الطفل ريان يخلق ملحمة وطنية

الطفل ريان يخلق ملحمة وطنية

A- A+
  • الطفل ريان يخلق ملحمة وطنية

    ما حدث في قضية المرحوم ريان يعتبر ظاهرة استثنائية تستحق التحليل والتأمل واستنتاج الدروس والعبر.. طيلة خمسة أيام، بنهارها ولياليها، منذ سقوط ريان في بئر عميقة شُدّت أنفاس المغاربة والعالم إلى جهة منسية من المغرب العميق في شفشاون، في إطار تضامن عز نظيره وتعاطف عجيب وترقب واهتمام غريبين، خلق المرحوم ريان وضعا استثنائيا في المملكة، لقد هرعت الكفاءات الوطنية من مهندسين ومسعفين ورجال الإنقاذ في بلد له إمكانيات محدودة جدا، نحو إقليم شفشاون حيث البئر الذي سقط فيه الطفل البريء، وتجندت السلطات المحلية بكل أنواعها وقامت بجهود قصوى لإنقاذ ريان من براثن الموت المحقق في ظل تضاريس صعبة، وتطوع مواطنون مغاربة والمعهود فيهم روح الشهامة والتضامن والتطوع لتقديم يد المساعدة، وقدّموا درسا في روح التضامن الإنساني الذي أبهر العالم.

  • لقد خلق ريان ملحمة مغربية تؤكد بُعد الاستثناء المغربي حتى ولم تكن النتيجة كما اشتهينا، لكن قدر الله أكبر من مشيئتنا وإرادتنا، نريد ويريد، نشاء ويشاء سبحانه وتعالى.. كل الظروف كانت تشيع اليأس والإحباط والاستسلام للقدر، سقوط طفل صغير من علو 36 مترا مع رضوض سيعاني منها جسده الطري في بئر ضيقة وتربة هشة.. اتحد المسعفون ورجال الإنقاذ ورجال السلطات العمومية ومعهم الإعلام الوطني المهني ووراءهم قلوب المغاربة قاطبة، خمسة أيام صمد الطفل ريان، وارتفعت أصوات المغاربة بالدعاء والابتهال، وبذلت فرق الإنقاذ مجهودات خرافية ليل نهار، حيث وسمت تضحيات بعضهم التاريخ المغربي، وأقر العالم كله أنه لم يكن هناك عمل آخر تقني أو مادي بديل أكثر مما قامت به الدولة المغربية بكل فئاتها وأصنافها في ظل تتبع ملكي لكل التفاصيل وهو ما أبان عن حس إنساني رفيع ونبيل للملكية بالمغرب التي ظلت منحازة دوما لقضايا الشعب المغربي..

    لقد خلق الملاك ريان ملحة وطنية برغم الحزن الذي انتهت إليه بوفاة الطفل رحمة الله عليه، ملحمة جمعت المغاربة ملكا وشعبا، قمة وقاعدة تجسد النبل المغربي وروح الوطنية العالية التي أشادت بها كل الدول والمنظمات الدولية وكل وسائل الإعلام الوازنة على المستوى الكوني..

    في قلب كل هذا لعبت الصحافة الوطنية المهنية دورا مهما، وفي مقدمتها قناة الشعب “شوف تيفي” التي كانت السباقة لإخبار الرأي العام بواقعة سقوط الطفل ريان في بئر، وعمل طاقمها 24 ساعة على 24 ساعة بلا نوم ولا راحة، لنقل الحدث المأساوي أولا بأول، ورصد كل التطورات التي رافقت عمليات الحفر وتدخلات فرق الإنقاذ ومجهودات المسعفين، واستجوبت والدي المرحوم ريان وعرفت بسيرته وبقضيته التي شدت إليها قلوب العالم، وتحولت “شوف تيفي” إلى مصدر لقنوات إعلامية كبرى ولمواقع دولية وازنة، وقدم طاقمها المثل في المعالجة المهنية والوجود عن قرب، في قلب الحدث الحي، وتجشم طاقم قناة الشعب -بتضحية ونكران الذات وبروح وطنية وأخلاق مهنية عالية- كل المتاعب والصعوبات لنقل المعلومات والأخبار أولا بأول للمغاربة، سالت دموع المعلقين من “شوف تيفي” بصدق لا تخطئه لا الأذن ولا العين، وبح صوت مذيعيها من طول فترة البث بلا نوم ولا استراحة، وغامر أفراد طاقمها بأرواحهم لتكون الكاميرا والتغطية الصحفية قريبة من موقع الحدث.. شكرا لك ريان أنك وحدتنا حولك وأيقظت فينا القيم الإنسانية النبيلة، وأبرزت للعالم طينة المغاربة، ملكا وشعبا، في التآزر والتضامن والإخاء، شكرا لك ورحمة الله عليك، لقد مت وأحييت فينا دولة عظيمة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    ارتفاع مؤشر ثقة المواطنين تجاه المؤسسات الأمنية والشعور بالأمن بالمغرب