شنت أمال العمري، رئيسة فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين، هجوما لاذعا تجاه قرار الحكومة باعتماد التوقيت الصيفي على طول السنة، في شخص محمد بن عبد القادر وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، يومه الأربعاء بمجلس المستشارين.

وقالت أمل العمري ”في الوقت الذي كنا نطمح فيه إلى دخول اجتماعي، مثمر محفز للأجراء والفئات الشعبية، بما يخفف عنهم أعباء الحياة سواء منها المادية آو الحياة بصفة عامة، مرة أخرى وتكريسا لمنهجيتها الانفرادية وفي خرق سافر للديمقراطية التشاركية التي جعلت منها هذه الحكومة شعارا أجوف، جاءتنا الحكومة بقرار ترسيم التوقيت الصيفي طوال السنة، وهذا القرار الذي تم اتخاذه بدون أدني استشارة مع المعنيين والذي كان أحرى بالحكومة أن تنهج بشأنه مشاورات واسعة مع كل الفقراء الاجتماعيين والاقتصاديين وجمعيات المجتمع المدني المعنية وجمعيات أباء وأولياء التلاميذ لما له من تأثيرات على حياة المواطنين.

ووصفت رئيسة الفريق النقابي بالغرفة الثانية للبرلمان، ” القرار تم اتخاذه بطريقة ارتجالية متهورة ونُفذ بسرعة مريبة، دون أن تكلف الحكومة نفسها عناء وضع الإجراءات المواكبة وبذرائع غير مقنعة بل واهية تفضح التخبط الذي ما فتئ يلازم الحكومة في أهم قراراتها المجتمعية وأنتم قلتم الآن بأن هذا قرار وطني”.

وأوضحت العمري ”فما كان للحكومة أن تستهين بالتأثيرات الوخيمة على فئات عريضة من المجتمع، الذي سيقلب رأسا على عقب نمط حياة مجتمع بأكمله، فهناك من العاملات من يضطرن إلى الالتحاق بالمعامل في جنح الظلام، وآباء وأمهات يشتغلن في القطاع العام والخاص سيضطرون لطرح أطفالهم فجرا قبل التوجه إلى العمل في غياب المداومة بالمدارس وضعف وتردي وسائل النقل ناهيك عن المخاطر الأمنية والصحية المحدقة بهم”.

وأضافت ”عن أي استقرار تتكلمون وعن أي دراسة؟ هذه الدراسة إذا لم تأخذ بعين الاعتبار الإكراهات السوسيولوجية للمغاربة وأوضاعهم المعيشية، كيف للحكومة أن تستهين بهذه التداعيات التي أشعلت نار الغضب وأفضت إلى احتجاجات عارمة غير مؤطرة تنظيميا، وغير مسبوقة للتلاميذ، منددة بهذا التوقيت ومطالبة بإسقاطه.

وختمت رئيسة الفريق النقابي تدخلها قائلة ” لذا نطالبكم بأن ترجع الحكومة إلى جادة الصواب وأن تختصر المرحلة التجريبية كما قمتم بالتنصيص عليها في المرسوم، وذلك بالتراجع الفوري عن هذا القرار غير المجدي وغير النافع والذي أثبت اليوم لا شعبيته، وإذا استمرينا باعتماد توقيت غرينتش فلن يقع شيء، والدليل أن إنجلترا تعتمد توقيت غرينتش وسط أوروبا”.

المصدر: شوف تي في