المعارضون مجانا لكل انتصار مغربي

المعارضون مجانا لكل انتصار مغربي

A- A+
  • بقدر ما تفرحني الانتصارات المتتالية للمملكة وطنيا وإقليميا ودوليا، بقدر ما يحزنني تفاني البعض منا في تبخيس الجهود ومعارضة كل شيء حتى ولو ارتبط بالمصالح العليا للوطن التي نجحت الدولة بكل مؤسساتها في حمايتها وإحراز انتصارات كبرى فيها، أستغرب صمت القبور الذي يدخله كل من يؤلمه تقدم المغرب ونجاحه الدبلوماسي والعسكري والسياسي والاقتصادي برغم الظروف الصعبة التي يمر منها العالم، والأمرُّ من ذلك أن يكون الصمت من بني جلدنا خاصة.. أستاء من أولئك المعارضين الذين
    لا يفرقون بين معارضة السياسات العامة ومعارضة الوطن.. المغرب ليس جنة الدنيا، يجب التأكيد على ذلك، لأننا لا نسُوّق الأوهام ونحاول أن نقول الحقيقة، وهذه هي عقدة الحاسدين من منبر يحاول أن ينقل الحقيقة للمغاربة ويلاقي نجاحا وإقبالا منقطع النظير بحكم هذه المصداقية والثقة، ونؤكد على أن المغرب ليس بلدا متقدما، لكن صدقوني وأنا الذي زرت جل جغرافيا هذا الوطن العربي، من البحر إلى الرمل، إنه أفضل ما يوجد في كل هذا اليباب العربي.. والمغربي الحق هو الذي يحتضن كل الآراء المختلفة في تقييم مسار النجاحات والإخفاقات.. لكن يسيئني أن البعض يبتهل لجراحات وطن ويحولها إلى انتصارات خاصة له، ولا يرى في كل ما حققه المغرب شيئا يستحق الانتباه ولو بتدوينة فايسبوكية..

    منذ القرار الأمريكي بالاعتراف بالسيادة المغربية على مجموع أقاليم المملكة، من طنجة إلى الكويرة، ارتفعت الوتيرة المضادة من معارضي تقدم المملكة وتحررها من كل القيود الموجعة، في المحيط الإقليمي الذي نفهم أنه
    لا يرضيه أي تقدم مغربي، كما لو أن المغرب يشكل شعلة “بروميثيوس” التي تسرق النار ممن يعتبرون أنفسهم آلهة المحيط الإقليمي.. “صح النوم يا وله” كما يقول إخواننا المصريون.. إنه المغرب وإنهم المغاربة من يصنعون مجد هذه البلاد، التي لا يمكن لمن كان المؤرخون وقادة العالم ينازعون في تاريخ ميلاده كدولة، أن ينازع في إمبراطورية عريقة ضاربة في قدم التاريخ..

  • ما يؤلمني ليس هو عسكر الجزائر ولا بقايا دمى بوليساريو، بل هم هؤلاء الذين يعيشون بيننا ولا ترضيهم انتصارات المغرب داخل وخارج الوطن، المغرب انتصر في المعركة ضد كورونا وخاض معركة اللقاح بنجاح من بين مختلف الدول الكبرى بشكل منقطع النظير حتى اليوم، كما تعترف بذلك تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، رغم أن نظامنا الصحي على قد الحال، لكن نساء ورجال الصحة قاموا بمجهود وطني استثنائي لحماية صحة المواطنين، وعلى المستوى الدبلوماسي اعترف أكبر متحكم في دواليب تسيير العالم بشرعية المطالب المغربية، وليس آخرها قرار مجلس الأمن الدولي 2602 أو ما عبر عنه أكبر مسؤول عن الخارجية الأمريكية من دعم واضح للمقترح المغربي حول الحكم الذاتي بالصحراء، ودعم جهود الممثل الأممي الجديد في الصحراء، ولانتصارات المغرب في معبر الكركرات، لم يحرك هؤلاء أقلامهم ولا ما يخطون على واجهات الفايسبوك، ليهللوا فقط في حدود الاعتراف بالوقائع وبما أحرزه المغرب.. إنهم غاوون للانكسارات لا الانتصارات، يفرحهم أدنى تحرك خارجي يمس المملكة بسوء، يحبون تأويل تصريحات مسؤولين دوليين حين تمس بلدهم، لكنهم لن يهللوا بالانتصارات المغربية التي بلغت اليوم شأوا بعيدا..

    ببساطة لأن حبهم للبلد غير مبني على وشيجة صادقة ورغبة جميلة في أن يتقدم البلد وأن يراكم الانتصارات تلو الأخرى.. لماذا انحاز كل المعارضين الكارطونيين إلى نفس الصف الذي توجد به بوليساريو وعسكر الجزائر بشكل موضوعي؟ لماذا لم يروا فيما صرح به الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي من أن المغرب يفتح أحضانه لكل المبادرات الطيبة لإعادة بت الروح في الاتحاد المغاربي.. لا تفرحهم سوى سموم الإعلام الأجنبي التي يفتحون أبواقهم فيها بحرية، لكن حين يتعلق الأمر بأي انتصار مهما كان بسيطا، فقط لأنه يخدم المملكة المغربية، يضعون أصابعهم في آذانهم خشية صواعق الانتصار للمملكة.. ورغم أنفهم سيظل المغرب شامخا وبهيا، بأبنائه وحماته، بانتصاراته وانكساراته، ألا بئس المنهزمون الذين لا يطمحون سوى للتلذذ بالأوجاع والآلام التي تصيب وطنهم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أوزين: لاصراع مع الاتحاديين فقط طموح مشروع لرئاسة لجنة العدل والتشريع