بوح الأحد:أسرار اعتقال زعيم حركة “شاربان” المتنفذة،وحقيقة الأمير الخليجي الخبير

بوح الأحد:أسرار اعتقال زعيم حركة “شاربان” المتنفذة،وحقيقة الأمير الخليجي الخبير

A- A+
  • بوح الأحد: أسرار اعتقال زعيم حركة “شاربان” المتنفذة، وحقيقة الأمير الخليجي الخبير وأسرار أخرى من وحي اللحظة

    أبو وائل الريفي

  • سُعِدَ أبو وائل كثيرا بمقال لأحد “أبرز الخبراء” في الملكيات العربية. إنه خبير استثنائي، لأنه يجري عملية جراحية ويمكث على سريره في المستشفى وهو ينتعل حذاء رياضيا وينام في صالونات المكتبات ماسكا كتبه القيمة ويجد سبحان الله من يصوره وهو نائم. لكن أجمل ما استرعى انتباه أبو وائل هو مقال للخبير بعنوان: “معاهدة إسرائيل والإمارات ليست تاريخية وأبوظبي تحمي نفسها بها من انقلاب في السعودية”، منطق هذا العنوان هو احتمال انقلاب عسكري في السعودية للإطاحة بمستقبل محمد بن سلمان. باقي المقال هو “بريكول” استراتيجي لا يليق برجل يقول أنه اختصاصي في الملكيات العربية. سقطة الخبير التي عنون بها المقال أو عنونه به صبيه التطواني أبو ندى اللندنية، العنوان هو تعبير مركز عن مضمون المقال أو الميساج المركزي أو الحقيقة التي يسعى كاتب المقال لترسيخها لدى المتلقي وهذا ما سيناقشه أبو وائل لأن هذا “البريكول” يبين أن صاحبنا ما زال أسير خلاصات القصور عن السعودية وأن الزمن الاستراتيجي عنده توقف عند الأيام الأولى من حكم الملك عبد الله رحمه الله. الأمير محمد بن سلمان حسب معطيات اليوم هو الرجل الأكثر شعبية في السعودية. إنه يمثل طموح جيل واسع من السعوديين خصوصا الشباب في التخلص من أثقال الوهابية والمحافظة المطلقة والتطلع إلى الحداثة وهو ما يسعى إليه محمد بن سلمان الذي يحظى بالدعم المطلق من الشباب السعودي. فما معنى أن ترسل السعودية آلاف الطلاب إلى الخارج للدراسة في أرقى الجامعات الغربية ويعيشوا في الغرب ردحا من الزمن في ظل قيم المقبلين على الحياة ليعودوا إلى أرض الحرمين ولا يتنفسون إلا مرة في السنة بالخارج أو بين الفينة والأخرى في البحرين أواخر الأسبوع يعيشون الحرية ويعودون ماسكين السبحة والعقال يتوجسون من مطاوعة مفتي الديار، وهو نفس الحال الذي تعيشه السعوديات اللاتي يشترين اللباس والحلي من أرقى المحلات في الخارج ويجبرن على ارتداء العباية السوداء والنقاب الأسود وتحتها “ذات” تلبس كريستيان ديور وغيرها من الماركات العالمية. لا تريد الناس بالضرورة الفجور، ولكن تريد أن تلبس الجينز وتمارس الرياضة في الفضاء الطلق وتأكل وتشرب بدون كمامة وهابية. إنهم يعيشون كوڤيد أبد الدهر.
    من يزور الرياض ويذهب إلى المقاهي وأطباقها العلوية سيرى إقبال السعوديين والسعوديات على الشيشة وأشياء أخرى، الناس تريد الحياة بعيدا عن دولة المطاوعة ومحمد بن سلمان هو أمل السعوديين في دولة نجد والحجاز المنفتحة على الحياة التي تكلف الاقتصاد السعودي خسارة بملايير الدولارات في الخارج، وهناك نماذج دبي وأبوظبي والبحرين غير بعيد عن السعودية حيث الخليج غير الخليج.
    بن سلمان لا يرفض اقتصاد الحج في “واد غير ذي زرع”، الذي أصبح بقدرة الله مركزا للعالم، حل دولة الفاتيكان موجود داخل الدولة الإيطالية، دولة للحرمين في قلب السعودية لها الحق في حرم مكة وحرم المدينة ولها حق المرور في الأتوستراد واستعمال مطار جدة الدولي ومطار المدينة تحت إشراف ورثة الوهابية قبل أن يتطور الطموح الإيراني إلى المطالبة بإشراف مجلس مكون من ممثلي الدول الإسلامية على البقاع المقدسة، وإحياء مطلب قديم من أيام الخميني الذي يريد حق شيعة علي في الإشراف و زيارة المقام في البقيع لكن أغلب الدول السنية أكيد سترفض حشر إيران أنفها في تدبير الحرمين.
    من هنا كان “بريكول” أمير الخليج لأنه يكتب بمنطق “الابتزاز المعرفي للملكيات العربية”، لكن الحال تبدل وأصبحت الملكيات العربية تسابق الزمن من أجل ضمان إعلام عالمي موالي لهذا أو ذاك لأنه ليس يسيرا أن تنافس السعودية وغيرها ، قطر صاحبة قناة الجزيرة في ضمان الدعم العربي الإسلامي.
    قطر لم تعد جزءًا من النظام العربي الذي ظلمها وتغاضى على إدلالها من طرف وجهاء الخليج، ولهذا اختارت أن تكون وكيلا إقليميا وإعلاميا لقومية أخرى.
    ولأن العالم العربي، الشرق الأوسط وشمال افريقيا MENA، ساحة صراع، وأحيانا يصبح ورطة للمتصارعين ومقبرة لهم، فكر كل لاعب من الكبار أن يكون له لاعب إقليمي يدير الصراع من خلاله عملا بفكرة أوباما “القيادة من الخلف” ولا يضطر للمواجهة والحضور المباشرين إلا عند الضرورة القصوى. لقد فكر كل لاعب إقليمي أن يكون له وكلاء في المنطقة. ولذلك صار للاعب التركي والإيراني والإسرائيلي وكلاء في المنطقة يصرفون أجندته مقابل تأمين مصالحهم وحمايتهم أو إرضاء لبعض غرورهم. والحمد لله الخريطة صارت اليوم أوضح.
    ما بين قطر وتركيا صار أكبر من التحالف ودون الاندماج، فهو تماهي كبير في كل القضايا تقريبا. تتعرض قطر لعدوان/ مقاطعة دول الخليج فتهب تركيا بسرعة لحمايتها عسكريا وتأمين استهلاكها للمواد الغذائية، وبالمقابل حين تعرضت تركيا لهزة اقتصادية بعد انهيار السوق المالية تسارع قطر لنجدتها فترد التحية بأحسن منها بضخ ملايير الدولارات ( 15 مليار دولار تقريبا).
    وتضع قطر رهن تركيا منصتها الضاربة قناة الجزيرة لتلميع صورة تركيا في العالم العربي وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد، وهي أكبر خدمة في إطار توظيف القوة الناعمة “السوفت باور” لإقناع الشعوب العربية بزعامة سنية لتركيا عوض الزعامة التقليدية والتاريخية للسعودية. وهنا تلعب قطر والجزيرة دورا خطيرا منذ أزمتها مع دول الخليج ومرورا بمقتل الخاشقجي ولم تنته القصة إلى كتابة هذه السطور لأن الخط التحريري صارت بوصلته معروفة ومحددة سلفا.
    يبرز التماهي الثالث في توظيف الإسلام السياسي، وخاصة في شقه الإخواني، لخدمة المشروع التركي. ونقول هناك المشروع التركي البارز، وهو مشروع قومي وليس إسلاميا، وسبحان الله كيف حدث هذا التحول الغريب دون أن ينتبه له كثيرون، وهذه مناسبة لتسليط الضوء عليه أكثر.
    لقد قاد أردوغان وأصدقاءه، وفي مقدمتهم عبد الله غل، انقلابا على نجم الدين أربكان الذي كان يمثل النموذج الإخواني ذي الهوى المشرقي، وعوضاه بحزب العدالة والتنمية الذي كان مزيجا بين وطنيين وإسلاميين وقوميين، ولكن إسلاميين متعاطفين مع التيار الصوفي الذي كان يجسده وريث النورسية الشيخ فتح الله ڭولن القريب من الغرب والمعادي للتقرب من الشرق والمعادي للإخوان المسلمين الذين لا يرى فيهم إلا سلفيتهم. وقد استمر هذا الدعم من طرف جماعة الخدمة لأوردغان مقابل استفادتهم من التوسع في كل دول العالم الإسلامي والعربي وافريقيا دعويا واقتصاديا وتعليميا إلى حين بروز الخلاف الكبير وتوفر اردوغان الداهية على وكيل ديني جاهز، هو الإخوان المسلمون، وحينها قاد حملة التصفية ضد كولن وجماعته بمبررات شتى ليس هنا وقت مناقشتها.
    اردوغان لا يهمه الإخوان ولا الإسلام ولكنه يركب الموجة لتحقيق حلمه السلطاني وزعامته الإقليمية للسنة مستفيدا من الفراغ الحاصل في المنطقة.
    على هذا المستوى، يبرز التماهي بين قطر وتركيا وتبادل الأدوار في احتضان معارضي الإخوان، فحين تضيق قطر درعا بهم ويشتد الضغط عليها ترحلهم لتركيا التي توفر لهم الإيواء وتنشئ لهم قنوات ومراكز يتكلف بالدفع لها الوكيل القطري.
    أما في فلسطين فيبرز التماهي بشكل جلي، وقد تجسد الأسبوع الفائت في الرعاية القطرية للتهدئة في قطاع غزة. قطاع غزة الذي صنع جزءا من مجد اردوغان حين انسحب غاضبا من جلسة في منتدى دافوس سنة 2009 احتجاجا على شمعون بيريز بينما بقي العربي عمرو موسى متفرجا، يتذكر أبو وائل  رد الفعل الشعبي آنذاك على هذا التصرف المخدوم جيدا وكيف استقبل الأتراك رئيس وزرائهم استقبال الفاتح. ولن ينسى الشعب التركي سلطانه الفاتح. لقد كنا محتاجين لعقد من الزمن ليخرج رفيق درب اردوغان ووزير خارجيته حينها ليوضح ما حدث بالضبط. لقد استبق اردوغان الموضوع فقال متهكما من داود أوغلو المنشق عنه والذي أسس حزب المستقبل “من كانوا معنا في مؤتمر دافوس، أسسوا الآن حزبا جديدا. وعندما قلنا في ذلك اليوم “One Minute”، كانوا يخافون من عواقب هذا الموقف”. هذا التصريح لم يرق داود أوغلو فخرج عن صمته وكشف لأول مرة أن أردوغان كان متخوفا من العواقب التي قد تحدث جراء موقفه الاستعراضي تجاه إسرئيل، وأنه عندما كان في منصب وزير الخارجية توسط لتهدئة الأجواء بين الطرفين.”في تلك الليلة، كنت أقوم بتحركات دبلوماسية بنفسي من وراء الستار من أجل جعل شيمون بيريز يعتذر لتركيا، في الوقت الذي كان البعض في دافوس وتركيا يخافون من تبعات موقف حادثة “one minute”، وهو نفسه (أردوغان) يعرف جيدا أن الاعتذار الإسرائيلي لتركيا جاء بعد حديثي الهاتفي شخصيا مع المسؤولين الإسرائيليين”.
    وفي لبنان وبعد زيارة ماكرون الأولى سارع ياسين أقطاي، مستشار الرئيس وكفيل الإخوان في الرئاسة التركية،  لزيارة بيروت وبعده وزير الخارجية القطري.
    وفي ليبيا يظهر التماهي أكثر. وقد شهدنا زيارة مشتركة لوزيري الدفاع القطري والتركي لطرابلس. من يتابع الملف الليبي لا يكاد يميز نقطة اختلاف بين البلدين.
    في اليمن يظهر الدور القطري ووساطته مع الإخوان المتمثلين في حزب الإصلاح لتسهيل الحلم التركي بالتحكم في أهم ممرات الملاحة الدولية (الموانئ والممرات البحرية) من خلال المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حيث باب المندب وسد الطريق على المصريين الذين وسعوا قناة السويس وكسر الحلم الإماراتي بامتلاك تلك الموانئ. لا يخفى على أحد دور إدارة الكوارث والطوارئ التركية  afad في محافظة شبوة التي يديرها محمد صالح عديو الاخواني.. وهذه المؤسسة هي واجهة لعمل الاستخبارات التركية  mit  وليس الوقت هنا للحديث عن التماهي بين البلدين في القرن الإفريقي.
    إن كل ما سبق يؤكد حقيقة واحدة وهي أن تركيا صاحبة مشروع بينما قطر تكتفي بلعب دور صارت تتقنه جيدا وهو الوساطة، وليس خافيا على أحد الصفقات والتسويات التي ترعاها قطر وتوقع في الدوحة بدءا بالشيشان وحوار الأمريكان مع طالبان وتصفية ملفات أسرى الدول الكبار ودفع فديتهم واحتضان المعارضة السورية والقائمة طويلة. ويترتب عن هذه الحقيقة أن تركيا لاعب إقليمي كبير بينما قطر مجرد وكيل و رديف ملحق إلى حين بالأمن القومي التركي.
    هذا ما لا يعرفه أمير بريكولات الخليج الذي تغريه العناوين. أمير مهووس بذاته دأب على نشر صوره منذ عودته لكي يحجر نفسه بيننا، صور كثيرة لم أجد من خيار إلا أن أعرضها على طبيب نفسي لكي يقدم لي خلاصاته حول رجل ينشر صوره مع خدمه التسع وهو يحمل كمامة “السيد”. و خصوصا صورته مع البستاني الذي رافقه في تنظيف حديقة القصر الواسع الملحق الخلفي بتوارڭة ودار المخزن غير أن معلومات أبو وائل تفيد أن عمال الأمير/ السيد لم يأخذوا أجورهم منذ ستة أشهر سبحان الله ومع ذلك سيتم استغلالهم، فهل سيكتب عن هذا الأمر أبو ندى اللندنية الكتاتبي الذي ينتظر هو الآخر مصاريف ندى في مدينة الضباب.
    أكيد لن يكتب لأن أبو ندى مكلف بمهمة باسم الذي بارت تحاليله وكمونه في 2018 لأن الرهان على المعايطي ومن معه الذي حرك كل ما تبقى معه من أجل الإطاحة بالرجال الذين يخدمون المؤسسات، حِمَايَةً للمغرب الذي يعشقون ومحمد السادس مصدر الشرعية ورمزها ووحدة التراب وعزته والحدود وقدسيتها، فعندما تخدم الرجال محمد السادس فإنها تخدم الشرعية وتخدم استقرار وحدة المغرب ومستقبل المغاربة جميعا.
    أتذكر زمنا ولى، زمن ادريس البصري ابن الشاوية القوي الذي سأخصص له بروفايلا  أكتبه للتاريخ، لرجل قضى مر من هنا، أكشف فيه طفولة ابن دوار لبصارة في لمناصرة  أولاد اسعيد، وكيف تصاهر مع من فتح له باب المجد وكيف عاش إلى جانب الدليمي  وكيف عاش محاولة أوفقير للانقلاب؟ وكيف نجا يوم حادث الطائرة؟ و تاريخ ابن “با العربي” حارس سجن عين علي مومن و كم كيلومتر كان البصري يمشي على قدميه حافيا لكي يدرس في ثانوية ابن العباد بسطات و قصة شيك بدون رصيد بقيمة 400 درهم لم تكن في حساب البصري القوي الذي خدم المغرب و ذهب مع نظام الحسن الثاني رحمه الله. لكن لا أحد إلى اليوم قال أن البصري سرق منه درهما واحدا.
    إنه حال الرجال التي تكره الفلس و تحب المغرب، أيا كانت قراءاتنا و اختلافاتنا حول طريقة تدبيره للأشياء إنها أسرار مرحلة. كيف أصبح وزيرا و من قدمه للحسن الثاني و كذا وجبته المفضلةالتي ستفاجأ المغاربة، ماذا كان يتناول الرجل القوي عندما يعود إلى بيته و ليالي معاناته التي لم يكن يعرفها إلا أقرب الناس إليه، الراحل صالح علابوش حتى لا نترك مُزَوِّرِي التاريخ يستأسدون، أبو وائل قرر أن ينفض الغبار عن جوانب أخرى من حياة الرجال حتى تكتمل الحقيقة و خصوصا قصة “تصريح شهداء كوميرة في البرلمان” بعد أحداث يونيو 1981، و كيف صال البصري في خدمة الحسن الثاني من 1984 إلى حين عودة الراحل الحسن الثاني من أمريكا أشهرا قبل وفاته في 1999، البصري آنذاك كان قد انتهى بشهور قبل وفاة الحسن الثاني. و إقالته في نوفمبر 1999 كانت مراسيم دفن له بعد وفاة سيده و صانعه و حاميه و معلمه باني المغرب الحديث و لن أنسى قصص بعض الزعماء الذين تزلفوا للبصري، و نالوا ما نالوا من اقتصاد الريع الذي يحن له البعض اليوم.
    لن أختم بوح الأحد بدون أن أتحدث عن فاتنات أخبار اليوم، الفاتنة الأولى التي يؤدي أجرتها وزير الثقافة وهي ترابط ضد المغرب في الفايس بلغة تدعو إلى الشفقة فإذا بها تتحول إلى مطوعة للحرف في تدوينة جميلة دفاعا عن بوعشرين وأخيه سليمان المنسي من اليوم الأول الذي انتهت صلاحيته الحقوقية عند المعطي لفائدة مدلل المعطي “عمر زانزان” فحل لوديسك ووكر ڭرين تاون للتجسس و كل الخدمات المدرة للدخل.
    و لا فائدة إذا كشفنا أن التدوينة الجميلة هي رسالة استرجاع ود كتبها من أسقط بوعشرين في لعبة “لْعَبْ كْبِير أخويا توفيق”، نائب رئيس منتدى الكرامة التابع للبيجيدي، البطل المغوار الذي يفهم في كل شيء محمد ريدة أو رضى بعد أن مرت علاقته ببوعشرين بمرحلة جفاء عندما اكتشف نزيل دار ضيافة التامك بعين البرجة أن المناضل الحقوقي احتفظ لنفسه بمبلغ محترم من أموال توفيق و نسي أن يعطيها لزوجة توفيق أو أخيه أو أخته لكي تصل إلى رودني ديكسون بطل نكبة بوعشرين.
    لقد وصلت رسالة محمد رضى باسم عفاف محمد رضى البرناني و كانت مشفوعة بصورة للكاتبة “المبدعة “التي تتشبه فيها بأڭاتا كريستي/ الحي المحمدي في البيضاء.
    الفاتنة الثانية أتانا صوتها مما تبقى من السودان الشقيق، رافقت بعلها رفعت الأمين إلى أم درمان و أجرها الشهري هي الأخرى يؤديه سعادة الوزير الشاب، مبروك عليكم المال السايب، كيف لا و مصالح الوزير تتأخر في صرف أجور الصحفيين القابضين على الجمر و تؤدي أجور مغتربات المعطي الذي سرق المساعدات و يكتنزها لشراء أملاك عقارية باسم الحقوق.
    حكاية بعلة ابن أم درمان لا تعرف من طرح أمرها و سعى لحصولها على العفو و توفق في ذلك و هو أمر سوف يكشفه أبو وائل عندما يسدل الستار عن محاكمة حبيبو سليمان و عندها ستكون ملزمة لترد على “صحافة البوليس” التي يجاهد ضدها المعطي لأنها رفضت أجندته و أجندة الطابور الخامس.
    معشوقة احبيبو سليمان لا تملك الذكاء الكافي لمحو أثار صفحة خميسة التي تعتبر هي الأخرى أكبر عملية تزوير للتوقيعات، فخميسة تحولت إلى خميسات و هناك من ٱصحابات خميسة اللآئي تفاجئن بإدراج أسمائهن في العريضة و آخر الكلام أن الأمور تتجه نحو المحاكم.
    معشوقة احبيبو سليمان نسيت أن كل شيء مكشوف و مُبَاح و متاح منذ ليالي هَايَسبرس و أن ابن أم درمان الذي حلم ببطاقة إقامة، عاد إلى السودان و أخد معه فاتنة حبيبو سوليمان، فهل دفن الماضي أم لازال مصرا على لجوء رفعت الأمين إلى أرض الرباط و إكراهات الحصول على الإقامة الدائمة سنرى، …المستقبل كفيل بالرد على سؤال عبد الكريم غلاب دفنا أم لم ندفن الماضي؟
    يتذكر أبو وائل يوم حصوله على الباكالوريا  كيف قدم و أصدقاءه السبعة طلب الهجرة عن طريق القرعة إلى أمريكا و كم كانت مفاجئة قبوله وحده دون أصدقائه. كان أبو وائل منتشيا بفرح طفولي بمستقبل في أمريكا لكن موقف أبو ادريس الكابورال شاف علي بن الحسن الريفي الآتي من الجدار صدمه، “مستقبلك هنا يا بني في هذه الأرض” يومها بكى أبو وائل و مزق غضبا ملف الهجرة و سمع من أبو ادريس حكاية الكولونيل محمد الغجدامي، بطل الجدار بدون منازع قائد الجيش الميداني الذي أمن بناء الجدار و جاب الصحراء من أقصاها إلى أقصاها إنه من الكولونيلات العظام في التاريخ العسكري، كل الذين تناوبوا على مناصب المسؤولية بعد مرورهم في الجنوب كانوا من تلامذة الغجدامي ابن غجدامة فخر المغرب. اسئلوا عنه من كان البوليساريو يلقبونه “جياب الصحراء”، اسئلوا عنه الجينرال لحبيب أيوب سيقول لكم من يكون الغجدامي الذي مات في صمت بعد أن أمن بناء الجدار و كان أسطورة عند الكابورال شاف أبو ادريس، نعم الغجدامي أسد الصحراء بدون منازع و يعرفه رجل الجزائر القوي السابق الجنرال خالد نزار أيام كان مكلفا بتندوف و لا شك سمع عن بطولاته الرئيس التبون أيام كان والي لتندوف، الغجدامي صانع كل هذا المجد الوطني مات في صمت.
    و شاءت الأقدار أن يقود عملية عودة الجنرال لحبيب أيوب إلى أرض الوطن، ولد القايد بن زروال الذي عاش مع الدليمي في التشابولا في الصحراء إلى جانب الغجدامي أيام بناء الجدار.
    هكذا تعلم أبو وائل تاريخ الرجال و حكمة الرجال، الآن بعد سنوات من وفاة أبو إدريس و نجاح شوف تيفي فهم أبو وائل بحكمة الكابورال شاف أبو ادريس ابن الجدار “مستقبلك هنا يا بني” كان يرى هجرتي لأمريكا كأنها خيانة للمغرب و للجدار الذي من أجله استشهد ثلاثة من أهلي و من أجل بنائه ضحى الرجال و الغجدامي كان بطلهم بدون منازع فرحمة الله عليه. كل خطوط الدفاع في العالم سميت بأسماء صانعيها فلماذا لا نسمي الجدار بخط الغجدامي أو خط الدليمي/ الغجدامي كما سمت باقي الشعوب الخطوط الدفاعية باسم صانعيها مثل خط بارليف وخط ماجلان…
    وأخيرا لابد من الحديث عن زعيم حركة “شاربان” سعيد ولد الخريبڭي الذي أسقطه الأمن الوطني، إمبراطور الطاسة في المغرب، ابن خريبڭة ورث الحرفة عن أبيه الڭراب و هاجر إلى إيطاليا قبل أن يعود إلى حرفة الواليدين دخل البيضاء و تحالف مع خبير الطاسة المضروبة و استفاد من الفساد الإداري ليبسط يده على 50% من خمارات البيضاء و يتحكم في أكثر من 25% من تجارة الطاسة في المغرب يقول الخبراء في الرواج التجاري أنه رقم معاملاته السنوي يتجاوز 60 مليار سنتيم وهناك من يتحدث عن 200 مليار، عنده استثمارات حتى في الصحافة له منابره الإعلامية منابر لوبي الطاسة و الفساد، يحركها كلما شعر أن هناك من يهدده كأحد المنابر المملوك لأحد شركائه في بار تاريخي في عين السبع. مملكة ولد الخريبڭي تطورت حيث فوجىء الرأي العام بحجز أكثر من 200 ألف من وصيلات الجمارك، ولد لخريبڭي كانت له جمارك خاصة به بلا خبار نبيل  لخضر و صحابو، و هناك من يقول أنه كان له المتطوعون من الفاسدين من كل الإدارات لخدمته لقاء أجر معلوم و أن الضابط الذي صفى مواطنه في مدينة الدار البيضاء كان من صقور ولد لخريبڭي وأنه يوم الحادث في هفويت بوانيي بالبيضاء كان الضابط يمارس عشقه لخمرة ولد لخريبڭي المضروبة في بار شريكه ڭرام و البقية تعرفونها.
    ولد الخريبڭي ربما كان له بوليسه الخاص الذي لا يأتمر إلا بأمره، ولد لخريبڭي سيطر على سوق أوروبا الشرقية التي يشتري منها الطاسة الرذيئة بأقل من دولارين للقنينة و يزود الزهراوي و غيره من باعة الطاسة المغشوشة. بدأ مشروعه التنموي رافعا شعار تقريب الطاسة من شعب شاربان و بدأ فتح نقط بيع القرب للطاسة وفي زمن الفساد، زمن سلطة الڭرابة بدأ الغزو غزو الأحياء المستهدفة و حصل على التراخيص إنه زمن خضوع المكلفين بإنفاد القانون إلى سلطة مال اللوبيات الفاسدة.
    ولهذا كان الرد على الخارجين عن القانون وحماتهم من الفاسدين التي أطلقها رجل وطني أولا، عاشق للمغرب ثانيا، حملة لضرب قلاع المتنفدين في كورنيش عين الذئاب بعد أن تمردوا على قرارات الحكومة الشرعية و اختاروا أن يخرقوا قانون الحجر الصحي و توفير محميات في الكورنيش حتى و لو ساهمت في تفشي الفيروس، لا تهمهم صحة شَارِبَانْ الذين يعودون إلى أحيائهم و شغلهم لينقلوا العدوى.
    وحده كعهده دائما كان الحموشي سباقا لإعلان الحرب على تجار الموت وهي حملة عَمَّدَتْهَا الصحافة بحملة “الأيادي النظيفة”، و في ظرف أقل من عشرة أيام انهارت كل قلاعهم، المغرب أولا فكيف لا نرفع القبعة عاليا لرجل بدأ بفساد بعض من رجاله المتواطئين مع الخارجين عن القانون و أعلن حملة لازالت مستمرة و في ليلة واحدة حجزت مليون قنينة في 10 مستودعات و أجهضت مخطط تقريب الطاسة من شعب شاربان ،حركتا طالبان وشاربان وجهان لعملة واحدة، عنوانها الخروج عن القانون و بناء محميات منفلتة خارجة عن القانون، عوينة الحجاج، سيدي الطيبي و عين الذياب كلها أسماء أرادت أن تنفلت من سلطة الدولة و الدولة لها حماة المقدس لا يتحركون إلا على قاعدة الثوابت، حماية للأمن القومي للمغرب.
    فمن يخطو خطو الحموشي و يعلن أيادي نظيفة أخرى حيث يجب، أم أن الحموشي سيبقى وحده كالعادة جدارا وحيدا من أجل حماية مؤسسات الوطن و مصداقيتها.
    أبو وائل يعرف أن الحموشي ليس في حاجة إليه ولا لغيره ليكتب عن أعماله و اعتزاز المواطنين بابن الفلاح البرنوصي تغني عن الكلام، لكن حملة الأيادي النظيفة بكل المقاييس هي عنوان لمرحلة في تاريخ المغرب الحديث، إنها تباشير مغرب الغد فتحية لرجل و لكل الرجال الذين كان لهم شرف حماية هذه الأرض منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
    وإلى البوح القادم

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”