بوح الأحد: توالي الإشعاع الدولي للمخابرات المغربية يصيب الطابور الموالي للجزائر

بوح الأحد: توالي الإشعاع الدولي للمخابرات المغربية يصيب الطابور الموالي للجزائر

A- A+
  • بوح الأحد: توالي الإشعاع الدولي للمخابرات المغربية يصيب الطابور الموالي للجزائر و الدولة العميقة بفرنسا بالسعار و يعري تفاهته، فوربيدن ستوريز تروج للبطولات الوهمية لتزييف الحقائق و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي

  • لم تعد أساليب المساميم والطوابرية تخفى على المتابعين، كما لم تعد معرفة توقيت خروجهم الجماعي سرا، ويمكن المجازفة بالقول بأن سفاهاتهم كذلك صارت معروفة قبل الإدلاء بها. الشغل الشاغل لهؤلاء جميعا وباعث كل خرجاتهم الفاشلة هو إضعاف المغرب وتبخيس إنجازاته وإشاعة ثقافة اليأس والهزيمة وسط المغاربة، ولذلك فهم يستهدفون ركائز قوة الدولة وضمانات استمرارها.
    محور الاستهداف الأول هو الملكية بما تمثله من رمزية تاريخية ودينية جامعة للنسيج المجتمعي المتنوع وهي دائما في مرمى نيران الطوابرية ولا يفتأون الافتراء عليها ليقينهم بأن السبب الأساسي لقوة المغرب هو مَلَكِيَّتَه ومَلِكَه الذي يستطيع بحكمة تدبير كل الإكراهات وتحويلها إلى فرص، بل إنه حافظ على الملكية كعنصر إجماع للمغاربة باختلافاتهم الدينية والإديولوجية والعرقية والسياسية لأن الكل يستشعر الحاجة إليها وضرورتها لمغرب الحاضر والمستقبل.
    ومجال الاستهداف الثاني الذي صار لازمة عند المساميم هو المؤسسة الأمنية التي يعرفون أنها صمام الأمان وضامنة الاستقرار والقادرة وحدها على إجهاض مؤامراتهم وكشف حقائقهم. ولتحقيق هذا الهدف يبحث الطوابرية عن أخطاء أو يسعون إلى تحريف بعض الوقائع أو تضخيم وقائع معزولة وإخراجها من سياقها، بل قد يتجاوزون كل الحدود ويحملون هذه المؤسسة مسؤولية أحداث لا علاقة لها بها بناء على فرضيات غير واقعية يصرون على رفعها إلى درجة المسَلّمات.
    تضيع جهود الطوابرية سدى ويصيب الفشلَ كل خططهم لأنهم يواجهون ملكية عريقة ومواطنة ومحتضَنة من الشعب، ولأنهم يواجهون مؤسسة أمنية احترافية يقظة نزيهة تستبق كل الوقائع بعملية تواصلية مؤسساتية واستباقية ودائمة وبتجدد دائم وتجويد مستمر للأداء وفق المعايير العالمية وبتفعيل لمنطق المحاسبة وباستحضار لكل المعايير الحقوقية في العمل الأمني. وهذه مناسبة للتذكير بالاتفاقية الإطار للشراكة والتعاون المؤسسي في مجال التدريب وتوطيد احترام حقوق الإنسان في الوظيفة الأمنية التي وقعت بين المديرية العامة للأمن الوطني والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وكذا الندوة الدولية التي نظماها معا حول معايير وممارسات منع التعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة أثناء الاستماع والحراسة النظرية وعرفت حضور خبراء وطنيين ودوليين وممثلين عن مؤسسة الأمن والقضاء.
    يعرف الطوابرية أن مصدر قوة هذه المؤسسة الأمنية هو قيادتها وعقلها المدبر، ويعرفون أنهم عجزوا عن النيل منه طيلة سنين سابقة رغم الجهود الخرافية لتصيد ما يظنونه سلاحا قاتلا لتحطيم مصداقيته وكفاءته، وصاروا بعد كل هذه السنين من فشل مسعاهم يعون أن حموشي يجسد فعلا ما ينعت به باعتباره “الحارس الوفي لأمن المغاربة ومصالح المغرب”، ولذلك فإنهم يصابون بالهلوسة عند كل إنجاز أمني للرجل والمؤسسة التي يقودها، بل يصيبهم الجنون وهم يرون هذه المؤسسة صارت قبلة للمخابرات العالمية، ويزداد حنقهم وهم يرونه عصيا على التطويع ويشتغل بولاء تام للوطن وحده وبتفان لخدمة المغاربة.
    صورة عادية بعد لقاء عمل لعبد اللطيف حموشي مع مديرة المخابرات الإسبانية إسبيرانزا كاستيليرو لمازاريس أثناء زيارتها للمغرب تُخرج كل الطوابرية من صمتهم وعن جادة صوابهم لتشتغل ماكينة التأويل والتحليل البئيسة والتي تثير الشفقة على أصحابها قبل النظر في مضامينها. سمبريرو الحاقد على المغرب والذي يمكن القول بأنه يشتغل أي مهنة أخرى غير الصحافة يرتكب حماقة تحليلية لا يسندها عقل ولا حجة. يدعي سمبريرو أن الإسبان تفاجأوا بنشر الصورة وكانوا يريدون الإبقاء على اللقاء في دائرة السرية وأن النشر هدفه تلميع المغرب وحموشي!! وكالعادة هناك الأتباع الذين يرون فيه نبي الصحافة مستعدين لتبني هرطقاته لأنها في نظرهم وحي من أمثال بوبكر الجامعي وعلي لمرابط اللذان يعيشان الحاضر في الماضي وتحركهما الأحقاد ضد المغرب.
    هل الوفد الأمني الإسباني رفيع المستوى أُجبر على التقاط تلك الصور؟ وهل ملامح مديرة المخابرات الإسبانية توحي أنها كانت مكرهة على التقاط تلك الصور؟ وهل يمكن تصور زيارة بهذا الحجم لا تتخذ لها كل الترتيبات التنظيمية التفصيلية من الطرفين؟ وهل يخدمون بهذه الأطروحات اسبانيا حين يصرون على أنها كانت تريد اللقاء سريا؟ وهل ما تضمنه البلاغ فيه تسريب لمعلومات ليس من حق الرأي العام الاطلاع عليها؟
    لنفترض أنه لم يتم الإعلان عن هذا اللقاء، وأن خبره تسرب بعد حين وسقط في يد انتهازي مثل سمبريرو. ترى كيف سيعالج هذا الخبر؟ ألن يعتبره سبقا صحافيا وانفرادا تاريخيا ويعطيه القراءة التي تخدم أعداء المغرب؟ ألن يستعمله الطوابرية في حملة دعائية لتأليب الرأي العام ضد هذه المؤسسة؟ ألن يصنفه في دائرة التعاون المشبوه حول قضايا مشبوهة؟
    أبجديات مثل هذه اللقاءات تبين أن الإعداد لها يكون قبليا ويستحضر تفاصيل الأشياء ويتم بشكل اتفاقي، وأعراف مثل هذه اللقاءات تذييلها ببلاغ رسمي يقطع الشك باليقين ويضع اللقاء في سياقه الحقيقي. ونشر خبر الاجتماع وموضوعه والمعنيين به يندرج في إطار حق الرأي العام في المعلومة ومعرفة الجهود المبذولة لتأمين الأمن المشترك بين البلدين والمنطقة كلها، ولو كان الأصل عدم النشر في مثل هذه المناسبات أو أن النشر تم بغير رضى الإسبان لما تم نشر خبر وصور اجتماع مماثل بعدها بأيام بين عبد اللطيف حموشي وأفريل هاينز، مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية. هل تم هذه المرة كذلك نشر صور هذا الاجتماع بدون إذن الأمريكان؟
    الاستنتاج الوحيد من شيوع مثل هذه التحليلات الغبية وغير المسنودة بأي دليل هو حالة القلق التي تصيب الطوابرية وهم يرون سقوط أطروحاتهم وتهاوي ما يسوقون له من خزعبلات حول عزلة المغرب والصورة عن المؤسسة الأمنية المغربية في العالم. هم يعلمون جيدا أن أساطير ينسجونها حول حموشي تتهاوى بهذا النشاط أمام الرأي العام، ويعون جيدا أن صورة واحدة كفيلة بتسفيه كل تحاليلهم، ولذلك فهم يستعملون كل الوسائل لإبقائه صامتا وفي الظل لأنهم يعلمون أنهم غير قادرين على مواجهته صامتا فكيف لهم بأساليب المواجهة بعد نشر أعماله وإنجازاته؟
    تجدر الإشارة إلى أن القاسم المشترك لكل “الحياحة” على مثل هذه الأنشطة ونشر بلاغات عنها وتناقل صور عنها هو الجزائر وفرنسا. ينتمي كل هؤلاء لشيعة الجزائر وفرنسا، وهم قلقون من ذلك لأنهم يعلمون مسبقا الضرر اللاحق بمصالحهم، وهم الذين انتدبوا أنفسهم لتقديم خدمة لم يعلموا ربما أنها مستحيلة، وخاصة أمام مؤسسة دائمة التطور والتجدد والتجويد، مؤسسة تشتغل بمنطق عصري واحترافي، مؤسسة تعمل بحوافز وطنية تجعلها في حالة يقظة دائمة، مؤسسة في أيدي أمينة لها قدرة على استشراف التحديات الأمنية ومواجهتها بشكل استباقي وعلى وعي بما يمثله العمل الأمني من أهمية في صناعة قوة المغرب وجعله مركز استقطاب لكل العالم رغبة في الاستفادة من تجربته والتعاون وتوقيع الشراكات معه.
    لنعد شريط الأحداث قليلا إلى الوراء لعل ذلك ينفع أصحاب الذاكرة القصيرة والمثقوبة من شيعة نظام العسكر والدولة العميقة في فرنسا. أحداث إرهابية كثيرة لم تقع في دول كثيرة بسبب تبليغات قبلية من المغرب بها. أسماء إرهابية كثيرة تم الإبلاغ عنها من طرف المغرب وكان ذلك سببا في تأمين الدول المعنية من شرورها أو هناك من تهاون فكان مصيره مأساويا واكتشف بعد التحقيقات صواب التحذيرات الاستباقية المغربية. تعاون استخباراتي مغربي مشهود به في كل المنتديات الدولية لمكافحة الإرهاب، ونجاح مغربي في محاربة هذا الخطر داخل المغرب جعله من أقل الدول تضررا من آثاره رغم أنه كان من أكثر المستهدفين به، كما توضح ذلك خطب قادة الكثير من هذه التنظيمات. هل يمكن بعد كل هذا استغراب أن يصبح المغرب محط اهتمام وجاذبية لكل من يريد محاربة الإرهاب؟
    لنتذكر زيارة وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو سنة 2019 للمغرب وحرصه على لقاء عبد اللطيف حموشي وزيارة مقر المخابرات المغربية، بحضور عدد من مسؤولي المخابرات المغربية ومسؤولين أميركيين، مباشرة بعد لقاء عابر مع العثماني رئيس الحكومة وبوريطة وزير الخارجية. أين يمكن إدراج هذه الزيارة؟ وما سبب هذا الحرص على هذا اللقاء والزيارة من طرف ممثل الدبلوماسية الأمريكية والخبير الاستخباراتي سابقا؟ ألا يعتبر هذا اعترافا بنجاعة هذه المؤسسة وإقرارا بنجاح من يديرها؟
    ولنتذكر أن اللقاء الذي تم بداية الأسبوع الفارط مع أفريل هاينز بالرباط ليس إلا تتويجا وتنزيلا لمخرجات لقاء سابق جمع بينهما بأمريكا في يونيو الماضي. ولنتذكر أن هذه الزيارة تميزت بلقاءات أخرى لعبد اللطيف حموشي مع كل من ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.أليست هناك دلالات قاطعة على هذا الحرص الأمريكي على تسريع تفعيل مخرجات تلك الزيارة؟ وهل هناك شك في أن كل تلك الدلالات تفيد خلاصة واحدة هي أن المغرب مصدر قوة وشريكا يعتمد عليه لمكافحة الإرهاب؟
    تمثل أفريل هاينز كل المؤسسات الأمنية الأمريكية ومنصبُها كمديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية يجعلها في قمة الهرم الأمني الأمريكي لأنها المنسقة لكل الأجهزة المتعددة التي يصل عددها إلى 17 وكالة استخبارات أمريكية. وموقعها يجعلها أهم مستشار للرئيس في كل ما يتعلق بالاستخبارات المتصلة بالأمن القومي لأنها هي من يتولى توجيه البرنامج الوطني للاستخبارات. تكوينها كذلك كدكتورة في القانون وكمحامية وخبرتها كنائب مستشار الأمن القومي في عهد أوباما وكنائبة مدير وكالة المخابرات المركزية يجعلانها على دراية بهذا الملف جيدا. ولذلك فالحرص على التعاون مع المغرب دليل على أن المغرب بخير ويحظى بتقدير عالمي ومؤسساته ذات مصداقية دولية، وهذا ما يغيظ أبناء فرنسا والجزائر.
    لنتذكر كذلك أن اللقاء مع مديرة المخابرات الإسبانية الأسبوع الفارط هو كذلك محصلة لزيارة سابقة لعبد اللطيف حموشي لإسبانيا في يوليوز الفارط عرفت عقد جلسات عمل ومباحثات مكثفة مع ممثلي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسبانية حول القضايا الأمنية المشتركة التي تهم البلدين والمنطقة، ولذلك فزيارة الأسبوع الفارط تؤكد الرغبة الإسبانية في استمرار التعاون وتقويته لأن الحكومة هناك تعلم أن الدفاع عن مصالحها يقتضي تعاونا دائما وقويا مع المغرب. ووحدهم أمثال سمبريرو لا يهمهم أمن الإسبان بقدر ما يهمهم مصلحة الجزائر والإضرار بالمغرب، ولذلك يستنكرون كل تعاون إسباني مغربي، والحمد لله أن هؤلاء لا أثر لهم على الرأي العام الإسباني ولا يقرأ لهم الإسبان لأن كل منتوجهم الدعائي موجه فقط لجنرالات الجزائر ليقنعوهم أنهم يسدون الخدمة التي يستحقون من أجلها ما يستحقون.
    العمل الأمني والمخابراتي عنصر قوة للمغرب، وأصبح عامل جذب لهذا البلد، ويقوي موقع المغرب في المنتظم الدولي المتهمم بمحاربة الإرهاب والجريمة وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر والهجرة السرية. وكم نحتاج في المغرب لتعدد أمثال هذه القوة الناعمة في مجالات أخرى تجعلنا قبلة للعالم كله. وبالمقابل، علينا استيعاب خلفيات هذه الحملات التي تستهدف عمود هذه الخيمة، وندرك جيدا أن مجالات الاستهداف تعزز مصداقية حموشي وكفاءته لأن من يستهدفه كشخص عجز بعد سنين ومجهودات خرافية أن يعثر على نقطة واحدة للطعن في شخصه ونزاهته وسلوكه فبدأ يستهدف عمل المؤسسة كلها ناسيا أنه يقدم لها إشهارا مجانيا أمام المغاربة الذين لا يحتاجون إليه.
    عمل عبد اللطيف حموشي يتحدث عنه ويجعله قبلة كل مخابرات العالم بهدف الشراكة والتعاون، وولاؤه للمغرب، ولا شيء غير المغرب، يجعله محط ثقة كل الفاعلين في المغرب، وقد جرب الرجل في أكثر من مناسبة فكان ينتصر للمغرب فقط لأنه ابن هذا البلد ومنتوج خالص وصافي لهذا البلد، ويعي أنه بكل عمله يرد دين المغرب والمغاربة عليه ويهيء الظروف للأجيال القادمة لتستفيد من الفرص التي استفاد منها هو وغيره من أبناء المغرب العميق.
    شخص بهذه العقلية والمنهجية والوطنية لا تنال منه هذه الحملات، ولا يعيرها اهتماما، ولا توقف عطاءه.
    المؤسسة الأمنية بتواصلها المؤسساتي المنتظم أخرست كل المفترين، ووضعت نهاية لكل المستبقين لاختراع التأويلات الفاسدة. والمؤسسة الاستخباراتية بكفاءاتها ونجاعتها وشهادات العالم حولها أخرست كل أعدائها من الطوابرية والمساميم.
    والأمن والاستقرار رغم أنه نقطة استهداف جعلا المغرب نموذجا ناجحا للحرب الاستباقية على الإرهاب بأقل كلفة وبنجاعة عالية، وصارت هذه من عناصر القوة التي يمتلكها الساسة في المغرب لتقوية موقعهم في المنتظم الدولي، ويمتلكها المستثمرون لتحسين جاذبية المغرب لتوطين الاستثمارات الأجنبية. ولذلك يحرص شيعة فرنسا والجزائر على تبخيس عمل هذه المؤسسة التي تضطلع بأدوار رئيسية تشكل رافعة تنموية حقيقية للمغرب.
    بعد طول انتظار، وبعد فشل كل الملفات التي حرص الطوابرية على تحريكها للنيل من المغرب وإضعافه، تفتقت ذهنيتهم البئيسة على وسيلة قديمة أرادوا نفخ الروح فيها من جديد متناسين أن إحياء الموتى مستحيل. فوربيدن ستوريز وفي خطوة ضد التيار تنشر، وكأنها تحقق معجزة صحافية، ما تدعيه تحقيقا خطيرا رغم أنها لم تقم إلا بعملية تدوير recyclage لمعطيات معروفة وقديمة وتناولتها بجرأة أكبر المنابر الإعلامية المغربية، بما فيها قنوات عمومية.
    لقد استأثرت أراضي الجموع باهتمام كبير من طرف الإعلام المغربي، وعرفت الاختلالات التي أثيرت من قبل المتضررين والإعلام والمنتخبين اعترافا جماعيا تحول إلى إصلاحات تشريعية تعرف طريقها نحو التنزيل بشهادة دولية اعتبرتها ثورة أخرى لتمكين نساء المغرب من حقوقهن. وما نشرته فوربيدن ستوريز لا يعدو أن يكون محاولة لتحريك ملف خاسر لأنها، وهذه هي الحقيقة، لم تجد غيره لتنفيذ الأجندة التي تكلفت بها ضد المغرب لتبرير الاعتمادات المالية التي صرفت لها من قبل المانحين الذين عجزوا عن إخضاع المغرب لنزواتهم الاستثمارية الكولونيالية.
    واهم من يظن أن حملات مغرضة مثل هذه يمكن أن تلوي يد المغرب أو تخضع القضاء لنزوات من يريد بالقوة تأمين الإفلات من العقاب لعمر راضي. وحالم من يظن أن مقالات مثل هذه يمكن أن تمنح تعاطفا مع عمر راضي وتنسي الرأي العام حقيقة التهم المنسوبة إليه والتي لا يمكن أن يبرأه منها إلا القضاء على ضوء أقواله واعترافاته والأدلة التي سيضعها أمام القضاء ومرافعات دفاعه التي تندرج في إطار المرافعات القانونية. سيحصد هؤلاء الهزيمة مرة أخرى كما حدث في ملف بيغاسوس، وسيورطون أسيادهم ويجرون معهم دولا أوربية أخرى، ويفضحون من يقف وراءهم كما كان في السابق.
    الماكينة الدعائية للدولة العميقة في فرنسا صارت صدئة وتفتقد للإثارة والإبداع وتجتر القضايا القديمة المفضوحة، وحقد هذه الجهات على المغرب ورغبتهم في تطويعه واستفراغهم كل الجهد بدون طائل يجعلهم يلجؤون لخدمات مفلسين ومرتزقة فاشلين وقضايا وهمية يظنون أن تهويلها يمكن أن يصنع منها فزاعة ضد المغرب. يتناسى هؤلاء أن المغرب متصالح وصريح مع نفسه ويفتح أوراش إصلاحية لكل الاختلالات التي تطال العديد من الملفات بشجاعة وبدون مركب نقص وقد نجح في العديد منها بشهادة المنصفين والمحايدين في العالم كله.
    لا يمكن أن ننهي هذا البوح دون الحديث عن نظام الجزائر الذي صارت أجندته محكومة بالعداء للمغرب وتحركات دبلوماسيته مضبوطة على عقارب الساعة المغربية. عوض أن تنكب ديبلوماسية تبون ولعمامرة، عفوا هي دبلوماسية شنكريحة في الحقيقة، على سلوك مسالك إنجاح القمة العربية نلاحظ أن انعدام التجربة والحقد والتسرع يذهب بهم من حيث لا يشعرون إلى الإفشال المبكر للقمة المرتقبة.
    عزلة الجزائر واصطفافها مع محور الشر المستهدف للنظام العربي جعلاها تفتقد لخبرة تنظيم ملتقيات كبيرة، والحقد على المغرب ومن يسانده ومن يقف ضد المطامع الجزائرية في تهييء أجواء لإيران وعملائها لغزو واختراق القمة العربية، والتسرع الذي يطبع حكام الجزائر المستعجلين بدون مبرر لتحقيق مكاسب وهمية، كلها عوامل تضع حكام الجزائر أمام مسؤولية تاريخية عربيا لأن لا حل أمام العرب غير إنجاح هذه القمة في ظرفية لا تحتمل مغامرة. هل ما تقوم به الجزائر من حملة مغرضة ضد المغرب يخدم هذه القمة؟ وهل ما تقوم به من سلوك غايته دفع المغرب إلى عدم المشاركة في القمة أو عدم مشاركة الملك فيها يرضي كل الأشقاء العرب؟ وهل يحقق ذلك نجاحا للقمة؟
    قلتها سابقا بأن نجاح القمة متوقف على حجم تمثيلية الدول العربية والأجواء التصالحية التي ستسود جلساتها والتوصيات التي ستخرج عنها ومدى توفر آليات تنزيلها، وإلا فإنها ستكون رقما يضاف إلى القمم الفاشلة، ولكنها هذه المرة ستحسب على نظام سوق منذ سنين أن له القدرة على إنجاح القمة وأن ميولاته قومية تنتصر للحق العربي. وعند الامتحان يعز المرء أو يهان.
    أجواء الإعداد لهذا الامتحان تنبئ مسبقا بنتيجة نتمنى صادقين أن تستدركها الجامعة العربية حتى لا تكون هذه المحطة مناسبة لتنفير الشارع العربي من جامعة عربية تحتاج إلى استرجاع ثقة العرب فيها وفي جدواها وقدرتها على لم الشمل العربي أمام تحديات مفصلية.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث