في ذكرى وفاتها..أبو السهل يكتب: السعدية *ثريا جبران* سلام عليك في ذكرى الرحيل

في ذكرى وفاتها..أبو السهل يكتب: السعدية *ثريا جبران* سلام عليك في ذكرى الرحيل

A- A+
  • رثى محمد أبو السهل الصحافي والإعلامي الممثلة القديرة والوزيرة السابقة ثريا جبران، في ذكرى وفاتها الأولى بعد مرور سنة على مغادرة الحياة، اليوم الأربعاء 25 غشت، بكلمات مؤثرة واستحضر في رثائه المعنون بـ”السعدية *ثريا جبران * سلام عليك في ذكرى الرحيل” .عددا من الخصال والمحطات المشرقة في مسار الفقيدة المسرحي والسينمائي الممزوج بالنضال والإبداع

    يقول أبو السهل:

  • مرت سنة على وفاة السعدية قريتيف ( ثريا جبران ) …الفنانة سيدة المسرح المغربي التي ودعتنا …في مثل هذا اليوم …الاثنين مساء سلمت السعدية – الثريا الروح لباريها ووصلنا النعي بنبإ صادم في وقت كنا نترقب شفاءها وتغادر المصحة ….هكذا أراد الله السعدية – الثريا – دخلت المصحة راجلة و غادرتها في كفن و صندوق…مخلفة رصيدا ثمينا في الإبداع الصادق و الرائع و تركت الجميع في خندق الحزن …

    و في ذكرى رحيلك – ثريا – نستحضر مسار بنت الشعب التي صعدت فوق الخشبة عاشقة للفن و لم تنزل إلا عند مغادرة مسرح الحياة …

    السعدية – ثريا – رأت النور في سادس عشر أكتوبر 1952 و إستنسقت أولى النفحات في حيي بوشنتوف بدرب السلطان من عائلة حداوية …بيضاوية أصيلة و جذبها عشق فن المسرح وارتبطت به بالحب و الصدق و الوفاء …من مسرح الهواة إلى فرقة الأخوة العربية إلى مدارس مغربية أخرى …مسرح الفرجة – مسرح الشعب – الفنانين المتحدين- الطيب الصديقي قبل أن تنتقل إلى المقاولة الفنية و تؤسس فرقة مسرح اليوم …و في مسار فرض الجهد و التضحية و التفاني تميزت ثريا – السعدية بالحضور الوازن و الصدق في الأداء و إحترام الجمهور و أكدت بأدوارها في الأعمال – المسرح – التلفزيون – السينما و كذا وصلات الإشهار .. إنخراطها التلقائي في قضايا الوطن مما جعل مساحة إسمها تتسع وتحضى بشعبية فريدة حولتها * فنانة الشعب * …و قاسمها الجمهور التوهج و التألق و بكاها عندما امتدت أيادي آثمة مارست عليها الاختطاف و التعنيف ظلما !!!

    السعدية – ثريا الفنانة الوحيدة التي تم تعيينها وزيرة للثقافة في سابع عشر أكتوبر 2007 وفي المبادرة رسائل و إشارات للملك محمد السادس، الذي كرم من خلالها أسرة الفن والإبداع و تابعنا كيف انتقلت سيدة المسرح المغربي إلى الحكومة منخرطة في البناء تحرك أوراشا ثقافية كبرى …المكتبة الوطنية – المتحف الوطني – المسرح الكبير بالرباط – المعهد العالي للموسيقى و الرقص ….و بصمت مسارها بإنجازات ترجمت اهتمامها برفاقها في الفن … المرأة بالكاريزما المميز لم يغيرها منصب الوزيرة و استمرت أكثر قربا من البسطاء مختلف شرائح المجتمع دون أن تهجر جغرافيا الهامش و تابعنا كيف كان الوطن حزينا و هو يودع بنته ثريا – السعدية – و كيف بعث الملك تعزية في وفاتها محملة بمعاني الاعتراف و التقدير و الشعور بالألم ..من بين ما جاء فيها :

    ” …إن وفاة الفقيدة لا يعد خسارة لعائلتها الصغيرة فحسب ، و إنما للأسرة الفنية المغربية بصفة عامة …”

    ” … و إننا لنستحضر في هذا الظرف الأليم مناقب الراحلة المبرورة التي كانت تحظى بتقدرنا لما كانت تتحلى به من خصال إنسانية عالية و لما عهدناه في شخصها من تفان و نكران ذات ،لا سيما خلال مزاولة مهامها الحكومية ، و من قيم الوطنية الصادقة …”

    ثريا – السعدية …لم تكن امرأة عادية …جسدت قيمة و قامة الفنانة التي تحمل الوطن في القلب سعت لإسعاد الآخرين و أصرت على تقديم الجاد فوق الركح و أمام الكاميرات …إمرأة …إنسانة لا تتكرر ..

    ثريا – السعدية و نحن في زيارة قبرك أتذكر وصيتك ، في بيتك ( الصورة ) و أنت تجمعين حبيبتك لدخول مصحة الشيخ خليفة ….و بإيمان قوي … كنت تجمعين حاجاتك و تستعدين ل الوداع… هكذا هم الحكماء…لا تفاجئهم الموت لأنهم دوما على أهبة الرحيل…أوصيت الحاج محمد تاج الدين أن يوفر لك قبرا في مقبرة الشهداء و أوصيتيني بدفنك …..

    نعم ثريا – السعدية – كنا و لازلنا على العهد وفاء للواجب تربطني بك المحبة النقية و الصادقة دون منافع …أنت الفنانة و الصديقة و الأخت قبل النسيبة …لم تربطني بك منافع ترمي إلى تلميع صورتي اقترانا بمركزك لأنني كون ذلك …

    ثريا – السعدية – هل تسمعيني ؟؟؟

    لن ننسى طلعتك البهية على كل الذين تقاسمينهم الهموم و المشاعر و الحياة …أعطيت حتى العضم بحب و بسخاء في الفن و الإبداع و الخير بقوة و إنسانية و وطنية جامعة …

    نتقاسم الحسرة و الألم في رحيلك

    ثريا – السعدية …سلام عليك …أجدد العزاء لأخواتك الحاجة فاطمة – نجاة – زوجتي سومية و إخوتك مصطفى – الأستاذ خليل و عبد الإله و نرجو الرحمة لأختك الراحلة خديجة وأخيك بوشعيب …و في ذكراك الطيبة أتقاسم الموعد بحمولته الإنسانية …بالبراءة و الروابط العائلة النظيفة – دون السعي وراء ركوب الحدث – حاشى الله – نتقاسم اللحظة مع بنتيك عائشة و سارة و أفراد الأسرة و العائلة الفنية ……

    ثريا – السعدية – سلام عليك و أنت تطوي بابتسامتك العذبة مسارا كان فيه العبور و صدى العبور …سلام عليك أن تكوني في جنة الرضوان …

    سلام عليك سيدتي …أختي …لن ننساك….

    أنت في القلب و في الذاكرة

    ثريا – السعدية ….إلى الأبد

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    سفارة تايلاند بالرباط تؤكد استعدادها التعاون مع المغرب بشأن”اختطاف شباب مغاربة”