أبو وائل يفضح الأسباب الحقيقية لرفض جنرالات الجزائر اليد الممدودة للمغرب

أبو وائل يفضح الأسباب الحقيقية لرفض جنرالات الجزائر اليد الممدودة للمغرب

A- A+
  • كعادته كل يوم أحد، أشار أبو وائل الريفي في بوحه اليوم الأحد 15 غشت الجاري على قناة “شوف تيفي”، إلى الموضوع الذي خيم على النقاش العمومي والخاص لهذا الأسبوع، وهو تخصيص المغرب لطائرتين متخصصتين في إطفاء الحرائق بتعليمات ملكية لمساندة الجزائر في إطفاء الحرائق المشتعلة في 16 ولاية، لكن الأخيرة اختارت كراء الطائرات على القبول بها كمساعدة من المغرب.

    وأوضح أبو وائل بأنه ” لا يمكن تغطية ضوء الشمس بالغربال فإنه لا يمكن حجب مبادرة المغرب عن الشعب الجزائري الذي تفاعل معها في مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب مقابل التجاهل الرسمي والإعلامي بأوامر من الجنرالات، حيث ما زال حكام الجزائر يشتغلون بعقلية قديمة للأسف تتماهى مع وكالات الأنباء الرسمية التي تتصور نفسها المصدر الوحيد للخبر، إذ عكس خطاب تبون إرادة حكام الجزائر في تعطيل الاتحاد المغاربي لأن دول الاتحاد إن لم تتداع إلى بعضها البعض في مثل هذه الشدائد فمتى ستتحرك؟ وما جدوى هذا الاتحاد عمليا بالنسبة للشعوب إن لم تر فائدته في هذه اللحظات؟ هل يعي تبون وجنرالاته الجريمة التي ارتكبوها في حق الشعب الجزائري والغطاء الغابوي الجزائري برفض اليد الممدودة من المغرب بدافع إنساني لا غير”.

  • وأضاف أبو وائل “بان الرئيس الجزائري في حواره الصحفي مدافعا عن الجيش أكثر من دفاعه عن الشعب وهو ما يوضح أن مصدر مشروعيته هو العسكر وليس الشعب. كما بدا في خطابه ملتمسا الأعذار للجيش بشكل مبالغ فيه متناسيا الإشارة إلى أن التمويل الذي يذهب إلى جبهة البوليساريو ضدا على إرادة الجزائريين كان يمكن أن ينفعهم في هذه الضائقة التي نتمنى كمغاربة أن يتغلب عليها الجزائريون عاجلا وبأقل الأضرار، حيث حاول تبون تجاهل دعوة المغرب بتخصيص حيز زمني قصير لها ولكنه تناسى أن المغرب كان حاضرا في كل فقرات حواره، بل شكل المغرب العمود الفقري لكل كلامه لأن دعوة المغرب وتطوره ونجاحاته صارت هاجسا مؤرقا لتبون وكل المتنفذين في مربع الحكم في الجزائر. وهنا يبرز الفرق الشاسع بين دعوة المغرب ورفض الجزائر”.

    لقد كانت دعوة الملك محمد السادس منسجمة مع استراتيجية المغرب التي لم يخفها أبدا، بل بسطها بوضوح تام في الخطاب الملكي بأديس أبابا أثناء القمة 28 للاتحاد الإفريقي في يناير 2017 حين ركز على التعاون جنوب جنوب ووضح أن المغرب يتقاسم ما لديه مع الأفارقة دون مباهاة أو تفاخر، وأنه أحرص على أن تكون الريادة للقارة الإفريقية وليس للمغرب، وأنه بمجرد استعادة المغرب لمكانه فعليا داخل الاتحاد، فإن جهوده ستنكب على لمّ الشمل والدفع به إلى الأمام. والحقيقة أن هذا الخطاب يستحق الرجوع إليه كثيرا لفهم خطوة المغرب تجاه الجزائر ووضعها في إطارها الاستراتيجي وسياقها الظرفي.

    وقال أبو وائل بأن “الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن على الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدته التأسيسية. وقد بصم خطاب تبون الأخير على صحة هذا التشخيص الملكي وصواب استنتاجاته. حكام الجزائر يطلبون عون الدول الأوربية ويتجاهلون عرض دول مغاربية ويرفضون حتى الرد عليها رسميا ويفضلون استمرار الحرائق. يفضلون كراء طائرتين على أخذهما من المغرب بدون مقابل لأن من شأن ذلك حسب منطقهم الأعوج إظهار جنرالاتهم في حالة ضعف وفشل. إنه العبث بمصير الشعوب والمنطقة وتفضيل إحراق البلد على قبول عرض المساعدة لأن ذلك يعني عند حكام الجزائر اعترافا بالتفوق المغربي وفشلهم كحكام أداروا البلاد منذ الستينيات. هذه هي العقدة الملازمة لحكام الجزائر والتي يلزم انتظار وقت طويل ليتخلصوا منها ولكن في انتظار ذلك سيدفع الشعب الجزائري والاتحاد المغاربي الثمن”.

    وأفاد أبو وائل “بأن المغرب لم يقف متفرجا بعد هذا الخطاب، بل بادر بعد شهور بتقديم مقترح للجزائر بمناسبة خطاب الذكرى 43 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2018 لأن عامل الوقت مهم والمغرب لا يضيع فرصة لتفعيل الاتحاد المغاربي باعتباره نقطة الضعف الأساس في الاندماج داخل القارة الإفريقية. وحتى بعد تجاهل الدعوة من طرف الجزائر التي حكم ردَها منطق سياسوي ضيق كرر المغرب العرض ثانية في خطاب العرش الأخير. وهذا هو الفرق بين من ينطلق في سياساته من تصور واضح وثابت مبني على تشخيص موضوعي وتحديد دقيق لماهية المصالح المشتركة وبين من تحكمه هواجس وأساطير وتتحكم فيه لوبيات تنتعش فقط في الأزمات والصراعات”.

    وأكد أبو وائل “بأن الذي أثاره أكثر في حوار تبون ليس رده على المغرب ولكن وجه الإثارة تمثل في منطق تبون في الدفاع عن مقاربة الجزائر التي حكمها الاعتراف بالفشل الدبلوماسي قاريا ودوليا والارتكان إلى حنين أسطوري من صنع الخيال مع محاولة إضفاء صبغة الحقيقة على قوة الجزائر قاريا بافتعال معطيات، حيث قال بأنه في بداية التسعينيات كانت دراسات أمريكية تقول أن الدول المؤثرة في إفريقيا ثلاثة هي الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا.

    وهنا كذلك يكتشف الجزائريون قصر نظر الرئيس ورهنه مستقبلهم ومصالحهم بقضية لا تهمهم وليست مصيرية مقارنة مع فتح الحدود وتطبيع العلاقات. ولذلك قلنا في البوح السابق بأن المبادرة المغربية أحرجت النظام أمام شعبه وفضحت أنه صار يرى مستقبل البلاد بعيون البوليساريو ويصر على رؤية التحولات ب”عين ميكا”. لا يريد حكام الجزائر رؤية العدد المتزايد للدول التي سحبت اعترافها بجمهورية الوهم وعدد القنصليات التي تفتح في الصحراء المغربية والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والجمهوريةُ الوهمية التي لا وجود لها دوليا إلا في الاتحاد الإفريقي وقد صارت تضيق عليها الدائرة فيه بعد النشاط الدبلوماسي الفعال للمغرب. لا يصح إلا الصحيح، والمغرب يحصد بعد عقد من الزمن ما زرعه بمبادرة الحكم الذاتي. وما زال العاطي يعطي.

    واختتم أبو وائل حديثه قائلا “هذه إذن هي الأسباب الحقيقية التي جعلت جنرالات الجزائر يرفضون اليد الممدودة من المغرب ويدقون ناقوس الخطر ويستنجدون بالحرس القديم ضدا على مطالب الحراك الشعبي. وهي أسباب لن تنفع البلاد في شيء ولن يستفيد منها الجزائريون كذلك ولن تفيد المنتفعين من الوضع القائم لأن التحديات القادمة أكبر من أن ينجح في مواجهتها تبون وفريقه العسكري بهذه المقاربة التي ترى في نجاحات المغرب تهديدا وجوديا لهم. في العلاقات الدولية يمكن للكل أن يكون رابحا إن أحسن تدبير علاقاته وأجاد قراءة التحولات المحيطة به ونجح في توجيه بوصلته في الاتجاه الصحيح ولم يضعها ضد التيار”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    رسميا: تعيينات جديدة بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري