بناء على دعوة من الولايات المتحدة وألبانيا (حاملتا القلم حول أوكرانيا) عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مفتوحة الساعة الثالثة من بعد ظهر الأحد بتوقيت نيويورك لبحث الأزمة الأوكرانية على ضوء التطورات في أوكرانيا.
وقد قدمت الدولتان مشروع قرار يدعو لعقد جلسة استثنائية خاصة للجمعية العامة. وقد نجح مشروع القرار بتأييد 11 عضوا وتصويت 3 أعضاء بـ “امتناع” وهي الصين والهند والإمارات العربية المتحدة، ومعارضة الاتحاد الروسي لمشروع القرار.

وبما أن هذه قضية إجرائية لا تخضع لاستخدام الفيتو فقد تم اعتماد القرار. وبالتالي سيتم عقد جلسة استثنائية خاصة للجمعية العامة تحت آلية “متحدون من أجل السلام” بعد أن عجز مجلس الأمن في التصدي لنزاع يهدد السلم والأمن الدوليين. وهذا مضمون القرار الذي اعتمد تحت رقم 2623 (2022).
يدعو قرار مجلس الأمن الجمعية العامة لعقد جلسة استثنائية خاصة لبحث مضمون مشروع القرار الذي بحث يوم الجمعة في مجلس الأمن في جلسته رقم 8979 والذي أطاح به الفيتو الروسي، وحال ذلك الفيتو دون ممارسة المجلس لمسؤولياته الأساسية في صون السلم والأمن الدوليين. ولذلك يقرر المجلس الدعوة إلى جلسة استثنائية خاصة للجمعية العامة لإعادة النظر في تلك الوثيقة التي بحثت يوم الجمعة وأطاح بها الفيتو.

ويجوز للجمعية العامة، عملا بقرارها 377- د المعنون ”متحدون من أجل السلام“ والمعتمد بتاريخ 3 نونبر 1950 أن تعقد ’’دورة استثنائية طارئة‘‘خلال 24 ساعة، إذا بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان، ولم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم، حيث يمكنها أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلم والأمن الدوليين.

وستعقد الجلسة الاستثنائية الخاصة غدا الاثنين الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت نيويورك. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، بعد التصويت إن المجتمع الدولي لم يتوقف عند الفيتو الروسي يوم الجمعة بعد اجتياح روسيا لدولة ذات سيادة بل استمر العمل فلا يمكن “لروسيا أن تستخدم الفيتو ضد أصواتنا أو أصوات الشعب الأوكراني، روسيا لا تستطيع أن تستخدم الفيتو ضد ميثاق الأمم المتحدة ولا ضد المساءلة”. وقالت إن المجلس اليوم اتخذ قرارا مهما له علاقة بالمساءلة. فـ”لأول مرة منذ عقود يدعو مجلس الأمن لجلسة استثنائية خاصة للجمعية العامة”. وقالت إن من صوت لصالح القرار يؤمن بأننا يجب أن نعمل كل ما نستطيع لمساعدة الشعب الأوكراني. وانتقدت السفيرة الأمريكية دعوة الرئيس الروسي لوضع الأسلحة النووية الروسية في حالة تأهب قصوى “علما أن روسيا هي التي تغزو أوكرانيا بدون سلاح نووي ولا يوجد أي تهديد من حلف الناتو للاتحاد الروسي. بل هي خطوة تصعيدية”. وقالت: “ندعو روسيا أن تخفض خطابها المتعلق بالأسلحة النووية لأن هذا أمر يهم كل دول العالم”. وقالت توماس-غرينفيلد إن الجمعية العامة ستصوت على مشروع قرار يحمل روسيا المسؤولية عن أعمالها وعلى انتهاكها لميثاق الأمم المتحدة”.

السفير الصيني من جهته دعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والعودة إلى الطرق الدبلوماسية، ودعا مجلس الأمن أن يحترم المشاغل الأمينة لكل الدول. السفير الهندي رحب باللقاء الذي سيتم على حدود بيلاروسيا بين الطرفين الروسي والأوكراني. وقال إن الأولوية الآن لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.

وتحدث السفير الروسي، فيسالي نيبنزيا، قائلا عن صوته السلبي، إن أحدا لم يتشاور معه. وكذلك الأمر في جلسة المجلس يوم الجمعة. “المجلس أقيم على أساس أن يحدث مشاورات داخل المجلس للوصول إلى التوافق وهي آلية منحت للدول الـ5 دائمة العضوية.
وقال علينا أن نركز على حل الأزمة التي لم تبدأ في الأيام القليلة الماضية بل بدأت قبل 8 سنوات في دونباس والتي لم يأت أحد على ذكر معاناة سكانها. وأضاف: “الجيش الروسي لا يهدد المدنيين، الجيش الروسي لا يستهدف المدارس … المتطرفون الأوكرانيون يأخذون المدنيين كدروع بشرية مثلما يفعل إرهابيو داعش”. وقال إن حربا دعائية انطلقت ضد روسيا. وهناك حملة واسعة لتشويه الجيش الروسي.

مندوب أوكرانيا عبر عن شكره لمن أيد دعوة عقد جلسة استثنائية خاصة للجمعية العامة. وقال: “انظروا إلى الصور التي تصل من أوكرانيا حول الغارات الجوية والصواريخ التي تنهمر على المباني والملاجئ والمناطق السكنية والتي تحاول أن تنتقم من مقاومة الشعب الأوكراني ضد العدوان الروسي”. وأكد أن كل أنواع الأسلحة تستخدم ضد الشعب الأوكراني. الصواريخ تنهمر على المدن والضواحي السكنية، كما قتل على الأقل 16 طفلا منذ بدء العمليات. ودعا السفير إلى الرد بسرعة على الأوضاع الإنسانية ووقف العدوان الروسي وحماية الشعب الأوكراني وخاصة الأطفال. وقال السفير الأوكراني إن المقاومة في بلده قد قتلت نحو 4000 جندي روسي وأن نحو 200 جندي قد أخذوا أسرى. وقال إن بلاده أنشأت خطا هاتفيا تحت عنوان “عودوا إلى بلادكم بسلام” ثم قرأ رقم الهاتف في المجلس وقال إنه هذا الرقم قد تلقى 100 مكالمة من أمهات الجنود الروس. وقال إن بيلاروسيا مشتركة في العدوان على بلاده. بيلاروسيا تدعو للمفاوضات على أراضيها وتشارك في العنوان. وقال إن بلاده أخذت أمر الحرب إلى محكمة العدل الدولية لتقف روسيا أمام المحكمة وتفسر موقفها.

 

المصدر: شوف تي في