لقاء بوريطة/بلينكن ٱنتصار آخر للمغرب يعمق صدمة الطوابرية الذين تنتظرهم نكبة

لقاء بوريطة/بلينكن ٱنتصار آخر للمغرب يعمق صدمة الطوابرية الذين تنتظرهم نكبة

A- A+
  • بوح الأحد: لقاء بوريطة/بلينكن ٱنتصار آخر للمغرب يعمق صدمة الطوابرية الذين تنتظرهم نكبة غير مسبوقة و دخول شيوخ عسكر الجزائر مرحلة العد العكسي و أشياء أخرى

     

  • أبو وائل الريفي
    صدمة هي أقرب إلى الصاعقة تلك التي أصابت الطوابرية، بداية هذا الأسبوع، وهم يرون صور لقاء وزير الخارجية المغربي في واشنطن مع نظيره الأمريكي بلينكن مرفقة ببيان الاجتماع الرسمي بينهما والذي نص، بعبارات قطعية الدلالة لا تحتمل أكثر من معنى، على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ودعم المقترح المغربي للحكم الذاتي ووصفه بالجاد والواقعي وذي المصداقية والجدير بالثقة وضرورة دعم جهود المبعوث الأممي الجديد دي ميستورا على هذا الأساس. هذه العبارات الدقيقة فاه بها كذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس. هل بعد هذا البيان من بيان؟ وهل باستطاعة أحد المتنطعين تقديم تفسير آخر لهذا التصريح المشترك غير أنه يتماشى مع ما يتبناه ويصرح به المغرب منذ مدة؟

    اعتاد بعض الطوابرية، الذين يضعون دائما إمكانياتهم رهن إشارة البوليساريو كمؤجري خدمات لأسباب مقصودة أو ربما لالتقاء موضوعي بينهما فقط، المسارعة إلى تبخيس كل انتصار للمغرب وبذل مجهود تحليلي خرافي أحيانا لنشر قراءات لا يقبلها منطق ولا عقل سليم ظنا منهم أن من شأن تحليلاتهم البئيسة التأثير في الرأي العام المغربي، ولكنهم هذه المرة استسلموا للأمر الواقع وبلعوا ألسنتهم واستغشوا ثيابهم رغم أن اللقاء كان رسميا والبيان رسمي منشور في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والتصريح قرئ من طرف المتحدث باسم الوزارة، وتلاه بعد ذلك نشر لخريطة المغرب كاملة في موقع الوزارة. لماذا هذه الانتقائية إذن في التعامل مع هذا الموضوع؟ لماذا يصاب الطوابرية بالخرس حين يتعلق بما يفرح المغاربة؟ لماذا لا تفرحهم إلا الأخبار التي يرون فيها خسارة للوطن؟ ولماذا لا يميزون بين معارضة سياسات الحكومة ومصالح الوطن؟ ولماذا لا يفوتون الفرصة إن نشرت خريطة مبتورة هنا أو هناك؟ ولماذا يسارعون في التدوين إن بدا لهم تصريح يخدم مواقفهم؟ ها هم اليوم وصلوا إلى الباب المسدود.

    صمت الطوابرية وصدمتهم هاته سبقتها صدمة أخرى سببها حوار بلينكن مع القسم الإفريقي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي نقلته وزارة الخارجية الأمريكية أكد فيه أن تركيز واشنطن منصب على دعم جهود دي ميستورا. وسبقتها طبعا صدمة القرار الأممي 2602 الذي كتبت الإدارة الأمريكية مسودته من نفس المحبرة التي صاغت قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وصيغت عباراته بنفس تلك الروح، وهو ما جعل البوليساريو وحاميتها الجزائر يفقدا أعصابهما وعقلهما ويتبنيا لغة التهديد ويتوعدان بالحرب التي يعرف الجميع أن قرارها ليس في تندوف أو الجزائر.
    لقد أكد أبو وائل في أكثر من مناسبة، منذ قرار إدارة ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء، بأن هذا قرار دولة وليس قرار شخص أو حزب، وأن مثل هذه القرارات لا تخضع لمنطق المزايدات الانتخابية لأنها خارجة من مطبخ صناعة القرار الأمريكي الذي لا يفكر بمنطق انتخابي أو بمنطق المكاسب الآنية. ولذلك فالقرار الأمريكي حدد بشكل نهائي سقف الحل وطبيعته واتجاهه ودور الإدارات الأمريكية المتعاقبة يقتصر فقط على أجرأته وبحث سبل تنزيله على ضوء المتغيرات وبما يخدم السلم والاستقرار في المنطقة. وهذا ما تعيه الدبلوماسية المغربية واشتغلت عليه بتأن ليهيأ القرار على نار هادئة ولا يعلن للرأي العام حتى يستوي عوده وتكتمل أركانه وتضمن استمراريته، وهو ما يفسر حالة الهدوء والاطمئنان والثقة التي طبعت كل خطوات المغرب بعد القرار وعدم انزعاجها مما يكتب أو يصرح به هنا وهناك لأن هناك وعي بخلفيات ودوافع كل تلك التصريحات. هذا الإقرار الأمريكي وحده انتصار للدبلوماسية المغربية ولصدق تنبؤاتها ولصواب توقعاتها ويؤكد احترافيتها وقدرتها على القراءة الدقيقة للمتغيرات وحدود تأثيرها على مصالح المغرب في الداخل والخارج. هل سيعترف الطوابرية بهذا؟ هل يملكون الشجاعة لقول هذا الكلام؟ ذاك شأنهم وليس شأن المغاربة الذين يثقون في خيارات ملكهم الذي يفكر في مصلحة المغرب ويتقن الوصول إليها رغم الظرفية المتقلبة وبدون الارتهان لأحد أو التفريط في شبر من السيادة.
    ما تصرح به الإدارة الأمريكية، وما يصرح به المنتظم الدولي هو ما يبحث عنه المغرب ويتماشى كلية مع مقاربة المغرب منذ 2007 التي تقوم على دعم الجهود الأممية التي يقودها مبعوث الأمين العام لإيجاد حل سلمي على أرضية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حينها. هل كان ضروريا تضييع كل هذا الوقت والجهد للوصول إلى هذه النتيجة؟ وهل كان يلزم أن تضع الجزائر نفسها في كل هذا الحرج طيلة هذه المدة لتصل إلى هذه الحقيقة؟
    ها نحن اليوم أمام منتظم دولي يعترف بمصداقية المقترح المغربي ويدعم جهود المبعوث الأممي دي ميستورا، وها نحن أمام دينامية مغربية داعمة لهذا الخيار ومزكية لهذا الخطوات، وها نحن، بالمقابل، أمام تهرب الجزائر من مسؤولياتها واصطناع توترات في المنطقة لتلبي رغبات توسعية دفينة لدى جنرالاتها الطاعنين في السن وغير المواكبين للتطورات. وها نحن كذلك أمام تنطع البوليساريو التي تعزف على نغمة نشاز لا تعي تبعاتها على المنطقة.
    لا تستوعب الجزائر، ومعها مدللتها البوليساريو، أن أمن المغرب وسلامة حدوده خط أحمر، وأن الاستفزازات وحدها لن تصنع أوضاعا جديدة، وأن تجاوز التصريحات إلى الفعل الضار بأمن المغرب سيواجه بما يلزمه من رد يتناسب مع طبيعته، وأن للمغرب قدرات دفاعية رادعة كافية لذلك وفي مقدمتها حماة الجدار المتفانين في حب هذا الوطن وعشق ترابه و أهله. وربما لا يستوعب البوليساريو أنه صار دمية صغيرة في يد نظام عسكري يدفع بالصحراويين لحتفهم حين يلقي بهم إلى الهلاك لتحقيق أطماعه التي لن يستفيد منها الإنفصاليون شيئا. أمام الإنفصاليين اليوم فرصة تاريخية لوضع حد لهذا النزاع المفتعل الذي طال أكثر من اللازم، وخطوة الحل الأولى أمامهم هي التخلص من التبعية العمياء للجزائر والتفكير في مصلحتهم وعدم معارضة التوجه الدولي الذي يرى في المقترح المغربي حلا واقعيا وجادا ومنصفا للجميع.
    ليس أمام جنرالات الجزائر إلا إشعال نيران الكراهية والحرب في المنطقة. هذه وحدها هي الضمانة لاستمرارهم وإشغال الرأي العام الجزائري عن فسادهم وفشلهم. وهذا وحده الذي يؤخر فتح سجل المحاسبة ضدهم عن عقود من التدبير السيء والإنفاق الخرافي على نزاع لا مصلحة للجزائريين فيه، بل إنه كان سببا في هدر مقدرات البلاد و تبديد الملايير في صحراء يعرف الجزائريون أنها مغربية ولا مشكلة لهم في ذلك، كما يعرفون أن الأطماع التوسعية والمنفذ البحري إلى المحيط ظل حلما يراود جنرالاتهم حتى أضحى عقيدة راسخة وهي في الحقيقة مجرد كابوس لأنهم لن ينالوا هذا المبتغى.
    رهان مشايخ العسكر اليوم على قمع كل الأصوات الشبابية داخل المؤسسة العسكرية التي صارت تفكر بمنطق مختلف وتتخلص من أوهام البومدينية في ما يشبه “بريسترويكا” جزائرية، ولذلك فالقمع والاعتقال والتهميش والمحاكمة هي جزاء كل من يفكر خارج صندوق المشايخ. أمام حكام الجزائر تحدي فتح الباب للشباب، عسكريين أو مدنيين، وحينها يمكن الحديث عن النتائج ومدى شعبية نظام عسكري بحت حناجر الحراك الشعبي في الشارع تطالب برحيله وتغييره بنظام مدني. ولأن العسكر يفهم هذا الواقع جيدا فهو يسارع إلى تصفية حساباته مع كل من يزعجه بنصب المحاكمات الصورية وإيداعهم السجون بمبرر محاربة الفساد رغم أن هذا النظام نفسه فاسد وأرجع لمناصب المسؤولية جنرالات فاسدين، أو على الأقل تلاحقهم تهم فساد، فقط لأنه يرى، بعقله المريض والشائخ، أنهم الأقدر على مواجهة المغرب لأنهم رضعوا العداء له منذ ستينيات القرن الماضي.
    لا يمكن هنا إلا التنويه بمقاربة الملك محمد السادس الذي ما فتئ في أكثر من خطاب يدعو إلى التخلص من أسر الماضي وجراحاته واستحضار تحديات المستقبل التي تلقي بثقلها على المنطقة وستكون عائقا أمام المسار التنموي لها كلها. ولذلك لم يكن عبثا أن يكون على طاولة النقاش بين بوريطة وبلينكن في أول لقاء رسمي يجمع بينهما بداية هذا الأسبوع، سبق أن جمع بينهما لقاء على هامش قمة روما حول محاربة داعش، الحديث عن القضايا الإقليمية إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام الثنائي. فلا يخفى على أحد التحديات والمخاطر والتهديدات التي تحيط بالمنطقة، وخاصة في ظل التدهور الذي تعيشه الأوضاع في تونس والمستقبل المجهول لليبيا إن فشلت خطوة الانتخابات القادمة. يعي المغرب جيدا هذه المخاطر ويبذل كل الجهود لتطويقها من خلال بوابة الاتحاد المغاربي والإفريقي لأن استقرارا مغاربيا لن يكون في مصلحة مكونات الاتحاد فقط بل سيتعداه إلى القارة الإفريقية كلها وخاصة جنوب الصحراء وكذلك المنطقة المتوسطية كلها. ولا نحتاج إلى التذكير بالمخاطر الإرهابية والتداعيات السلبية للجريمة المنظمة والهجرة السرية، وهي كلها مخاطر مرشحة للاستفحال في ظل التفاوتات التي يعيشها العالم وفي ظل المخلفات السلبية لجائحة كورونا على دول وشعوب متضررة منها وفي ظل موجة ارتفاع الأسعار وكلفة المعيشة التي لا يتوقع لها انخفاض في الأمد القريب.
    إدراج هذه القضايا مؤشر آخر على الدور المغربي في ليبيا لحقن دماء الليبيين، ودليل على الاحترام الذي يحظى به المغرب في هذا الملف وهو الذي رعى اتفاق الصخيرات واحتضن الكثير من حوارات الأشقاء الليبيين دون تدخل في شؤونهم.
    لا يمكن إغلاق هذا الملف دون استعراض شهادة الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي هذا الأسبوع، وهي شهادة تؤكد حرص المغرب على لم شمل اتحاد المغرب العربي ورفض الجزائريين لذلك. قال المرزوقي بالحرف “يعلم الله كم حاولت بكل الوسائل إعادة الحياة للجثة الهامدة التي اسمها المغرب العربي عندما كنت رئيسا لتونس، وفشلت فشلا ذريعا في ذلك… حاولت أن أقوم بوساطة بين المغرب والجزائر خلال فترة رئاستي، لكنني لم أجد آذانا مصغية من الطرف الجزائري، مقابل ذلك كان المغرب مستعدا لفتح الحوار، لكن للأسف الأمور لم تسر كما كنت أخطط وبقيت واقفة بين البلدين”، ولم يقتصر المرزوقي على هذا، بل زاد عليه دعمه لمبادرة المغرب حول الحكم الذاتي مؤكدا أن تمسك جبهة البوليساريو بإقامة دولة سادسة في المنطقة لن يساهم إلا في استنزاف كل الأطراف، كما أنه سيؤدي إلى وصول المنطقة إلى نفس المصير الذي تعيشه دول شرق المتوسط. ترى هل المرزوقي كذلك مخزني وعياش ونكافة؟ أم أنه تقاضى مقابلا عن هذه التصريحات؟ أم أن هذا يؤكد صواب تقديرات المغرب وسياساته وطنيا وإقليميا؟ لماذا لا يتحلى الطوابرية بالموضوعية والشجاعة في مثل هذه المواطن؟ أين المعيطي وصبيه الحماموشي وهما من سبق وحاورا المرزوقي؟ لماذا لم نسمع لهما رأيا حول هذا التصريح ممن يعتبرونه مناضلا ونزيها؟ لا يبحث المغرب إطلاقا عن شهادة لإثبات صواب مقارباته، فهذا الاعتراف تزكيه حصيلة عمل الدبلوماسية المغربية والاحترام الذي يحوزه المغرب إقليميا ودوليا. وقبل هذا وذلك القبول الشعبي لخطوات المغرب التي تجعل منه فاعلا إقليميا من أجل السلم والاستقرار في المنطقة.
    تونس، البلد الذي كان يصنفه البعض مهد ثورات الربيع العربي يوجد اليوم في عنق الزجاجة، وهو مهدد بالاختناق، وكل خطوات الحل لا تزيده إلا تأزيما، والشعب أكبر متضرر، واقتصاد البلاد متوقف، وعجلة التنمية في تراجع. أطراف الصراع هناك لم تصل إلى درجة من نكران ذات ضرورية لإنقاذ البلاد، واستمرار هذا الوضع مؤذن بخراب، قد لا يقتصر على تونس وحدها. ها هي “ثمار” الربيع العربي الذي بشر به قبل عقد من انخرط فيه تحولت إلى حنظل وزقوم. ها هو الربيع العربي صار خريفا، وها هي رياحه تعصف بدوله وقادته وتنظيماته وأفكاره، وها هي الحقائق تنكشف لتظهر المستور. وها هم المغاربة يكتشفون عبقرية المغرب وملك المغرب في التعامل مع تلك الموجة بالحكمة والرؤية الاستراتيجية وبتحويل اللحظة إلى فرصة. حقا لا يمكن للمتابع إلا أن يقف ويرفع القبعة لعبقرية هذا البلد وملكه وحماته. الحمد لله أن ملك المغرب لا يتأثر بالموجة وبالشعبوية ويحمل مشروعا لا تؤثر فيها ظرفيات زائلة كما تزول الفصول بعد مدة وجيزة.
