قصوري: الخطاب الملكي كشف عن ثقافة تفاوض راقية تعبر عن قوة حوارية كبيرة وبارعة

قصوري: الخطاب الملكي كشف عن ثقافة تفاوض راقية تعبر عن قوة حوارية كبيرة وبارعة

A- A+
  • اعتبر الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي إدريس قصوري، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، كشف عن ثقافة تفاوض راقية تعبر عن قوة حوارية كبيرة وبارعة، وجد مركزة ومعبرة.

    وأضاف قصوري تفاعلا مع خطاب الملك محمد السادس، ليوم أمس السبت 6 نونبر بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، في تصريح لـ”ـشوف تيفي” أنه خطاب يجسد فعالية في ترتيب الأقوال، وفيه مبدأ ومنطق وله مسار وضوابط ونهاية تحدد الحق و تفضح الباطل. خطاب فيه الدليل والإثبات مقابل التضليل والافتراء والغوغائية والاستفزازات الجزائرية. خطاب لا يقوم على مفهوم القوة التقليدية وغرور القوة العسكرية التي تهدد بها الجزائر بعقلية الحرب الباردة، وإنما يستند إلى مفهوم القوة الحديثة كما هي في النظام العالمي الجديد والتي تتأسس على توازن المكانة مع تعادل المقدرات.

  • فالأولى، يوضح المحلل السياسي، تقوم على تناسق وتوافق المقومات المعبر عنها بالمكتسبات والدينامية الإيجابية والحقيقة الثابتة بالحقوق التاريخية والشعب والاعتراف الأمريكي وتحرير الكركرات وتنامي الدعم الملموس للإعتراف بالقضية واعتراف أزيد من 24دولة والقرارات الأممية وجهود المسار السياسي الموصول نحو حل نهائي وفق مباديء وفي إطار ضوابط أممية لما بعد سنة2007، مما جعل المغرب لا يتفاوض على صحرائه وإنما يتفاوض على الطريقة والآلية التي هي الحل السياسي السلمي.

    والثانية هي توازن المقدرات المتمثل في توازن المصالح الوطنية والدولية والمتجسد في التعاون مع المينورسو في إطار مهامه المحددة وليس خارجها وفي الدعم الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي في أسرع وقت باحترام المرجعيات الأمنية بعد سنة 2007 وتعزيز التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية وجعلها فضاء للتنمية وليس للحرب عبر توفير الإستثمار الوطني والدولي وتقدير الدول والمجموعات الداعمة لمصالح المغرب مع قطع الطريق عن الدول الغامضة المواقف وصاحبة المواقف المزدوجة والتي لا تحترم سيادة المغرب على صحرائه واعتبار الصحراء جوهر الوحدة الوطنية والتي تقتضي مزيدا من التعبئة والدفاع والتنمية.

    وأبرز ذات المتحدث أن “لعل ارتباط معيار المكانة بمظهر المقدرات، هو الذي رفع وحسن المحصلة والنتائج الدبلوماسية والسياسية والتنمية المغربية، وأعطاه مصداقية تسير نحو إيجاد حل سريع للقضية الوطنية في عالم أصبح متداخل المصالح والفرص، ويعمل على التخلص من المخاطر والتحديات.بحث تغير شكل الصراع من صراع عسكري و إيديولوجي إلى تبادل المصالح وإلى صراع اقتصادي-حضاري.فأصبحت المصداقية والأفضلية فيه لمن ينتج وينجز ويهتم ويساهم في حل المشاكل العالمية وليس لمن يقرع طبول الحرب.فالعالم الجديد، أصبحت القوة فيه نسبية وليست عسكرية مطلقة ولا مستقرة، وإنما متعددة الأبعاد.ولا يتحكم فيها عامل واحد حتى ولو كان النفط والغاز. فالقوة أصبحت مجموعة من العوامل المادية والمعنوية تصنع التأثير.

    وشدد قصوري على أن المغرب أثبت أنه يمتلك الكثير من مقومات القوة الاقتصادية والصناعية والتجارية والتنمية والحقوقية والإنسانية والمساهمة الدولية في رفع تحديات العديد من المخاطر مثل الإرهاب وكل انواع الجريمة والهجرة والاحتباس الحراري والبيئة والمناخ ودعم جهود السلم الأممية في مجموعة من الدول والمصالحة بينها فضلا عن أشكال التضامن الإنساني وتخفيف معاناة الشعوب.وقد تفوق على الجزائر في كل هذه المقومات المعنوية التي أعطته المصداقية والدعم الدولي ناهيك عن الاستقرار والأمن. وهو ما صنع الفارق اليوم بين المغرب والجزائر التي أصبح عسكرها حائرا لا يعرف ما يقدم وما يؤخر سوى التهديد بالحرب كحل أخير لإخراج المغرب عن تركيزه في بناء موقعه العالمي الجديد. ولعل الحرب ستكون وبالا على نظام العسكر المتآكل وتقسيم الجزائر إلى 3 دويلات أو أكثر.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    بقرار من السلطات المحلية جماهير الزعيم ممنوعة من التنقل إلى أكادير