الإعلام ”المستقل” والمال العمومي : العلاقة الشاذة متى تنتهي؟

الإعلام ”المستقل” والمال العمومي : العلاقة الشاذة متى تنتهي؟

A- A+
  • أبو وائل الريفي

    كثر الحديث هذه الأيام عن الدعم العمومي للصحافة أكبر إهانة في حق الإعلام “المستقل” في هذه البلاد..لقد آن الأوان لوقف تمويل الإعلام من المال العام وإعفاء الشعب المغربي من دفع تكاليف الحياة المخملية لبعض وجهاء الإعلام في المغرب.

  • لقد تحول الدعم العمومي عند بعضهم إلى ممتلكات في الداخل والخارج، فهل في زمن كورونا وتردي المستشفيات العمومية يذهب جزء من المال العام إلى جيوب باطرونا الإعلام..لقد كان مقبولا ومستساغا أيام المرحوم الحسن الثاني ووزيره في الداخلية والإعلام أن يتم دعم الإعلام الحزبي لترسيخ التعددية والتربية على المواطنة وتعزيز الديموقراطية الناشئة.

    هل تطور الإعلام مع الدعم؟ أكيد أن الجواب الحقيقي يوجد في أرصدة وجيوب بعض تجار الإعلام الذين تضاعفت ثرواتهم في السنوات الأخيرة، أما حال الصحفيين فلا زال كما كان لم يتغير ولن يتغير. لا المقاولات تطورت شروط العمل فيها ولا الصحفيين ترقى حالهم ولا المنتوج الإعلامي تطور.

    يمكن للرأي العام أن يقبل أن يكون الدعم تسهيلات للمقاولات الإعلامية من أجل النهوض بالقطاع أما أن يُعطى الدعم نقدا فهذا تشجيع على الإثراء غير المشروع.

    أكاد أُجن وأنا أطلع على لائحة الدعم المادي المدفوع نقدا من المال العام إلى بعض المقاولات التي تستحوذ كل سنة على ثلاثة ملايين درهم للواحدة، منذ دستور 2011.

    لقد ساهمت رؤية الخلفي في تشجيع تبدير المال العام، الخلفي عاد من حيث أتى وترك الريع الإعلامي ظنا منه أنه يضمن ولاء وجهاء الإعلام لحكومة بن كيران والعثماني.

    فكيف لمقاولة إعلامية أن تأخذ سنويا حق ثلاثة آلاف أرملة معوزة في حاجة إلى الدعم ؟

    فكيف لمقاولة إعلامية أن تأخذ سنويا تكاليف 20 شقة لذوي الدخل المحدود ؟

    هناك مقاولات أو جثث إعلامية أخذت منذ حكومة بن كيران إلى اليوم ثلاثة ملايير من المال العام وهي كلفة إعانة شهرية ل 30 ألف أرملة و 54 ألف قفة من المفروض أن تذهب إلى فقراء شعبنا في زمن كورونا ومع ذلك فإن أرباب المقاولات يستغلون حجرهم الصحي المخملي لكي يبسطوا ألسنتهم وأقلامهم حول الهشاشة الإجتماعية وهشاشة البنيات الصحية في البلاد.

    أُعْفُوا الشعب المغربي من دفع تكاليف سفركم للخارج وعطلكم في منتجعات أوروبا والخليج، عندها يحق لكم الكلام عن هشاشة القطاعات الاجتماعية.

    يذكر كاتب هذه السطور بعد اعتقاله يوم 15 أكتوبر 2009 أن “جلسات” صرف الدعم انعقدت بعد أسبوعين أيام وزير الإتصال الأسبق خالد الناصري بحضور وجهاء الإعلام الجديد الذين أصدروا القرار الجبان بحرمان منبر أبو وائل الريفي من الدعم بطلب وتزكية من الذين يعتبرون أنفسهم اليوم وجهاء الصحافة “المستقلة” وهم يناضلون اليوم من أجل أن يتم تمويل حجرهم الصحي المخملي من المال العام.

    الصحافة إذا كانت مستقلة يجب أن تكون مستقلة أولا عن المال العام وأن تكف عن “مصه” لكي يذهب صرفه إلى من هم في حاجة ماسة إليه.

    الدعم العمومي تحول إلى وسيلة لتمويل التقارير المسيئة للمغرب في الخارج، حيث يقتطع جزء من الدعم لتأدية خدمات “تجار الحقوق” لاستصدار قرارات ضد المغرب وهذا يسائل الخلفي وخلفه المُقَال عبيابة الذين لم يتحملوا مسؤوليتهم في مطالبة المقاولات بأوجه صرف المال العام الذي دُعِّمُوا به.

    والآن يُسائل الفردوس عن مسؤوليته في مطالبة “المَدْعُومِين” بما يتبث صرفهم للمال العام من أجل دعم المقاولات الإعلامية والنهوض بها عوض النهوض بجيوبهم، وإذا تبث من جديد أن الدعم ذهب إلى حيث لا يجب أو استُعمل لتمويل التقارير المسيئة للمغرب فيجب على الفردوس أن يقدم استقالته لأنه لا يمكن ائتمانه على المال العام الذي يوظف لشراء ذمم الوجوه الإعلامية لدعم حكومة لا تدعم بالأساس إلا بعض أدرعها حتى تضمن سكوتها المتواطئ وتشجع الإنتفاعية في صفوف الإعلام المغربي.

    لقد آن الأوان لانتداب لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول طرق صرف الدعم خلال العشر سنوات الأخيرة وتحديد من استفاد وفي ظل أي شروط وأين صرفت أموال الدعم.

    مَنْ حَقْكُمْ تْسَبُّو لشكر والعنصر وأخنوش وساجد ولكنهم هَادُو من حقهم ومن واجبهم أن يتقصوا الحقائق حول أوجه صرف المال العام الموجه للصحافة.

    لأنه لا يعقل أن يأخذ منبر في هذه السنة العجفاء 500 مليون سنتيم دعما و يطعن في مؤسسات البلاد في الداخل و الخارج و يضع منبرا ممولا من المال العام رهن إشارة “مغاربة القدس العربي” و كل المتآمرين على هذا البلد، و يمارسون كل شيء غير سوي من المال العام..أنا أقبل أن يكون الصحفي معارضا ومناضلا، لكن عليه أن يمول معارضته و نضاله من جيبه و ليس من جيب المغاربة و يتسيدون في اعمدتهم على المُكَمَّمَةِ بحكم القانون أفواههم.

    يتذكر أبو وائل وهو في الإعتقال صحاب “جُوجْ وجُوه” الذين أصدروا بيانات التضامن لكن لا أحد منهم أطعم أهل أبو وائل أو حتى سأل عن حالهم وحال أم وائل وهي حامل بوائل..فإذا بوائل اليوم عنوان وعي جديد لا ينتصر إلا للمغرب ضد سماسرة القضايا أيا كان دينهم وأيا كانت إيديولوجيتهم ومرجعيتهم التي ينهبون بإسمها.

    أبو وائل علمه أبو ادريس رحمه الله الحرف ولم يعلمه لغة التجار..علمه القرآن ولم يعلمه حسابات السماسرة..علمه وهو الآتي من جبال الريف إلى دروب فاس العتيقة أن ينتصر لهذا الوطن الذي دافع عنه سنوات طوال في الخطوط الأمامية للصحراء حيث رابط كجندي رحمه الله في الحزام الأمني يده على رشاشه باسم المغرب، وهو نفس الجدار التي استشهد من أجل بنائه ثلاثة شهداء من أعز أقربائه وأصوله دفاعا عن وحدة البلاد فكيف لأبو وائل أن يكون اليوم من تجار البندقية ويبيع مع تجار القضايا المغرب “لأهل الكهف”.

    لن ينسى أبو وائل أن ليلة العفو عنه كانت يوم ميلاد وائل وإطلاقه لصرخته الأولى التي كانت صرخة ميلاد أبو وائل الجديد…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    بايتاس: فتح الباب لاستيراد 600 ألف أضحية وحكومة أخنوش حكومة اجتماعية بامتياز