لم يجد الكيان الانفصالي سبيلا لتغطية فضائحه بخصوص الوضع الوبائي الكارثي بمخيمات تندوف، سوى قمع وتخويف واعتقال الأطر الطبية، حيث شنّت، منذ يومين، حملات اعتقالات ليلية للعشرات منهم، بسبب نشرهم لمعطيات مخالفة لرواية الجبهة الوهمية، بخصوص الأرقام الحقيقية للإصابات وحجم الوفيات، وسرقة المساعدات الطبية والإنسانية الموجهة للمنطقة.

وحسب الصفحة الفيسبوكية لـ”فورساتين”، فإن الحملة التي تقودها القوات التابعة للكيان الانفصالي، شملت أيضا بعض الصحفيين والشباب المدونين ممن سلطوا الضوء على الواقع المرير لقطاع الصحة بالمخيمات، وأطلقوا نداءات بإنقاذ ساكنة المخيمات وتجاوز حالة الاستهتار التي تتعامل بها قيادته، مشيرة إلى أن الحملة لم تقتصر على القاطنين بالمخيمات، بل تجاوزتها لتصل إلى الأطباء الصحراويين بالخارج، ممن تحدثوا عن الوضع الصحي الداخلي بكل شفافية.

ووفق نفس المصدر، فإن “قيادة الكيان الانفصالي وجدت نفسها محرجة أمام كم التسريبات، والتسجيلات الصوتية التي نشرها الأطباء والعاملون بالقطاع الصحي بالمخيمات، بخصوص الأرقام الحقيقية للإصابات وحجم الوفيات، والتي فضحوا من خلالها رواية القيادة حول التحكم في الوضع وتوفر الأدوية والتجهيزات بالمرافق الصحية”، إذ كشفوا أن “هناك غيابا تاما للمعدات والتجهيزات التي تلقاها الكيان الانفصالي كمساعدات لمواجهة الوضع من طرف الدول المانحة، والتي تبرعت بملايين الدولارات وكميات هائلة من الأدوية والأجهزة الطبية، لم تجد طريقها إلى مكانها الصحيح، إذ تعرض كل شيء للسرقة والبيع من طرف القيادة”.

وتابعت الصفحة الفيسبوكية أن وكيل الكيان الانفصالي وجه اتهامات خطيرة للمعنيين؛ من بينها إثارة الهلع والتشكيك في قدرات “الجبهة الوهمية وتسريب معطيات حساسة تهمها، مشيرة إلى أن قيادة هذه الأخيرة توعدت المتواجدين خارج المخيمات بالاعتقال فور دخولهم إليها.

ولم تكتف الميليشيات التابعة للجبهة الوهمية، حسب صفحة “فروساتين”، بما سبق، بل حاولت خلق بهرجة مصاحبة للاعتقالات والاستدعاءات في حق المتابعين ظلما وعدوانا، حيث وجهت سيارات بمنبهات صوتية مرات متعددة، لأماكن إقامة المعنيين، بهدف التخويف وإيصال رسالة للجميع بضرورة التكتم على حقيقة الوضع الصحي الكارثي بالمخيمات.

المصدر: شوف تي في