أبو وائل : الخطاب الملكي بمضمونه وتوقيته ومقاربته ضربة في مقتل لحكام الجزائر

أبو وائل : الخطاب الملكي بمضمونه وتوقيته ومقاربته ضربة في مقتل لحكام الجزائر

A- A+
  • كعادته في كل نهاية أسبوع، تطرق أبو وائل في بوحه اليوم الأحد 8 غشت 2021، على قناة “شوف تيفي” لأبرز حدث ميز الأسبوع الحالي وطنيا وإقليميا ودوليا، وهو الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش في الدكرى الـ 22 لجلوسه على عرش أسلافه.

    وخصص أبو وائل حيزا معتبرا من بوحه للخطاب الملكي التاريخي، الذي تطرق فيه إلى العلاقة مع الجزائر ودعوة الملك إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر، حيث أشار أبو وائل إلى العديد من الأسئلة بينها، ما علاقة العلاقة بين الجزائر والمغرب وفتح الحدود بينهما بقضية الصحراء المغربية؟ وما موقع البوليساريو في أمر يخص شعبي المغرب والجزائر؟ وهل لا يمكن تصور تحسن العلاقة بين البلدين في مجالات لا خلاف فيها مع إبقاء الحوار مستمرا في القضايا الخلافية؟ وهل استمرار إغلاق الحدود بين البلدين يمكن أن يحلحل الوضع في ملف الصحراء؟

  • وأفاد أبو وائل بأن لحكام الجزائر أن يسلطوا أذرعهم الإعلامية والسياسية وطابورهم الخامس، ولهم أن يقرؤوا الدعوة الملكية بعقلية المؤامرة كما يشاؤون، ولكن الحقيقة أن الخطاب الملكي بمضمونه ومقاربته وشكله وتوقيته ومناسبته وسياقه كان ضربة في مقتل بالنسبة لحكام الجزائر لاعتبارات متعددة نوجزها في ثلاث، حيث عزلت المبادرة الملكية النظام العسكري الجزائري عن شعبه، وبينت أن آخر همه هو مصلحة شعبه، وأنه أسير حسابات سياسوية تستحضر مصلحة جبهة البوليساريو أكثر من مصالح الجزائريين. يعي الجزائريون جيدا فوائد فتح الحدود بين البلدين اقتصاديا واجتماعيا، وخاصة في ظل هذه الظرفية التي تتزايد فيها تداعيات جائحة كورونا على الجزائر، وهم أدرى من حكامهم بحقيقة المغاربة جيرانهم وأبناء عمومتهم، ولذلك فقد حقق الخطاب الملكي هدفه ووصلت الرسالة لأحد المعنيين بها، وهو الشعب الجزائري، بشكل غير مشفر.

    كما، عزل الخطاب الملكي النظام عن نخبة جزائرية صادقة في بناء الاتحاد المغاربي وكانت تنتظر فرصة مثل هذه لالتقاطها لتسوية وضعية شاذة في العالم، وهي إغلاق حدود دولتين جارتين لأسباب لم تعد قائمة. أكبر متضرر من عناد الجنرالات والمستفيدين من هذا الوضع هو النخبة الجزائرية التي يضيق عليها النظام الجزائري هامش التحرك لتحسين العلاقة بين البلدين. وهذه مناسبة أخرى للتذكير بالدور الواجب على المثقفين والأكاديميين والجمعويين والنخب من كلا البلدين لتحسيس الحكام والشعوب بكلفة إغلاق الحدود وثمن تعطيل بناء الاتحاد المغاربي وبأن الوحيد الذي يؤدي الثمن هو الشعوب.

    وأوضح أبو وائل بأن المبادرة الملكية كشفت حكام الجزائر أمام المنتظم الدولي، وبينت أنهم الأحرص على استمرار التوتر وسوء التفاهم وأنهم أكثر استعدادا لتأجيجه بالكذب والادعاء على المغرب لإجهاض المبادرة في أقرب وقت. وقد أصبح حكام الجزائر اليوم في موقع دفاعي وحرج لأنهم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتبرير أسباب إصرارهم على الاستمرار في إغلاق حدود لما يقارب ثلاثة عقود من الزمن، وعليهم وحدهم تحمل تبعات هذا التوتر بين البلدين في ملفات أخرى مثل الإرهاب والهجرة غير النظامية والجريمة. وهنا تتضح أكثر فعالية المبادرة الملكية في هذه الفترة بالذات.

    وثالثا، فضحت المبادرة الملكية حقيقة جنرالات الجزائر الذين لا يتصورون استمرار سيطرتهم على مقدرات الشعب الجزائري بدون وجود عدو. يتوهم نظام العسكر أن وجود عدو، ولو كان وهميا، عامل أساس لتقوية وحدة مصطنعة وجبهة داخلية تتفكك يوما بعد آخر بعدما تناسلت فضائح جنرالاته حول نهب ثروات البلاد ووضع مقدراتها لخدمة حركة انفصالية مقابل تفقير الشعب وقمعه والعجز عن التجاوب مع مطالبه. وقد عرى الحراك الشعبي تسلط هذا النظام وعدم قابليته للإصلاح من الداخل، وعرت جائحة كورونا عجزه عن تأمين صحة الجزائريين.

    ولذلك، لم تعد تنطلي عنترياته على الشعب مثل الجولات المكوكية للعمامرة للوساطة في ملفات تتولاها جهات أخرى مثل الوساطة بين مصر وإثيوبيا في ملف سد النهضة وتكرر زياراته لتونس بحثا عن دعم لها للجزائر مستقبلا على حساب المغرب. هكذا يظن العمامرة الذي يقرأ التحولات في المنطقة بأدواته القديمة التي عفا عليها الزمن ولم تعد صالحة اليوم.

    وقال أبو وائل، بأن الواقع الذي لا يرتفع ويراه الجزائريون بالعين المجردة هو فشل نظامهم في الاستجابة لمطالب الحراك الذي ركب عليه تبون وشنقريحة وسموه مباركا حتى تمكنوا من الحكم لينقلبوا عليه ويسحبوا منه صفة المبارك ويعرضوا عن الإنصات إلى مطالبه. والواقع الذي يعايشه الجزائريون يوميا هو قمع الحريات والانتصار لإعلام الرأي الواحد وقد اكتملت “الباهية” نهاية الأسبوع الفارط بسحب الاعتماد الممنوح لقناة “العربية” بالجزائر ليكون مصيرها مشابها لقناة “فرانس 24” التي سحب منها الاعتماد في شهر يونيو الفارط والتهمة الجاهزة دائما هي “التحامل المتكرر على الجزائر ومؤسساتها” و”عدم احترام قواعد أخلاقيات المهنة” و”ممارسة التضليل الإعلامي والتلاعب”، وهذه مناسبة للتأكيد على أن المغرب يتعرض لقصف ممنهج من منابر كثيرة ولكنه لم يوقف بثها ونشرها، وهي مناسبة للطوابرية الذين صمتوا عن المنع الذي تعرضت له قناة العربية وكأنه لا يعنيهم، أم ربما الخط التحريري للقناة لا يخدم مصالحهم ولا يتوافق مع الأجندات التي يخدمون.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي