بوح الأحد: سنة الإنتصارات و ٱندحار كل المتآمرين على مغرب الأسود الصامدين

بوح الأحد: سنة الإنتصارات و ٱندحار كل المتآمرين على مغرب الأسود الصامدين

A- A+
  • بوح الأحد: سنة الإنتصارات و ٱندحار كل المتآمرين على مغرب الأسود الصامدين في الثغور صانعي المجد و آفاق و مفاجآت القادم من الأيام و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي
    هو آخر بوح في سنة ودعناها، وأول بوح يُنشر في سنة نستقبلها ونتمناها سنة سعيدة للمغرب ولكل المغاربة.
    جرى العرف على تركيز الحديث في مثل هذه المناسبة عن الحصيلة السنوية لعام مضى واستشراف آفاق عام قادم. لا شك أن هذه السنة التي نودعها كانت مليئة بالإنجازات التي أدخلت الفرحة على قلوب المغاربة، واكتشفوا فيها حجم الوشائج التي تربطهم بهذه الأرض وقيمها وتقاليدها ومؤسساتها. أعطت هذه السنة الأدلة الكافية على أن المغرب يسير في الطريق الصحيح وعلى السكة الحقيقية، ويحصد ما زرعت مؤسساته منذ سنوات. سنة مضت أكدت أن المغرب صار لا يقبل بغير الانتصارات ويربح التحديات التي تعترض مسيرته لأنه لا يخوض إلا المعارك العادلة ولا يواجه إلا من يستهدف استقلاله وسيادته. اكتشف الجميع خلال هذا العام أن المغرب يرفض أسلوب الابتزاز والتعالي الذي ما تزال تحن إليه بعض القوى، وقطع مع سلوكات بعض المحسوبين على المغاربة الباحثين عن وضعيات امتيازية ومواطنة من درجة استثنائية، وأكد أن الأسلوب الصدامي ضد مصالحه فاشل بسبب قدرته على الصمود وعلى ابتكار وسائل فعالة للصد والمواجهة، وأساسا بسبب الالتحام الشعبي بخيارات الدولة التي تجد لها سندا شعبيا داعما. ربحنا خلال هذه السنة امتحان إثبات الذات أمام قوى كانت تظن أنها بمقدورها زعزعة البلاد بتحريك بعض بيادقها في الداخل أو بافتعال قضايا للضغط والابتزاز.
    لم تنجح الحملات الدعائية المضللة لأنها بنيت على باطل، ولأنها استندت إلى وكلاء الداخل منعدمي المصداقية والتأثير. هل يمكن اليوم أن يحدثنا بعض هؤلاء عن مصير ادعاءات امتلاك المغرب لبرمجية بيغاسوس؟ وهل يجرؤون على مطالبة أمنستي وفوربيدن ستوريز ببسط أدلتهما للعموم؟
    خلاصة السنة لهؤلاء جميعا واحدة بدون لف أو دوران. على كل هؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم أداء الخدمة بالمناولة أن يراجعوا حساباتهم، ويكتشفوا أن هذا الخيار خاطئ وفاشل ومصادم للمغاربة قبل أن يكون مجرما قانونا وغير مقبول أخلاقا. على كل من ارتضى لنفسه من هؤلاء أن يكون عبدا لمنظمات ومنابر دعائية ودول حاقدة أن يعيد النظر في خياراته الخاطئة، ولْيَدَعِ المكابرة والعناد لأنهما مهلكة.
    ينبغي التمييز بين الاعتراض على سياسات ومقاربات وطرق اشتغال وبين قضايا المغرب ومصالحه. يمكن لكل واحد أن يعترض كيفما شاء على السياسات ويقترح ما يشاء من بدائل لأن المغرب يسع جميع الرؤى ولأنه وضع الخيار الديمقراطي ثابتا من ثوابته، ولكن غير مسموح لمن ينتسب للمغرب أن يطعنه من الظهر أو يستقوي بالأجنبي على وطنه أو ينخرط في استراتيجية أعداء المغرب أو يسيء اختيار توقيت خرجاته ومضمونها بما يخدم مصالح هؤلاء الأعداء. حضن المغرب يسع الجميع، والانتماء للمغرب مفتوح للجميع، والإسهام في بنائه حق للجميع. وتامغربيت ليست ادعاء والوطنية ليست مزايدة. لا يمكن الانتساب للمغرب و الإصطفاف ضده في كل معاركه، ولا يمكن ادعاء الوطنية و حمل معاول الهدم. دافع عن المغرب أولا وانتقد كما تشاء. كن مع المغرب أولا وعارض كما تشاء. افرح لفرح المغاربة حتى تكون منهم، واحزن لحزنهم وانتصر لقضاياهم حتى يشعرون بأنك منهم.
    ابتلينا في هذه السنة بأشباه معارضين ينتسبون زورا للسياسة دون أن يتحلوا بأخلاقها، وكل همهم الدفاع عن مصالحهم الخاصة والحفاظ على امتيازات موروثة من زمن مضى. اصطفافهم الدائم محدد سلفا بما يضر المغرب. حين نشب الخلاف مع اسبانيا تموقعوا معها، وحين تم الافتراء على المغرب في قضية بيغاسوس ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا سلاحا في يد مروجي الافتراءات، وحين وقف المغرب ضد استهداف ألمانيا لمصالح المغرب كانوا أول الداعمين للألمان. ماذا كانت النتيجة بعد كل هذا؟
    ربح المغرب كل معاركه وفرض شروطه وتراجع الآخرون عن اشتراطاتهم لأنهم يحسبون مواقفهم بلغة المصالح فقط، وقد اتضح لهم قدرة المغرب على التمسك بمواقفه والدفاع عن مصالحه وخطأ توقعاتهم. ووحدهم اللاوطنيون بقوا في حالة شرود مفضوحة على رؤوس الأشهاد.
    يتعجب الناس كيف يجرؤ تائه مثل علي المرابط على تزوير الحقائق وتحريف الوقائع ليظهر نفسه بطل رواية هو كاتبها ومخرجها ويضع الكل كومبارسات مزينة للمشاهد التي يختارها بعناية لتلميع صورته. يعشق الحديث عن الماضي ليخفف عن نفسه آلام الواقع حيث يعيش متسكعا على فتات ذكريات يطرزها بما يخدم أهواءه ضد المغرب الذي قدم له فرصا ليكون ناجحا وإنسانا سويا ولكنه عجز عن تحقيق الهدف لأنه فاشل.
    أثناء هذيانه على اليوتوب، حيث يمارس طقوسه وروتينه اليومي، تجرأ على الحديث عما صار يسمى “قطركيت” متذكرا ذكريات تعود لعام 2015 وفق روايته ليحشر أسماء مغاربة بدون سبب سوى أنهم يدافعون عن مصالح بلادهم. من الأسماء التي يطالها الاستهداف في هذه الأساطير عبد الرحيم عتمون وهو الذي كان حينها رئيس مجموعة الصداقة بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الفرنسي من سنة 2009 إلى 2015، وتولى منذ نونبر 2011 منصب رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وشغل منذ سنة 2015 منصب نائب رئيس مجموعة الصداقة بين مجلس النواب والجمعية الوطنية الفرنسية. وطيلة مساره عرف بدفاعه عن مصالح بلاده ولا دليل على تورطه فيما ينسب له من تلقي رشاوي وإلا فليس أمام من يدعي ذلك سوى اللجوء للقضاء.
    ماذا ينتظر أمثال المرابط من مغربي يشتغل في هذه الواجهة غير التفاني في الدفاع عن الوحدة الترابية وجلب التأييد لمواقف المغرب العادلة ومنها كسب التأييد لصالح شروط المغرب في تجديد اتفاقية الصيد البحري؟ هل يريد الطوابرية أن يكون مثلهم مصطفا مع أعداء المغرب؟ أليس من حق عتمون وغيره ممن يدافعون عن مصالح المغرب الالتقاء مع من شاؤوا وبذل الجهد لإقناعهم بوجهة نظر المغرب؟ هل يتوفر المرابط وغيره على أدلة تثبت دفاعه عن مصالح خاصة أو خيانته لقضايا بلده؟ لماذا لم ينشرها إذن؟
    يعيش المرابط في اسبانيا ويتمتع بجنسية دولة أوروبية ولكنه لا يستفيد من كل هذا ليفهم أسباب إحجام الحكومة الإسبانية عن الخوض في اتهام المغرب بامتلاك بيغاسوس، والسبب ليس جهلا منه أو عجزا ولكنه العناد والحقد. الحكومة الإسبانية على دراية بالحقائق ومقتنعة بعدم وجود أدلة ضد المغرب ومستوعبة لخلفيات الحرب على المغرب ولذلك قررت بوعي واقتناع أن تنأى بنفسها عن حرب لا مصلحة لها فيها، كما اكتشفت أنها بتبنيها للبوليساريو ومسايرتها لحماقات نظام الجزائر تخسر أكثر مما تربح وتنخرط في الجانب الخطأ والذي يراكم الخسارات فاستدركت في الوقت المناسب خطأها. وكم هو مثير للشفقة أمثال سمبريرو الذي يتعجب من خذلان الحكومة له وعدم تضامنها معه وقد كان الأولى له استيعاب حقيقة التحولات التي تحدث في العلاقات بين البلدين ليراجع حساباته وينتبه أن المحور الذي يتخندق فيه انكشف ولم يعد بمقدوره أن يؤمن له التسيب الذي عهده من قبل.
    لم يعد لأمثال المرابط وسمبريرو ما يثيران به المتابعين سوى حكايات زمن الأبيض والأسود المليئة بالكلام المرسل والأحاديث الموضوعة والروايات الضعيفة التي لا تصمد أمام الواقع وأمام الأقلام المنافحة عن المغرب والتي تتصدى لهذه الحملات والادعاءات والافتراءات وصارت تمتلك رصيدا شعبيا ورمزيا و قدرة على الإقناع تحرج هؤلاء جميعا.
    يتعجب الناس من الجرأة والصفاقة التي تحلى بها الموقع الميت للنقيب المتصابي زيان ليجري استطلاع رأي لاختيار شخصية السنة. هل يُنتظر من استطلاع رأي تغيب عنه كل الشروط والضمانات أن يحترم المنطق؟ وهل يتوفر الموقع والقائمة عليه على المصداقية اللازمة لإجراء استطلاع رأي؟
    استطلاع رأي مخدوم في كل المراحل بدءا من الجهة التي تجريه ومرورا بالفئة المشاركة فيه والمرشحين له ومعايير انتقائهم وانتهاء بالنتائج المعلنة التي جعلته نكتة السنة. لقد صنع كل شيء في هذا الاستطلاع ليتبوأ فيه زيان “شخشية” السنة. والحقيقة أنه لن يوجد في المغرب من يضاهي زيان في حماقاته وصبيانيته ونزواته وغرائبه وعجائبه. يستحق زيان لقب شخشية العام لأنه صاحب الفضائح التي لا تنتهي، وأكثر المغاربة جرأة بعد ظهوره عاريا، وأشدهم توظيفا للدين والخطاب الديني للتغطية على فساده الأخلاقي، وأكثرهم جرأة على الكذب مع أنه يعلم بأن كل من يستمع إليه يعلم بأنه كذاب. هل يتصور مغربي أن يصل السفه بشخص طاعن في السن حد التباهي بقدراته الجنسية؟ وهل يتصور مغربي أن يخرق القانون من يدعي حمايته ويتجرأ على تهريب مطلوبة للعدالة ؟ وهل يتخيل مغربي أن تصل المراهقة المتأخرة بشخص يعيش أرذل العمر إلى حد التحرش بموكلات في عمر حفيداته؟ وهل يمكن لشخص أن ينافس زيان في تخاريفه؟ وهل يمكن لنقيب سابق أن يستخدمه أمثال النصاب وبائعة الدمى والإرهابي كورقة كلينكس؟
    وحده زيان من تتوفر فيه كل تلك المواصفات، ولذلك فإنه يستحق أن يكون شخشية السنة بدون منازع وبفارق كبير عن منافسيه يذكرنا بالأرقام التي تنتمي إلى العهود البائدة لأنه أسير تلك العهود ويرفض أن يعيش الحاضر. الحاضر بالنسبة لزيان يعني نهاية الامتيازات والخضوع للمساواة أمام القانون ولذلك فإنه يكرهه ويفضل العيش في الماضي ولا يستحيي من تلك الأرقام والنسب المائوية.
    حتما فإن من اختار زيان شخشية العام لم يتابع مونديال قطر ولم يعش أجواءه في شوارع المغرب ومقاهيه وكل فضاءاته ولم يعش لحظات الاستقبال الشعبي في شوارع الرباط للأسود والتجاوب التلقائي معهم. هؤلاء لم يروا إنجاز وليد الركراكي وبونو وزياش وسايس وغيرهم، ولكنهم رأوا سوأة الشيخ زيان فقرروا مكافأته واختاروه شخشية السنة في الخلاعة وقلة الترابي.
    في دول يحترم فيها الإعلام نفسه يلزم أن تخضع استطلاعات الرأي لمعايير قانونية وأخلاقية ومهنية وضمانات لعدم تفصيل نتائجه على المقاس، وسيبقى هذا الاستطلاع المخدوم نكتة السنة تحكيها الأجيال بالسخرية المعهودة في المغاربة.
    حضن المغرب مفتوح للمغاربة جميعهم باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم شريطة أن يدافعوا عن مصالح المغرب. لماذا يصمت بعض المعارضين عن التصريحات العدوانية ضد المغرب؟ هل هؤلاء الطوابرية راضون عن تبجح تبون برفضه أي وساطة عربية وأن العلاقات مع المغرب تجاوزت مستوى اعتماد وساطة للصلح؟ هل بهذه التصريحات لا نشحن الأجواء بمزيد من الحقد؟
    يحدث هذا بعد مدة وجيزة من القمة العربية ليتضح أن الجزائر لا تهمها توصيات القمم ولا تساوي عندها قراراتها شيئا.
    لماذا يتجاهل أمثال المرابط إغلاق الحدود والأجواء حتى في مناسبات رياضية كما هو الحال مع بطولة افريقيا للاعبين المحليين “الشان”؟ ألا يرون في هذا الرفض الجزائري استهدافا للمغرب كله؟ ألا يستحق منهم موقفا مناصرا لطلب جامعة الكرة فتح الأجواء للمنتخب وهم الذين لا يفوتون فرصة للنيل من مواقف المغرب؟
    هذه بعض الأمثلة التي تكشف أن على هؤلاء الاختيار بين الولاء للمغرب أو لغيره والاستعداد لدفع ثمن اختيارهم كلما انخرطوا في أجندة أعداء المغرب. وهي لا تعدو أن تكون فضحهم على رؤوس الأشهاد ليحيى من حيَّ عن بينة ويموت من يموت عن بينة، وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود ويكتشف المغاربة أصحاب النية وأصحاب قلة النية.
    يصمت الطوابرية عن سياسات فرنسا تجاه المغرب، ولا يتفاعلون مع الطابع الاستعلائي المحكوم بمنطق استعماري تجاه المغرب. يكتشف الطوابرية أنهم أشد افتراء على المغرب من المسؤولين الفرنسيين وهو ما يضعهم في خانة تعمق هامشيتهم وعزلتهم في المغرب ووسط المغاربة. ها هي فرنسا التي روجوا أن المغرب استهدفها ببرمجية بيغاسوس تراجع مواقفها وتكتشف أخطاءها وتضع حدا لهذه الشائعات بزيارة وزيرة الخارجية للمغرب واستئناف سفيرها في الرباط لمهامه. تعي فرنسا جيدا أن المغرب لا يملك بيغاسوس وليس من أخلاقه وسلوكه المس بأمن دولة أخرى، ولكن المنابر الدعائية المملوكة لمراكز التأثير الخبيثة الطوابرية منفذي أجنداتها يلعبون أدوارا قذرة لتسميم الأجواء والعلاقات بين البلدين.
    اكتشف الجميع خلال هذا الأسبوع حالة الانهيار التي صارت عليها فرنسا من الداخل بعدما أصبح التراجع الخارجي حقيقة لا تجادل فيها الحكومة الفرنسية. اكتشف الجميع حجم الانفلات الأمني وتفشي العنصرية والكراهية للأجانب واستسهال حمل السلاح وقتل المهاجرين بدم بارد في مذبحة باريس ضد ثلاثة أكراد وفي جريمة مرسيليا ضد لاعب من أصول إفريقية حيث وجدت الشرطة الفرنسية في مكان الجريمة بقايا 27 طلقة نارية أطلقت على الضحية.
    الغريب في كل هذه المآسي هو حالة المقاومة والتمنع عن تصنيف تلك الجرائم في خانة الإرهاب بينما نفس الطبقة السياسية والإعلامية تستسهل نعث جرائم أخرى بالإرهاب إن كان مرتكبها يحمل اسما عربيا أو من أصول عربية وتطالب بترحيله إلى بلده الأصلي الذي لا تربطه به غير رابطة قديمة ولم تساهم في تربيته وتعليمه وتنشئته. إلى أين سترحل الآن فرنسا مرتكب جريمة باريس ضد الأكراد؟ لماذا يتم نقله إلى مصحة للأمراض العقلية؟ وهل يمكن تقبل هذه السرعة في تشخيص حالته واستخلاص تلك النتيجة؟
    تنامي العنصرية والكراهية للأجانب وللفرنسيين من أصول غير فرنسية مؤشر قلق على مآل فرنسا، ودليل على فشل كل النخبة الفرنسية بمختلف مكوناتها التي عجزت عن استيعاب أجيال جديدة. لم تعد فرنسا مرجعا وقدوة في حقوق الإنسان والديمقراطية، ومنظومتها التعليمية والتربوية بلغت الحضيض ولم تعد مغرية لباقي الدول، وازدواجية المعايير صارت هي التي تحكم طبقتها السياسية حيث يقبلون المهاجرين في ما يخدم مصالحهم ويرفضونهم ويحاربونهم في قضايا أخرى. أين هي الأخلاق والقيم؟
    آخر ما جادت به العقلية “الانتهازية” الفرنسية هو مشروع القانون الجديد للهجرة الذي أعلنت عنه الحكومة هذا الأسبوع والذي يهدف إلى منح تصاريح إقامة جديدة لمهاجرين متخصصين في وظائف تشكو فرنسا من نقص فيها مثل الأطباء والممرضين، مع العلم أن المعنيين هم من خارج الاتحاد الأوربي لأن هؤلاء غير معنيين بتصاريح الإقامة بحكم انتمائهم لدول الاتحاد الأوربي. لماذا فشلت المنظومة التعليمية في فرنسا عن تخريج ما يكفي من الأطر الصحية لسد حاجيات الفرنسيين؟ لماذا هذه الانتقائية في الهجرة؟ وما علاقة ذلك بالمعايير الحقوقية التي تتبجح بها فرنسا؟ ولماذا هذا الحرص على استيراد الجاهز وإفراغ الدول من كفاءاتها كما حدث مع المهندسين والأساتذة الجامعيين؟
    ألا تستحق هذه العنصرية الفرنسية التفاتة نقدية من الطوابرية؟ ألا تستحق الدول المتضررة تضامنا من هؤلاء الطوابرية؟
    ألا يذكرنا هذا الفشل الفرنسي بفشل مشابه في تدبير جائحة كورونا حيث عانى الفرنسيون من نقص الأدوية والكمامات وفشلت المختبرات الفرنسية في تطوير لقاح ضد كورونا؟
    ألا يستحق كل هذا الفشل مراجعة لهذا النموذج وإعادة تقييمه للتخلص من الانبهار الذي ما زال يحكم مزدوجي الولاء؟
    مثل هذه المناسبات والقضايا تكون اختبارا لانتماء الطوابرية للمغرب واصطفافهم مع المغاربة. وللأسف فإنهم يخلفون دائما الموعد ويرسبون في الامتحان بتغاضيهم عن هذه القضايا.
    سيكون مغرب هذه السنة التي نفتتحها بهذا البوح استمرارا في اكتشاف عناصر القوة داخل هذه الأرض المباركة والمحروسة والولادة والمقاومة والمتمسكة باستقلالها والمندمجة في محيطها والمتفاعلة مع عصرها من موقع المفيد والمستفيد، فتحية لمغرب الرجال الصامدين في كل الثغور لحماية المغرب الأعز وطننا جميعا الذي نحب.
    نلتقي في بوح قادم مع كل التمنيات لكم جميعا بسنة سعيدة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    جو حار نسبيا و تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق كل من الهضاب العليا الشرقية