المغرب يتجه نحو المستقبل

المغرب يتجه نحو المستقبل

A- A+
  • ها هو المغرب يؤكد أنه قادر على الذهاب إلى أبعد مدى، متسلحا بالإيمان باستراتيجية رؤيوية لملك قلبه مع المغاربة ويضع نفسه في خدمة مستقبل المغرب، وبثقة في كفاءات نسائه ورجاله، عبر تحويل الأزمات والأوقات العصيبة إلى نجاحات بلا حدود، ولحظات للإقلاع نحو المستقبل.. كان من الممكن للدولة أن تبرر في هذه اللحظة كل شيء، فقر وهشاشة وقمع ويأس عام.. وتجعل من الوباء الذي ضرب العالم لحظة للتراجع عن كل المكتسبات، أو على الأقل أن تتباكى على المديونية وضعف الميزانية واستنزاف الوباء لثروات المغرب التي اتجهت جلها للجانب الصحي لرعاية المواطنين وحمايتهم من مصائب وباء كوفيد 19… لكن ما حدث هو العكس، فبالرغم من عمق الأزمة، انبثقت مشاريع كبرى غير متوقعة، واستمر المغاربة يتمتعون بحرياتهم وبحقهم في التعبير عن مطالبهم، وتجندت الدولة بكل مؤسساتها لخلق لحظة تاريخية عنوانها الرئيسي: التوجه بثقة نحو مستقبل أكثر إشراقا، وجعل الأزمة محفزا لإقلاع اقتصادي واجتماعي يهم كل المغاربة ولفائدة هذا الوطن الذي يشرفنا الانتماء إليه..
    منذ بدء الجائحة، أبان الملك محمد السادس عن حدس استشرافي وحس وطني عالي، ضحى بالاقتصاد من أجل حماية الإنسان، فكانت السياسة الاستباقية لغلق جميع المنافذ التي يتسرب منها الوباء، ودعم الفئات الهشة لشهور عديدة، ثم البحث عن طريق الحرير الصحي، الذي مكن المغرب من إنتاج الكمامات والمعقمات والسوائل المطهرة والأسرة الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعي، مرورا إلى ملحمة تلقيح أزيد من عشرة ملايين مغربي.. هذه الملحمة ساهم فيها بالكثير من نكران الذات والتضحية وروح المواطنة المرتفعة حاملو الوزرة البيضاء من أطباء وممرضين وصيادلة، نساء ورجال، مدنيين وعسكريين، ورجال ونساء الأمن بكافة أصنافهم، وكذلك المواطنون والمواطنات الذين مهما كانت مؤاخذاتنا على بعض السلوكات النشاز، كانوا في مستوى اللحظة التاريخية، ونجحنا جميعا في ضمان عدم انهيار المنظومة الصحية وفي الخروج من الوباء الكاسح بأقل الخسائر الممكنة..
    وجاءت المبادرة الملكية بداية هذا الأسبوع، لتشرع الأمل في المغرب كبلد رائد على المستوى القاري والعالمي، من خلال المشروع المهيكل الذي سيمكن المملكة من التوفر على قدرات صناعية وبيوتكنولوجية شاملة ومندمجة لتصنيع اللقاحات بالمغرب، و في ظل أربعة أشهر سيتمكن المغرب شهريا من إنتاج أكثر من خمسة ملايين لقاح مضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا في مجال صناعة التعبئة والتغليف.. هذا هو مغرب المستقبل، أزمة كورونا ستعبر، والرؤية الملكية تود حماية الأجيال القادمة من المغاربة، من محنة وباء أشد لاقدر الله، هذا هو ما أشرت إليه سابقا بتحويل الأزمات إلى نجاحات على أرض الواقع الملموس، لا بتسويق الأوهام، فالمشروع الضخم الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته يوم الإثنين الماضي “يكرس الإشعاع الدولي للمغرب ويعزز مكانته كمصدر للأمن الصحي في محيطه الإقليمي والقاري، في مواجهة المخاطر الصحية والاعتماد على الخارج والتقلبات السياسية”. كما جاء في بلاغ الديوان الملكي. إنه مغرب المستقبل الذي حول لحظة أزمة وبائية قاسية إلى لحظة إقلاع اقتصادي على طريق الحرير الصحي…
    نحن لم نصل بر الأمان بعد، وعلينا بعد كسب المعارك المتتالية من معركة التحكم في الوباء إلى حملة التلقيح حتى مشروع إنتاج اللقاح، أن نكسب الحرب ضد الوباء، وعلينا ألا نضيع ما راكمناه بالمزيد من الحذر، تنتظرنا لحظة عصيبة قبل أن نصل إلى شاطئ الأمان، وعلينا ألا نعصف بكل شيء خاصة ونحن على أبواب عيد الأضحى وعطلة الصيف، كورونا لم يغادر كوكب الأرض ولا يزال يتناسل ويتحور، وعلينا أن نستمر في الالتزام بالتدابير الاحترازية لنعزز وجه المستقبل المشرق للمغرب.. وهذه مسؤوليتنا الجماعية.. وسير على الله.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    عزيز أخنوش رئيس الحكومة يتباحث مع المدير العام لمنظمة العمل الدولية