جنرالات الجزائر يرسمون نهايات مأساوية لزعماء ميليشيات البوليساريو

جنرالات الجزائر يرسمون نهايات مأساوية لزعماء ميليشيات البوليساريو

A- A+
  • هكذا انتهى المطاف بمن ظلوا يركضون وراء الوهم لعقود، بعدما رفضوا عبثا مغفرة الوطن ورحمته، وارتضوا لأنفسهم الذل والمهانة وهم في أحضان جنرالات الجزائر، ليلقوا مصيرا مأساويا بتخطيط من صانعيهم، أو بالأحرى مهندسي النزاع المفتعل حول صحراء المملكة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي.

    هي نهايات غير مشرفة لمن اعتقدوا يوما أنهم زعماء، وما هم في واقع الأمر سوى قواد عصابات إرهابية تتحرك بإملاءات الأسياد وتأتمر بأوامر رموز النظام العسكري داخل مخيمات البؤس والظلال، بدءا بالقصة المأساوية التي قضت على طموحات مؤسس الكيان الانفصالي الوالي مصطفى السيد الذي اغتاله نظام بومدين فوق أرض موريتانيا في شهر يونيو من سنة 1976، مرورا بخليفته عبد العزيز المراكشي الذي عاش أصعب فترات حياته لحظات الغصة والمرارة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة مهملا داخل إحدى مستشفيات الولايات الأمريكية، في مصير مشابه لما عاشه محمد الخداد منسق الجمهورية الوهمية مع “المينورسو” الذي كانت وفاته غامضة في العاصمة الإسبانية مدريد، ومعه أيضا أحمد البوخاري ممثل الكيان الانفصالي بالأمم المتحدة الذي انتهى أمره طريح الفراش في إحدى مستشفيات مدينة “بلباو”.

  • آخر هذه النهايات المأساوية عرفتها قصة من يسمى بقائد سلاح الدرك في التنظيم الإرهابي الداه البندير الذي قاده التهور نحو مصيره المحتوم خلف الجدار العازل في غارة شنتها طائرة مسيرة تابعة للجيش المغربي بعدما سعى لقيادة هجوم على قواته وانطبق عليه مثل “الهاجم يموت شرع”، وهي الواقعة التي سبقت ببضعة أسابيع فقط، حادثة سقوط المدعو إبراهيم غالي طريحا على فراش العناية المركزة دون الإفصاح عن حقيقة ما أصاب وضعه الصحي، لتتقاذفه أيادي جنرالات الجزائر في اتجاه الخارج، ليستقر به المقام العسير في إحدى مستشفيات إسبانيا التي استقبلته بهوية مزورة وجواز سفر جزائري، في مسعى من نظام شنقريحة للتخلص منه هناك، كما فعل سابقوه مع معظم القيادات الانفصالية التي لفظت أنفاسها الأخيرة في إسبانيا، وكأن هذا البلد الذي يدعي أن المغرب شريكا استراتيجيا له، قبل على نفسه أن يكون مقبرة لجثت زعامات وهمية، إرضاء لرموز النظام الجزائري.

    واعتبر المحلل الأمني محمد أكضيض في تصريح لأسبوعية “المشعل”، أن المدعو إبراهيم غالي أو من سمي بن بطوش في أوراق هوية مزورة مكنته من ولوج إحدى مستشفيات إسبانيا بجواز سفر جزائري، “يعيش حاليا أحلك أيام حياته كما عاشها من سبقوه من خونة الوطن، حيث انتهى به المطاف كما نرى في واقع حاله اليوم، ذليلا، تتقاذفه الأيادي في الخارج وكأنه جمرة من النار، لا يرغب فيها أحد، في انتظار أن يلقى المصير المحتوم الذي أصاب من اعتقدوا واهمين أنهم فعلا زعماء، وما هم سوى قطاع طرق يقودون ميليشيات وعصابات إرهابية إجرامية تتحكم فيها الجزائر”.

    وأضاف أكضيض قائلا: “هذا الشخص المجرم الذي تلاحقه تهم ثقيلة من طرف القضاء الإسباني تتعلق بممارسة التعذيب والاختطاف والاغتصاب والقتل في حق مواطنين صحراويين محتجزين بالمخيمات، لم يعد “غاليا” كما يسمي نفسه، بل أصبح إبراهيم الرخيص بعدما خان وطنه ورفض نداء “الوطن غفور رحيم”، وارتضى لنفسه المهانة والارتماء في أحضان جنرالات الجزائر الذين استخدموه وأمثاله كدمية سياسية لمعاداة المصالح الحيوية والاستراتيجية للمغرب في محيطه الإقليمي والدولي، وذلك بعدما تحول إلى ورقة محروقة تم رميها فوق التراب الإسباني، في الوقت الذي انخرط فيه من كانوا يتحلقون حوله داخل ميليشيات هذا الكيان المرتزق، في سباق الظفر بمنصبه في انتظار أن يقرر النظام العسكري الجزائري في أمر من هو أنسب لمخططاته العدائية تجاه المغرب، وذلك بعدما رماه الجنرالات خارجا وكأنه لم يعد موجودا في لائحتهم”.

    من جهته، قال المحلل السياسي محمد شقير في تصريح للأسبوعية، إن ما يدفع جنرالات الجزائر إلى التحكم في مصائر قادة الجبهة الانفصالية، مرتبط أساسا بكون زعامات البوليساريو هو مشروع جزائري في الأصل، يدخل كمكون أساسي في استراتيجية عمل النظام العسكري المناوئ لسيادة المغرب على صحرائه، باعتبار أنه إذا كانت قضية الصحراء تشكل القضية الوطنية الأولى لبلادنا، فهي كذلك بالنسبة للجزائر التي تسعى جاهدة من خلال استخباراتها ومختلف أجهزتها العسكرية، إلى توظيف التحرك الانفصالي لمواجهة المغرب، وهو ما يعني أن كل الزعامات التي أشرفت على قيادة جبهة البوليساريو منذ تأسيسها، تم صنعها وتأطيرها وانتقاؤها من طرف النظام الجزائري، لتنفيذ السياسة المحددة لها في هذا الاتجاه.

    تفاصيل أكثر تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية “المشعل”، في ملف أعده الزميل عبد الواحد الوز حول موضوع “نهايات مأساوية لزعامات ميليشيات البوليساريو”، حيث استحضر فيه فصول أشهر النهايات المأساوية لقواد عصابات الجبهة الانفصالية، كما سلطت الضوء على دور جنرالات الجزائر وأياديهم الخفية في طي صفحات هذه الزعامات الوهمية وفتح أخرى، أملا في إطالة عمر النزاع المفتعل حول صحراء المملكة، وذلك كلما لاحت في الأفق بوادر انتصار دبلوماسي وسياسي ينذر بموت الأطروحة الانفصالية..

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي