بروفايلات من زمن كورونا : حسن بناجح من ولاد فرج إلى ”المجد”

بروفايلات من زمن كورونا : حسن بناجح من ولاد فرج إلى ”المجد”

A- A+
  • شوف تيفي:  أبو وائل الريفي 

    الجزء الأول

  • ولد حسن بناجح بن محمد بن الجيلالي في إحدى ليالي يناير الباردة من عام 1970، أسابيع قليلة بعد عيد الفطر بدوار سيدي مسعود بولاد فرج بدكالة، وهناك من يقول بأنه ليس من ولاد فرج وبأن أصوله من خميس متوح المحادية
    لولاد فرج وتربى وسط أسرة مغربية متواضعة تعيش على الكفاف، كأغلب الأسر المغربية وأنا واحد منهم.


    وفاة الوالد أثرت على حسن بناجح الذي عاش ظروفا قاسية، لهذا كان يبحث عن بيت كبير ليحتضنه، ولم يكن البيت الكبير إلا جماعة العدل والإحسان، حيث التحق بها وهو لايزال تلميذا. لقد كانت منطقة حد ولاد فرج، على صغرها، قلعة للعدل والإحسان، بحكم حيوية المسؤول التنظيمي للجماعة آنذاك الذي لم يكن إلا الأستاذ المدني قطني، أحد مؤسسي المجموعة الإنشادية للعدل والإحسان التي كانت تحمل اسم ”الإحسان”. المدني قطني، الذي أدخل العدل والإحسان إلى دواوير دكالة، غادر الجماعة فيما بعد ليلتحق بالتيار الشيعي قبل أن يقطع مع عقيدة التوحيد ويهيم في معتقدات جنوب شرق آسيا..

    كان بناجح منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي منضبطا طيعا داخل الجماعة، مسلوب الإرادة غير فاعل، لا يسمع ولا يرى إلا ما تطلبه الجماعة..

    وهي حالة انضباطية أهلته ليلعب فيما بعد أدوارا في بعض الأحيان قدرة، والبداية كانت من الجديدة عاصمة دكالة، حيث التحق حسن بناجح بكلية الأداب بجامعة شعيب الدكالي وكان حينها فصيل طلبة العدل والإحسان في أوج قوته، وهي قوة بناها جيل من سابقيه من طينة محمد الشواي والهاشمي ولم يكن أمام بناجح إلا أن يتملق لهؤلاء ويقترب منهم ليجد له مكانا بين كبار الصغار.. فبدأ يحضر في مجلس الكلية الذي يشرف على نشاط طلبة العدل والإحسان داخل
    الكلية، قبل أن يلتحق بمجلس المدينة الطلابي وهو إطار تنظيمي يؤطر ويوجه عمل طلبة العدل والإحسان على مستوى الجامعة بأكملها.
    وبالموازاة مع ذلك، لم ينسَ الاشتغال في التنظيم الدعوي للعدل والإحسان، فكان حريصا على أن يُظهر للجميع انضباطه الحديدي وتضحياته من أجل الجماعة إلى أن أوصله تملقه وانضباطه ووفاؤه إلى حظوة الاتصال المباشر بنقيب الجهة أنذاك بمدينة الجديدة أحمد آيت عمي، ولي نعمته وأبرز قيادات الصف الأول في عاصمة دكالة. ومن هنا بدأت الأعمال القذرة.. لقد كان حسن بناجح عين التنظيم الستاليني التي لا تنام وسط طلبة الجماعة.. مول الفرناتشي كان ”كيشوط” الأتباع الذين تم إيواؤُهم في بيوت مكتراة من طرف العدل والإحسان، تتحمل الجماعة تكاليف عيشهم وكان بناجح من المستفيدين (عايش واكل شارب على حساب الجماعة) .

    كانت الجماعة تتوفر على أربعة بيوت في حي سيدي موسى، بيت مكترى عند ولد عامر، والثاني عند مول جافيل، والثالث عند عايشة الطويلة والرابع عند بنت لحصيري.. وبنت لحصيري لديها تاريخ في سيدي موسى..
    لقد كانت ضيفة شرف كل أعراس الحي ولقاءات نسوة سيدي موسى بغنائها البدوي الأصيل الذي أطرب بناجح.. ورغم (نجاحاته)، فلم يزر يوما بنت لحصيري التي تقدم بها العمر وتعيش أواخر أيامها.. حسن بناجح كانت له الإمكانية أن يبيت في أكثر من بيت لينقل للتنظيم حالة كل واحد مشكوك في ولائه أو انضباطه للجماعة..

