لقد أصبحنا اليوم أمام نوع من التنافس بين النقابات وهيئات التنسيق، من يصعد أكثر لإثبات نضاليته، خوفا على هروب أو انتقادات قواعده، و»لهلا يقلب ويشقلب» بمصلحة هؤلاء التلاميذ الذين لا صوت لهم في تعرضهم لكل هذا الحرمان، فمن حقهم استثمار زمنهم المدرسي بلا هدر..

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    ارتفاع مؤشر ثقة المواطنين تجاه المؤسسات الأمنية والشعور بالأمن بالمغرب