    لا يمكن، ونحن أثرنا هذه القضايا، أن نمر مرور الكرام على حدث ذي دلالة قصوى. بعد طول قطيعة ومزايدة من طرف أردوغان، استقبل السلطان، كما يراه بعض البسطاء الذين لم يفهموا قواعد اللعب بعد، ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد بالمجمع الرئاسي لتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في اجتماع على أعلى مستوى دام ساعات. ما رأي أنصار الأردوغانية في هذا؟ أليست هذه خطوة أخرى معاكسة للشعارات حول مساندة الربيع العربي ومواجهة قوى الثورة المضادة والانتصار لخيارات الشعوب؟ أين هي تلك المبادئ؟
    الحقيقة أن المبادئ تبخرت مع الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بتركيا بعد انهيار الليرة وحاجة أردوغان، السلطان الحالم بالعثمانية الجديدة، إلى الحفاظ على حظوظه الانتخابية في انتخابات رئاسية قادمة. ولذلك فهو في حاجة إلى حزمة إنقاذ لا يهم مصدرها كما لا يهمه رأي المطبلين لسياساته الشعبوية بشأنها. مباشرة بعد هذا الاستقبال تم الإعلان بأن الإمارات ستؤسس صندوقا بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا. الغاية تبرر الوسيلة إذن، والميكيافيلية الحلال تجوز لأردوغان ولكنها حرام في حق غيره. حلال على أردوغان رفع رقم معاملاته مع إسرائيل، وإعادة فتح علاقاته مع مصر والسعودية، كما يحل له المساومة بالملف السوري ولعب ورقة داعش وطرد الإخوان من تركيا والتضييق على قنواتهم. كل هذه خطوات يتفهمها ويتقبلها ويدافع عنها أنصار أردوغان ويبررونها بما لا يقبله عقل ولكنهم، بالمقابل، ينكرون بعضها على غيره.
    وكعادته، يلزم أردوغان تقديم دليل حسن السيرة، والكبش مرة أخرى هم الإخوان. والدور هذه المرة، بعد إخوان مصر، على إخوان اليمن لمغادرة تركيا، وقد بدأت خطوات التنزيل هذا الأسبوع. كل هذا يؤكد أن اللعب بالدين ومناصرة الثورات الشعبية مجرد ورقة سياسية للحفاظ على مصالح تركيا ولو على حساب دول وشعوب أخرى.
    ما يحدث في المنطقة من مثل هذه التحولات يؤكد أن الدوام للأصلح وللأكثر حكمة واعتدالا، وأن الشعبوية داء قاتل لأنصارها قبل غيرهم. ولذلك على المخدوعين الاستيقاظ من حالة الوهم التي طالت أكثر من عقد واستيعاب حقيقة كل المشاريع التي تريد الهيمنة على المنطقة واستشعار الخطر عليها وفهم أن استقرار المنطقة يتطلب محورا واحدا قويا باعتداله وعدالة قضاياه كما يتطلب مزاوجة بين مصلحة الوطن ومصلحة المنطقة دون التفريط في أحدهما.
    هنا تبرز قوة المغرب وحكمة ملك المغرب وصواب سياسات البلاد ونجاعة أساليب تنزيلها بما لا يضر مصالح المغرب والمغاربة وكذا بما يخدم مصالح شركاء المغرب وجيرانه.
    حين تؤكد الوقائع هذه الحقيقة يرتاح أبو وائل ويتأكد أن هذا البوح ليس مجرد كلمات تكتب لتنشر نهاية كل أسبوع لأن منطلقها بالأساس لم يكن كذلك، ولأنها بالأساس مشروع لصبر الإنتماء بمعناه المتجدد الذي يجعل منا أمة مغربية نكتشف عراقتنا ونقط قوتنا التي إن وظفناها كما ينبغي ستكون عنصر قوة لنا في زمن لا مكان فيه للطارئين على العالم وفي زمن تحتاج فيه الأمم لإكسير الإنتماء لأنه أكبر حافز.
    لا تستغربوا حين يكرر أبو وائل أن هذا زمن الانتصارات، وأن وعود المغرب دَين عليه تجاه المغاربة، وأن تنبؤات المغرب تبنى على معطيات حقيقية. تأكد هذا من خلال الانتصارات في ملف الوحدة الوطنية، وكذا من خلال إدراة جائحة كورونا. ها نحن اليوم نتابع توسع دائرة الدول التي تسارع لتعميم الجرعة الثالثة بعد تزايد المخاوف من موجة جديدة أكثر فتكا. والحمد لله أن هذه الخطوة اتخذت استباقيا من طرف المغرب قبل ذلك بتوصية من اللجنة العلمية وبمجهود من طرف أهل الجدار الذين وفروا اللقاح وكل المستلزمات.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الرباط : بوريطة يستقبل شقيق رئيس المجلس الرئاسي الليبي والوفد المرافق له