أخنوش : الحكومة انكبت على حزمة إجراءات استعجالية لمواجهة الإجهاد المائي
اعتبر رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أن بلادنا ما تزال تواجه تحديات وإكراهات عديدة ترتبط أساسا بتأثير التغيرات المناخية، وما يترتب عنها من ندرة للمياه وانعكاسها الملموس على بيئة الإنسان وصحته، في ظل الارتفاع المهول لدرجات الحرارة الذي يشهده العالم في السنوات الأخيرة، لا سيما في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقال أخنوش، اليوم الإثنين، في جلسة عمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب حول موضوع “السياسة المائية بالمغرب”، إن بلادنا تعرضت إلى موجات متتالية من الجفاف، تظل أبرزها خلال الفترة ما بين 1940-1945 وبين 1980-1985، مستدركا بالقول إن “الفترة الممتدة ما بين 2018 و2022 تبقى من بين أشد الفترات جفافا على الإطلاق، حيث بلغ إجمالي وارداتها حوالي 17 مليار متر مكعب، وهو ما يشكل أدنى إجمالي للواردات خلال خمس سنوات متتالية في تاريخ المغرب”.
وسلط رئيس الحكومة الضوء على التراجع الكبير للتساقطات المطرية بـــ 50 % على الصعيد الوطني مقارنة مع معدل التساقطات الاعتيادي، ناهيك عن التباين المجالي الذي تعرفه نسبة التساقطات حيث تتركز 51%منها في 7 % فقط من المساحة الوطنية بكل من حوضي اللوكوس وسبو. كما سجل أن متوسط الفرد من المياه عرف تراجعا كبيرا، حيث يقدر متوسط نصيبه في السنة بـ 620 مترا مكعبا. ومن المرتقب أن ينخفض إلى 560 مترا مكعبا سنة 2030 بفعل التزايد السكاني، بعدما كان في حدود 2560 مترا مكعبا في ستينيات القرن الماضي.
وبالموازاة مع التحديات الطبيعية التي تشهدها بلادنا، أكد أخنوش في كلمته داخل مجلس النواب، أن الموارد المائية تعرف استغلالا مفرطا للمياه الجوفية، نتيجة استفحال سلوكيات استهلاكية غير مسؤولة. فعلى سبيل المثال، أزيد من مليون متر مكعب من مياه نهر أم الربيع يتم يوميا استغلالها بصفة غير مرخصة، دون إغفال كون حوالي 40% من المياه تضيع عبر سيلانها من القنوات المائية، ناهيك عن إشكالية مصبات الأنهار في البحر، مما يتطلب التفكير في سبل تجميعها وتوجيهها إلى المناطق الأكثر تضررا لمواجهة الخصاص الحاصل.
وعلى هذا الأساس، أوضح أخنوش أن الحكومة انكبت على اتخاذ حزمة من الإجراءات ذات الطابع الاستعجالي، وفي مقدمتها إعطاء الأولوية للماء الصالح للشرب في المناطق المتضررة، خاصة على مستوى أحواض ملوية وأم الربيع وتانسيفت، والتصدي بحزم لمختلف التأثيرات السلبية الناجمة عن الجفاف، كالهجرة القروية وتضرر سلاسل الإنتاج الفلاحي.