    هذا التكتيك الفتاك استغله بناجح ليصفي كل الوجوه والإطارات التي قد تزاحمه في قيادة الإطار الطلابي على مستوى جامعة شعيب الدكالي..وهكذا تخلص من الكثيرين.. ليترقى طلابيا وكانت اللحظة-الحظ إنهاء الجيل الذهبي لدراسته ومغادرته للجامعة ليصبح حسن بناجح المسؤول الطلابي الأول في مدينة الجديدة ويتحول إلى الآمر الناهي في قطاع طلبة العدل والإحسان.. وكيف لا وهو الذي يحظى بدعم لا مشروط من القيادات المحلية للجماعة

    بمدينة الجديدة، حينها تساءل طلبة الجماعة عن سر هذه الحظوة والامتيازات التي يحظى بها بناجح من طرف قيادة الجماعة في المدينة، ولم يكن الجواب مستعصيا عليهم، لأنه كان باديا للعيان.. بناجح هو عين الجماعة وعين التنظيم
    داخل القطاع الطلابي ويمثل التنظيم الدعوي وسط القطاع الطلابي.. وكم ساهم في الوشاية بالطلبة الغاضبين أو المتمردين ليكون مصيرهم الطرد من الجماعة، ولم تتح لهم حتى فرصة الدفاع عن أنفسهم أمام قيادة الجماعة في جلسات المساءلة والمحاسبة لأن المعطيات آتية من مول الفرناتشي.

    استغل بناجح سطوته على القطاع ليراكم الامتيازات والسلطات مع مزيد من التملق وفتحت له مسؤوليته الطلابية بالجديدة أفقا آخر خارج المدينة، حيث أصبح عضوا في المكتب القطري للقطاع الطلابي.. وهنا أصبح طموحه جامحا وبدون حدود وكانت ثمرة هذا التملق والحظوة أن زوجه أحمد آيت عمي نقيب الجهة بطالبة من الفصيل من عائلة متواضعة بمدينة الويجانطي (اليوسفية) رغم أنه لم يكن له مورد رزق ينفق به على عروسه وكان يتظاهر بأنه يتعاطى للتجارة، لكن الجميع كان يعرف أنه ”ماكيبيع.. ماكيشري..” وينفق على نفسه من عائدات الريع والمساعدات التي تمنح له دون باقي الطلبة وحين تشتد ضائقته المالية يتصرف في ميزانية القطاع الطلابي الموضوعة رهن إشارته، رغم أنه كان يستفيد من منحة استثنائية تخصصها الجماعة لرموز الفصيل دون غيرهم.. بناجح استثمر واستغل فيما بعد الفراغ الذي تركه جيل المؤسسين داخل تعاضديات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في الجامعة ليصبح الكاتب العام للجنة التنسيق الوطني التي أسسها طلبة الجماعة للسيطرة على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وإقصاء باقي الأطراف من الساحة الطلابية.

    المسؤولية الجديدة لبناجح جعلته يعقد لقاءات ويسافر خارج مدينة الجديدة.. إنها أبواب جديدة من أجل تحقيق ”المجد” .. فأصبحت الجديدة ودكالة التي احتضنته وزوجته عبئا عليه وكان لابد من مغادرتها للتخلص من الصورة التي شاعت عنه وسط الأتباع.. صورة رجل متملق، بركاك وانتفاعي، فكان الدور على الدار البيضاء كفضاء أرحب للطموح الجامح. اكترى بناجح بيتا في البرنوصي قبل أن ينتقل إلى حي حكم.. حجته في ذلك الاشتغال في نشرة أو صحيفة رسالة الفتوة التي كان يصدرها القطاع الطلابي مقابل تعويض رمزي لا يكفي حتى للكراء والتنقل.. ومن جديد تناقل الأتباع الأسئلة الاستنكارية عن مصدر عيشه.. ولم يكن الجواب يحتاج كثير عناء.. لقد كان بناجح يتصرف في ميزانية القطاع الطلابي التي كانت بالملايين ولا يعرف سرها ومبلغها إلا هو وبعض أعضاء مجلس الإرشاد والمخزن، مخافة أن تحتج باقي مؤسسات الجماعة على هذا المبلغ السخي الذي يعطى للقطاع الطلابي الذي يتجاوز بأضعاف تصل إلى العشرة أحيانا، ميزانية قطاعات ومؤسسات أخرى داخل الجماعة.. مد اليد إلى أموال الجماعة تهمة لازمت بناجح طيلة مساره.. إنها بليته الأبدية التي ابتلي بها وهي التصرف في أموال الجماعة المؤتمن على صرفها بالعدل بين المدن الجامعية، فكان يقتطع منها مايكمل به الشهر ويقتني منها حاجياته الكمالية.. هكذا هو.. عدم الوفاء بالديون والاقتراض المبالغ فيه هي البلية الثانية التي ابتلىبها، حيث دأب على الاقتراض من أعضاء الجماعة الدراويش و البسطاء الذين يستعرض عليهم رمزيته، فيقترض من هذا وذاك دون أن يُرجع مافي ذمته والمبرر دائما من القرآن (…وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ…) غير أنه دائم العسرة وهذه البلية ما زالت ترافقه إلى اليوم والأمثلة على ذلك كثيرة لا يسعها هذا البروفايل..

    السفر إلى أمريكا في هذه الفترة فتح لبناجح بوابة جديدة وهي العلاقة مع السفارة الأمريكية التي كانت تنظر إليها بعض قيادات الجماعة بعين الريبة وانتهت بسفره في برنامج ممول إلى أمريكا ماتزال خلفياته و دفتر تحملاته مجهولة..غير أن الثابت منها أن بناجح منذ يومها لم ينتقد الإدارة الأمريكية ولو مرة واحدة وقد نشرت ويكيليكس برقيات موجودة إلى حد الآن تتحدث فيها عن معلومات زود بها السفارة الأمريكية، حيث نُشر اسمه كمصدر للمعلومات والروابط موجودة.. لقد كان بناجح حريصا على لقاء بعض مسؤولي السفارة الأمريكية بالمغرب بعيدا عن أعين الجماعة وسبق للصحافة الوطنية أن نشرت في 2011 برقية لويكيليكس تخص لقاءً له في سبتمبر 2009 مع مسؤول في السفارة الأمريكية.. شكلت رسالة الفتوة والانتقال إلى مدينة الدار البيضاء طوق نجاة لبناجح.. فقد رمزته أكثر وأعطته إشعاعا أوسع وسط تنظيم العدل والإحسان وتمكن بفضلها من مراكمة قروض كثيرة.. فكان لا يُرد له طلب..
    لكن دوام الحال من المحال..
    لقد توقفت رسالة الفتوة عن الصدور.. فكانت صاعقة على بناجح.. وكان السؤال ما العمل؟ ومن أين يعيش ابن الجماعة العاطل عن العمل؟
    ففكرت جماعة العدل والإحسان في حل لبعض الحالات الاجتماعية، وهكذا تمت التضحية ببعض العاملين برسالة الفتوة مقابل احتضان بناجح الذي خلق له منصب مالي خاص في الجماعة لا علاقة له به، ولكنها كانت الخطوة التي ينعم بها وتدفع من طرف بعض القيادة الوطنية للعدل والإحسان التي ظل وفيا لها ..
    لقد تقرر أن يلتحق بناجح مساعدا للناطق الرسمي للجماعة فتح الله أرسلان ، يقتني له الجرائد ويقرأها ويعد له نشرة مكتوبة خاصة ويرقن له الحوارات والتصريحات وينظم له المواعيد (سكرتير) وكان ذلك يقتضي تنقله إلى الرباط، فاختار بناجح هذه المرة أن يقطن بتمارة حيث استقر به المقام في تجزئة العبادي بتمارة، ربما هي محض صدفة أن يسكن ابن الجماعة في تجزئة العبادي على الرغم من أن العبادي لا تجزئة له.

