عبد الواحد الراضي برلمانيا مجددا.. شيخ البرلمانيين بالعالم و “شاهد على العصر”

عبد الواحد الراضي برلمانيا مجددا.. شيخ البرلمانيين بالعالم و “شاهد على العصر”

A- A+
  • كثيرة هي المفاجآت التي حملتها نتائج تشريعيات 2016 والتي احتل فيها حزب العدالة والتنمية المرتبة الأولى ب 125 مقعدا متبوعا بغريمه السياسي الأول حزب “الجرار” الذي حصد 102 مقعدا، فيما حل حزب الاستقلال في المرتبة الثالثة ب 46 مقعدا، قبل أن يعود في تشريعيات 2021 ويفوز مجددا بمقعده البرلماني العريق.

    مرة آخرى، يفوز القيادي بحزب “الوردة” عبد الواحد الراضي، الذي يوصف بأقدم برلماني مغربي، بمقعد برلماني عن الدائرة الانتخابية “القصيبية” التابعة إداريا لإقليم سيدي سليمان، في تجربة غير مسبوقة في المغرب بل وفي العالم، باعتباره أكبر “المعمرين” في البرلمان.

  • ولد عبد الواحد الراضي بمدينة سلا سنة 1935 وقضى في البرلمان حوالي 58 سنة بعد أن دخل إليه أول مرة سنة 1963 وقام طيلة هذه المدة بشغل العديد من المناصب السياسية، وخصوصا خلال السنوات التي قاد فيها حزبه الائتلاف الحكومي.

    تحول عبد الواحد الراضي مباشرة بعد إيداع طلب ترشحه في انتخابات الثامن من أكتوبر لدى الجهات المعنية إلى مادة دسمة للسخرية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كان محركها الأساسي العقود الطويلة التي قضاها بالبرلمان واستعداداه إلى البقاء بداخله إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، عوض اعتزال السياسة وإفساح المجال إلى الشباب.

    أواخر سنة 2015، وجد عبد الواحد الراضي نفسه مضطرا إلى الانسحاب من برنامج “وجها لوجه” على قناة “فرانس 24” الذي خصصت حلقته لمناقشة ملف رفيق دربه المهدي بن بركة تحت مبرر أنه لبى دعوة الحضور للبرنامج “بنية تقديم شهادة في ذكرى اختطاف المهدي بن بركة، وليس الدخول في جدالات سياسية”، بحسب تعبيره..

    على المستوى الجمعوي والمدنـي، فقـد بصم الرجل على مسار مميـز، حيث ساهم بين سنتي 1955 و1956 في تأسيس عدد من الجمعيات والتنظيمات التربوية والثقافية والنقابية من قبيل “حركـة الطفولة الشعبية” و”الجمعية المغربية لتربية الشبيبة” و”الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” والتي تحمل فيها مسـؤوليات قيادية، دون إغفـال مساهمته إلى جانب الراحل المهدي بنبركة” في الإعداد والإشراف على مشروع بناء طريق الوحدة في مطلع الاستقلال، ولم يتوقف الطموح الجمعوي والنضالي لابن مدينة سلا عند حدود الوطن، بل تجاوز ذلك نحو الخارج، عبـر تحمله مسؤولية الكاتب العام “لفدراليـة الاتحـاد الوطني لطلبة المغرب بالديار الفرنسية ” ما بيـن 1958 و1960 لما كــان يتابع دراسته هناك بجامعــة السوربون، دون إغفـال أنـه كـان من مؤسسي ومسؤولي “كونفدرالية طلبــة شمال إفريقيـا”.

    على المستوى المهني والأكاديمي، اشتغل الرجل أستاذا لعلم النفـس الاجتماعي بجامعـة محمد الخامس بالرباط، وتحمل مسؤوليـة الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي ما بين 1968 و1974، بالموازاة مـع ترؤسه لشعبـة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفـس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالربــاط، وهي مسؤوليات ومهام مهنية، لم تكن عائقا أمامه، ليبصم على مسار برلماني لافت للنظر منذ سنة 1963، وبهذه الصفة البرلمانية، تقلـد عددا من المسؤوليات، منها “رئاسة لجنــة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري و”مهمة نائب رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب” (الولاية التشريعية 1963-1964) و”رئاسة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب” (1977) إلى حين تعيينه من قبل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وزيــرا للتعاون (1983)، وتحمل مسؤولية “الأمانة العامة للاتحـاد العربي الإفريقي” (1984)، وانتخـب “نائبا أول” لرئيس مجلس النواب (1993) ثم “رئيسـا للمجلس” (الولايتان التشريعيتان: 1997-2002 و2002-2007.

    مهمات ومسؤوليات متعددة الزوايا من ضمن أخـرى، تضعنا ليس فقط أمام رجل سياسة بـارز، وهامـة حزبية اشتراكية من العيــار الثقيل وذاكـرة سياسية ونضالية وجمعوية حية، تجعل الرجل يرتقي إلى مستـوى رجالات الدولة الكبـار من طينة وحجـم الراحل “عبد الرحمان اليوسفي” رحمه الله، بل وأمام “معلمة برلمانية متحركة” و”تراث أرشيفي” .

    “عبد الواحد الراضي” هو “شاهد عصر” على مجموعة من الأحداث والمحطات التاريخية التي مر منها مغرب الاستعمار ومغرب الحرية والاستقلال.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    بعد النواب: ميارة يستدعي المستشارين لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة