أبو وائل…..النظام الجزائري الطارئ لا يفهم أن المغرب لا يخضع للابتزاز

أبو وائل…..النظام الجزائري الطارئ لا يفهم أن المغرب لا يخضع للابتزاز

A- A+
  • كما عاهد قراءه ومتتبعي القضايا الوطنية والدولية التي تهم المغرب والمغاربة، تطرق أبو وائل في بوحه للأحد الجاري إلى قضية الصحراء المغربية، والرسائل التاريخية والحكيمة التي جاءت في الخطاب الملكي الأخير للمسيرة الخضراء.

    وحدد أبو وائل ثلاثة رسائل ودروس كبرى للخطاب الملكي الأخير، حيث أن أول درس على حكام الجزائر تعلمه هو فن التجاهل، أو ما نسميه بالدارجة “التنخال”. لا تعطي أهمية أكثر لمن لا يستحق. وقد برع الخطاب الملكي في جعل فريق قصر المرادية ينتظر مخرجات الخطاب فإذا به يتفاجأ بعدم ذكرهم نهائيا. هذا أبلغ جواب على كل التهديدات العسكرية لحكام الجزائر، كما أنها رسالة للمنتظم الدولي أن المغرب وشعبه وملكه منشغلون بما هو أهم. لذلك، على تبون مراجعة خطابه وبيانات قصر الرئاسة التي تغترف من قاموس الحرب بعد أن عجز قاموس الدبلوماسية والسياسة عن مجاراة إنجازات المغرب وانتصاراته ميدانيا ودبلوماسيا وسياسيا داخل كل المنتديات القارية والإقليمية والدولية، وآخرها القرار 2602 الذي كان انتكاسة حقيقية لحكام الجزائر وربيبتها جبهة البوليساريو.

  • أما الدرس الثاني، هو درس على المتحكمين في الجزائر تعلمه هو حسن انتقاء العبارات والكلمات بما يناسب خطاب من يمثل الدولة ويتحدث باسم الشعب بما لا يؤدي إلى الفجور في الخصام. تتيح لغة رجال الدولة التعبير عن المعنى بقوة ووضوح دون الفجور في الكلام ودون لغة التهديد ودون دق طبول الحرب التي يعرف تبون وشنقريحة أكثر من غيرهما أن قرارها ليس في يدهما وحدهما وأن الحرب ليست نزهة ربيعية وأن للمغرب قدرات دفاعية لن تقف مكتوفة الأيدي ضد كل انتهاك لسيادته. أكاد أجزم أن حكام الجزائر لن يتعلموا شيئا من هذا لأن نظاما طارئا جيء به لسد فراغ اضطراري ولعب دور كومبارس للتغطية على حكم عسكري لن يتعلم فنون الخطاب وقواعد التعامل مع الجيران. هنا يكمن الفرق الشاسع بين ملكية عريقة راكمت تقاليدا وأعرافا في الحكم وسط حاضنة شعبية شاركتها الحلو والمر في زمن الرخاء والشدة وزمن الاستعمار والاستقلال وبين نظام عسكري لا يتصور استمراره بدون عدو خارجي لأنه يعي عزلته عن الشعب وعدم رضى الشعب الذي شب عن طوق الوصاية منذ خرج في حراك شعبي يطلبها صريحة “دولة مدنية” و”ديمقراطية كاملة”.

    وثالث درس مطروح على حكام الجزائر للتأمل في معانيه ومراميه هو درس الاعتزاز بالنفس والشعور بالاحتضان الشعبي والانتصار لقضايا الوطن. ليس عبثا أن يتضمن خطاب المسيرة الخضراء عبارات غاية في الوضوح والحسم حول قضية الوحدة الترابية. قضية الصحراء المغربية غير قابلة للتفاوض تحت أي ظرف، ودعوة الخطاب صريحة لكل المترددين في الاعتراف بمغربية الصحراء أن لا اتفاقات اقتصادية أو شراكات ممكنة لا تتضمن هذه المنطقة كذلك، وأن المغرب لا يخضع للابتزاز. هل يمكن لحكام الجزائر تعلم هذا الدرس؟ أشك حقيقة في ذلك، وقد استجابوا لأول طلب تلقوه من فرنسا للمشاركة في ندوة باريس حول ليبيا، وأقصى ما استطاعوه هو عدم حضور تبون للندوة كما أكد لعمامرة في ندوة صحفية والانكسارُ والهزيمة باديةٌ على محياه لأن المسكين فهم أن هذا عنوان فشل آخر يضاف لسجله الدبلوماسي الأسود.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي