لكحل:إنهاك أحزاب اليسار وتساهل الدولة مع التنظيمات الإسلامية يساهم في تغلغلها

لكحل:إنهاك أحزاب اليسار وتساهل الدولة مع التنظيمات الإسلامية يساهم في تغلغلها

A- A+
  • قال الباحث سعيد لكحل، المتخصص في الجماعات الإسلامية إن “الحركة الإسلامية في المغرب، تعرف نوعا من المد والتمدد واختراق للدولة والمجتمع والأسر، بل إنها تجاوزت هذه المجالات إلى ما رأيناه مؤخرا من خلال إعلان عدد من أصحاب المخابز عدم بيع حلوى الاحتفال برأس السنة، وإذا ظلت الدولة متواطئة ومتساهلة معهم إزاء هذا الفعل، فستمتد الحركة الإسلامية إلى قطاعات أخرى في مجال الخدمات، وهنا تتجلى خطورة أنشطة الجماعات الإسلامية”.

    وأوضح سعيد لكحل في اتصال هاتفي لـ”شوف تيفي”، يومه الأربعاء، أن “التنظيمات الإسلامية في المغرب، تعرف حالة التمدد والتغلغل في الدولة من خلال حزب العدالة والتنمية، ناتج عن الأنشطة التي تقوم بها واستغلال الوضع الاجتماعي للمواطنين، وأيضا تساهل الدولة مع أنشطتهم خصوصا منذ 2011 إلى الآن، وراجع أيضا إلى إنهاك وتراجع الأحزاب التقدمية والصراعات والتطاحنات الداخلية بينهم.. كل هذه العناصر أعطت للجماعات الإسلامية زخما، وقوَّاها أكثر ما يسمى بالربيع العربي، لأنه فتح لها فرصا وآفاقا كبيرة في المجتمع”.

  • وكشف الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية عن أن “المواطن المغربي أمام الوضع الاجتماعي القاهر لا يجد سندا لدى الدولة في تطبيق القانون، ولا يجد سندا من أجل تحقيق طلباته ولا للتصدي لتجار الدين ولا لناهبي المال العام ولا يجد سندا لدى المعارضة كأحزاب يمكن أن يعتمد عليها أو يستند إليها في معارك سياسية وانتخابية.. هذا الفراغ الموجود تستغله التنظيمات الإسلامية لملئها وتثبيت وجودها”.

    وجوابا على سؤال كيف أن المواطن المغربي يعيد التصويت لحزب العدالة والتنمية، بالرغم من أن هذا الأخير اتخذ قرارات اقتصادية واجتماعية ضربت في مجموعة من مكتسباته؟ أوضح سعيد لكحل :”هناك عوامل متداخلة، العامل الأول: ولا يجب أن ننسى أن حزب العدالة والتنمية لديه قاعدة انتخابية ثابتة (مليون و600 ألف صوت)، وهذا العدد في تزايد نظرا لإمكانية وصول مجموعة من الشباب إلى السن القانوني للتصويت، وانخراط عدد كبير من الأعضاء المنحدرين الطبقات البسيطة والمسحوقة في الحزب لا يجب أن نقرأه انخراطا أو انتماء سياسيا، فهو بالنسبة إليهم يدعمون الحزب من الناحية العقدية والدينية أكثر من الناحية السياسية، وولاءهم للحزب ليس مرتبطا ببطاقة الانخراط ولكنه مرتبط بالعهد و الميثاق”.

    وزاد الباحث لكحل :” العامل الثاني هو أن النقابات والتي كان من الممكن الرهان عليها لتحريك الشارع، اليوم يظهر جليا ضعفها وتشتتها، وظهر أيضا تواطؤها خاصة في ما يتعلق بإصلاح نظام التقاعد، بعدما انسحبت وهو ما جعل الطبقة الشغيلة والعاملة تفقد الثقة في هذه الإطارات النقابية، ثم ثالثا إن الأحزاب السياسية لم تنخرط في الرفع من وعي المواطنين وأن تشكل مناعة ضد استراتيجية العدالة والتنمية وهم الآن يكتفون بالمشاهدة وبإصدار بلاغات في أحسن الأحوال”.

    وأبرز سعيد لكحل جوابا على سؤال عن كيفية اشتغال حزب العدالة والتنمية بالقول :”إن البيجيدي لا يشتغل في المؤسسات الرسمية فقط، بل يشتغل في المجال الدعوي أكثر، ومعظم المساجد هم من يتحكمون فيها، وخطباء المساجد موالون لهم، ثم إنهم يستغلون دور الجمعيات المرتبطة بالمجالس المحلية المحلية وبحركة الإصلاح والتوحيد، والتي تعطى لها أموال كدعم لمساعدة الفقراء والمحتاجين في المناسبات كالإعذار والزواج وعيد الأضحى، وهذا الجانب يشتغل عليه البيجيدي ويركز الاشتغال عليه، ثم إنهم خلقوا جمعيات لكي يستفيدوا من الدعم المالي الممنوح من طرف الجماعات المحلية، وهو ما يمنح لهم توفير خزان انتخابي مهم يساهم في تصدر الحزب لنتائج الانتخابات”.

    وأوضح سعيد لكحل ردا على موقف التنظيمات الإسلامية من الإرهاب والعنف، وكيف أن بياني جماعة العدل والإحسان والبيجيدي جاءا باردين إثر واقعة قتل الأجنبيتين قائلا:”طبعا هم لن يعلنوا أنهم يساندون العنف، أو يحرضون عليه، ولكن الملاحظ أنه في بياناتهم لم يذكروا الإرهاب، ولم يصفوا الحادث بالإرهابي، والبيان طبعا موجه إلى السلطة لتبيان أنهم لا يدعون إلى القتل والتقتيل ولكن الموقف الحقيقي للحركات الإسلامية مبني على التكفير والكراهية والعنف، والفرق بين التنظيمات الإسلامية التي تشتغل داخل المؤسسات والخارجة منها و الحركات الجهادية، هو أن هذه الأخيرة تنطلق في اشتغالها من العنف، في حين حركات الإسلام السياسي (العدالة والتنمية والعدل والإحسان)، تؤجل العنف إلى مرحلة أخيرة، ويقومون بالتطبيع مع العنف، فأدبياتهم كلها قائمة على شرعنة العنف بدرجات متفاوتة، فهم لا ينفون العنف كلية، ولا يحرمونه بل يشرعونه مادام بالنسبة إليهم يوافق شرع الله”.

    وشدد الباحث في الجماعات الإسلامية على أن “كل تنظيم يسعى إلى إقامة شرع الله، وإقامة دولة الخلافة، فهو تنظيم عنيف إرهابي بالدرجة الأولى لأنه يرفض الديمقراطية، ورأينا كيف كانت كل هذه التنظيمات ترفض الديمقراطية رفضا باتا، واضطرت إلى قبولها كإجراء تكتيكي إلى حين تتقوى شوكتهم والى حين تحقيق التمكن، إذ لا ديمقراطية ولا هم يحزنون، ثم إن عددا كبيرا من هذه التنظيمات تم اعتقالها ضمن خلايا إرهابية، أي أن لديهم استعدادا وعقيدة لممارسة العنف”.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    عزيز أخنوش رئيس الحكومة يتباحث مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية