إدريس لشكر.. المايسترو

إدريس لشكر.. المايسترو

A- A+
  • صفة الشباب تلازمه مهما توالت السنون، يبدو وكأنه يتحدى الزمن، يتمتع بخاصية فريدة في المرح التي لا تخفي جديته وصرامته، يتميز بحسن الدعابة بالرغم من كونه يقتصد في ابتسامته.

    عنيد مثل مسار الاتحاد الاشتراكي، يجيد لي الذراع ويعرف كيف ومتى يوجه الضربات ….
    صوت قوي، في اللحظات التي يخفت فيها صوت الحزب، يصدح إدريس ليعلن الحضور …يثير الجدل، يفاجئ الأصدقاء قبل الخصوم بمواقفه ومرافعاته، وحده حزب.

  • لا أحد يعلم يقينا من أين يأتي إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بكل ذلك اليقين وهو يتحدث عن قدرة حزبه في احتلال الرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، غير أن الإجماع حاصل لا محالة على أن المحامي الذي قضى عمره كله رفقة الاتحاديين واحتك مع القيادات المرجعية لحزب “الوردة” منذ 1970، يمثل اليوم أحد الظواهرالبارزة في الساحة الحزبية المغربية القادرة على التوفيق بين الشيء ونقيضه في انسجام غريب.

    ومن يعد للمسار السياسي للشكر، وهو يشرف الآن على ربيعه السادس والسبعين، سيلحظ أن هذه الصفة لصيقة بالرجل، فهو الذي طالما نادى بخروج الاتحاد الاشتراكي من حكومة عباس الفاسي والعودة إلى المعارضة، قبل أن يفاجأ الجميع بتعيينه وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني في التعديل الحكومي للرابع من يناير 2010، ليفاجئه حراك 20 فبراير الذي مهد لإنهاء سابق لأوانه لتجربته الوحيدة في الحكومة.

    هذا الرباطي من أصول الجنوب، ارتبط في ذاكرة الكثير من الاتحاديين بالتنظيم الحزبي، اسم يحفظه الاتحاديون كما سيحفظه من ورث الحزب بعدهم, لشكر حاضر هنا، و هنا، و هناك، لا فرق، يحفظ الخريطة التنظيمية بدقة و يحفظ أسماء المناضلين داخل هذه الخريطة بأكثر من الدقة.

    عرف إدريس لشكر الاتحاد الاشتراكي داخل خلية تلاميذية شكلها أحد الاساتذة الاتحاديين بإحدى ثانويات الرباط، التحق بالجامعة في كلية الحقوق بالرباط سنة 1972، حيث انخرط في خلية أخرى للطلبة هذه المرة.

    في سن الواحد و العشرين انتخب عضوا في المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية (1975). ونصيبه من الاعتقال كان في أول محاكمة بالدار البيضاء سنة 1976، حيث كان من بين المعتقلين ضمن عدد من الاتحاديين، بينهم “فجري الهاشمي” و المرحوم “وديعة الطاهر” و “لحسن القرني” و غيرهم من أعضاء القطاع الطلابي بالبيضاء. حكم على المعتقلين بسنتين سجنا نافذا، قضى منها تسعة أشهر.

    إدريس لشكر في السياسة يختلف عنه في الحزب، فهو السياسي الذي يرافع بصوت قوي، صدح به كثيرا داخل البرلمان، قبل أن يخرج منه في انتخابات 07/09/2007، تاركا وراءه صدى الصوت يتردد، صدى يجعل الكثير من الرفاق و الخصوم على حد سواء يسعون لاستشارته في قضايا أمام البرلمان.

    و هو القيادي الحزبي الذي يتقن الحساب، و يعرف من معه و من ليس معه، و في حديثه إليك يسحب ورقة من جيبه و يبدأ عد الخريطة الحزبية بفروعها و شخوصها.

    قبل انعقاد المؤتمر الثامن، أدرك الرجل بفطرته التنظيمية القوية أن الفائز في السباق نحو الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيكون خاسرا في جميع الحالات، قد يخسر رفاقا له ساهموا في صناعة تاريخ الحزب، لأن لا أحد يضمن بأن يستمر توافق بدأ بما هو أكثر إثارة لحساسية، القضية التنظيمية، كان يقصد حينها نظام اللائحة. صدقت رؤياه و تراجع الحزب عن النظام برمته بعد تعليق المؤتمر الثامن في شوطه الأول.

    لشكر يراهن من جديد في انتخابات 8 شتنبر، على استعادة توجه الاتحاد الاشتراكي و وضعه من جديد في السكة الصحيحة وحصد أكبر عدد من المقاعد و الحقائب الوزارية، وضمان تقاعد سياسي وتدوين اسمه ضمن كبار الاتحاد الاشتراكي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    عزيز أخنوش رئيس الحكومة يتباحث مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية