لقد ربحنا كوطن وكأمة

لقد ربحنا كوطن وكأمة

A- A+
  • لقد ربحنا كوطن وكأمة

    خرج أسود الأطلس من إقصائيات نصف النهائي مرفوعي الرأس، بهزيمة الشرف، بعد أن وشموا مونديال قطر ببصمة تاريخية لن تمحي من الذاكرة.. لعبوا بمهارة ملفتة للانتباه بعد أن اعتقد الكل بأنهم لن يتجاوزوا الطّور الأول من منافسات مونديال قطر، كما حدث لباقي الفرق العربية، وصمدوا حتى نصف النهائي، مع الكبار التاريخيين بعد أن هزموا جزء كبيرا من الفرق العتيدة. 

  • قدم وليدات الركراكي للعالم أجمع درسا في الروح الوطنية، في الأخلاق الرياضية، في اللعب النظيف والحماس الجماهيري الذي يرسخ القيم الإنسانية الجميلة، وحازوا إعجاب العالم، لقد جعل أسود الأطلس اسم المغرب يتردد على كل لسان عبر العالم أجمع، وأصبح اسم المملكة منتشرا في الإعلام الدولي، عرف به الصغار والكبار من كل بقاع الكرة الأرضية، “إلى ما جابها القلم يجيبها القدم”، وإنها لمفخرة كبرى أن يكون لدينا مثل هؤلاء الشباب الذي بصموا التاريخ بنفس ملحمي عز نظيره. إنهم ماركة مسجلة بالمملكة الشريفة، وكانوا أكبر “لوغو” وأكبر علامة تجارية، لأنهم سوقوا لصورة وطن كبير ولشرف أمة عظيمة.

    قدم المنتخب المغربي، طاقما ومدربا ولاعبين وجمهورا، دروسا عديدة على أرضية الملعب كما في المدرجات، وفي الشوارع داخل المملكة وخارجها، أبرزوا وجه أمة ملتحمة، بين مختلف روافدها، بين ملكها وشعبها، بين جل مواطنيها من مغاربة الداخل كما مغاربة الخارج، بمختلف تعددهم العرقي واللغوي والإثني والثقافي والديني والاجتماعي… كانوا يشكلون لحمة وطن واحد انصهر في بوتقة أمة واحدة، أبرزوا أيضا بعد الأخلاق السامية من رضا الوالدين إلى التواضع الجم والروح الوطنية الكبرى في الدفاع عن القميص الوطني، برغم أن أغلب لاعبينا هم من المهاجرين المغاربة الذين فضلوا حمل قميصه الوطني والوفاء لبلدهم الأصلي الأصيل.. 

    وقمة ما ربحناه كمغاربة من خلال حسن أداء المنتخب الوطني وإنجازه التاريخي في مونديال قطر، هو حقنا الجماعي في الحلم بالسير ببلدنا قدما “سييير سييير سييير”، باستعادة الثقة بأننا نستطيع إذا أردنا، بتحرير طاقاتنا وكفاءاتنا، باعتزازنا بالانتماء لهذا المغرب وإشهار هذا الحب للعالمين، لقد أخرستم المحبطين والمشوشين وكشفتم عن صغر حجم من كانوا يحبطون عزائمنا وثقتنا في مغربنا.

    ألف شكر لكم أسود الأطلس، لمثلكم تنحني الهامات وترفع القبعات تحية إجلال واحترام وتقدير.. أتحفتم العالم أجمع وأمتعتم أمة عربية كاملة لم تفرح بعد سلسلة من الهزائم والنكبات المتتالية وفقدت إيمانها بقدرتها على النهوض، وأوقدتم في جل الدول المستضعفة جذوة الثقة والأمل بطاقاتها وكفاءة أبنائها، وحررتمونا كمغاربة من العجز والدونية وأعدتم لنا عظمة الانتماء لهذا الوطن العظيم، المغرب، ملكا وشعبا.. وهذا أكبر ما تطمح إليه أمة، هو المجد والسؤدد الذي كنتم ترددونه في كل مقابلة أثناء ترديد النشيد الوطني للمملكة.

    لقد صدق الشاعر خالد فتح الرحمن السفير السوداني بالمغرب سابقًا، حين أنشد:  

    مغربٌ ينثرُ نصرا من سنا    طافَ بالروعةِ في كل الدّنا

    موسمٌ للعزَّ كم هِمنا به       وطربنا وتساقينا المُنى

    يا أسوداً لا أسودٌ مثلها       إنه النصر عتيدا بيِّنا 

    نلتموه جاسراً عن جاسرٍ    ما تراخى فيه عزمٌ أو ونى 

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    فتح بحث قضائي لتوقيف المتورطين في محاولة تهريب أزيد من خمسة أطنان من مخدرالشيرا