    المهمة الجديدة لبناجح كمساعد لرجل العدل والإحسان القوي الذي اختار أن يبقى دائما أمام الرأي العام الرجل الثاني الدائم في الجماعة، لكنه القائد الحقيقي في التنظيم الذي يستقر ببيت متواضع بحي يعقوب المنصور بالرباط، يَعكس عدم جشعه وتواضعه الذي لم يتغير منذ التحاقه بالجماعة… يعيش على الكفاف ولم يختر أن يسكن في فيلات الجماعة بسلا أو في السويسي حيث تم إيواء أرملة الراحل عبد السلام ياسين قبل وفاتها أو حي الرياض حيث تقطن ندية ياسين بعد حصولها على نصيبها من الإرث الذي تركه والدها. لم تمر فترة طويلة حتى سرب حسن بناجح للإعلام أنه مدير مكتب الناطق الرسمي للجماعة دون تشاور مع قيادة الجماعة حيث وضعهم أمام الأمر الواقع، مما سبب إحراجا كبيرا لفتح الله أرسلان، وزاد على ذلك أنه لم يكن صامتا كما تقتضي مهمة سكرتير الناطق الرسمي.. بل كان يتكلم أكثر من الناطق الرسمي.. أرأيتم في تاريخ التنظيمات أن مدير مكتب الناطق ينطق أكثر من الناطق ؟!.. حتى أن بعض قياديي الجماعة يتفكهون و يتندرون بأنه لم يعد مدير مكتب الناطق بل أصبح مديرا للناطق الرسمي ولا ينعتونه إلا بصفة ”المدير” وهو الأمر الذي أزعج الرجل القوي داخل الجماعة فوضع له حدا بالتدرج إلى أن ألغى هذا الاسم ”مكتب الناطق الرسمي” وطرده من هذه المهمة إلى غير رجعة. لكن بناجح لم يسرب الخبر وتكتم على الأمر حتى يبقى عند الرأي العام بصفة مدير مكتب الناطق الرسمي، ولأنه دائما يتوقع الأسوأ فكان بموازاة اشتغاله مع أرسلان، ينشط في المركز الإعلامي للجماعة في الدار البيضاء ”ميديا تنوير” الذي يشرف على قناة ”الشاهد” وموقع الجماعة إلى أن أصبح بحكم الفراغ مديرا له.. فكان يتصرف في ماليته كما يتصرف صاحب الضيعة في ضيعته، مستفيدا من انشغال المسؤول الأول عن مكتب الإعلام عمر امكاسو، بمهامه داخل مؤسسة عبد السلام ياسين التي يوجد مقرها في تركيا وعضويته في مجلس الإرشاد وسفرياته للخارج وعلاقاته بتركيا، وهكذا ظلت تلازمه دائما تهمة اختلاس أموال الجماعة مع بلية الاقتراض دون الوفاء بالديون في وقتها، كما يقتضي ذلك الشرع حتى قبل أن تولد الجماعة… إنه دين الله وشريعة محمد …

    الفشل الدراسي هو العنوان الملاحق لبناجح.. مسار بناجح الدراسي انتهى به في الإجازة بعد أن قضى ثلاث سنوات تباعا في السنة الثالثة بشعبة الآداب بكلية بالجديدة.. لقد أتيحت له فرصة ذهبية حيث تسجل في الدراسات العليا بالكلية في وحدة كان يديرها فاروق حمادة، المستشار الديني لولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد. الكل كان ينتظر منه أن ينجح بحكم ”السنطيحة” التي يبرع فيها في قضايا خارج تخصصه،لكن كانت المفاجأة التي صدمت الجماعة التي اكتشفت بأن بناجح تسجل في الكلية ولم يتابع المحاضرات إلا نادرا والأكثر من ذلك أنه لم يحضر يوم الامتحانات وتغيب بغير مبرر، الأمر الذي تسبب في إحراج قيادات الجماعة مع الدكتور فاروق حمادة ومرة أخرى فوت بناجح فرصة الترقي لوضع أفضل حتى لا يبقى عالة مفروضة على الجماعة التي تبحث له دائما على غطاء لتبرير مايصرف له شهريا والتي تعجز الجماعة عن تبرير ما يصرف له عند الكثير من القيادات. ولقد ظلت هذه العقدة تلازمه خاصة حينما يرى أقرانه ينجحون ويحصدون الشواهد والمناصب وهو ما اضطره إلى التسجيل في ماستر في مصر، تكلفت الجماعة به من ماليتها التي تجمع من الدراهم المحصلة من المساهمات الشهرية التي يدفعها البسطاء من أتباع الجماعة ومرة أخرى يتخلف بناجح عن متابعة دراسته بمصر بمبررات واهية من أنه يخاف من التبعات الأمنية لصعود السيسي واحتمال اعتقاله… إلى غير ذلك من المبررات التي لا تصمد أمام الواقع الذي لا يرتفع..
    أتيحت الفرصة الثالثة لبناجح عندما تسجل بكلية الحقوق بالرباط لدراسة القانون، لكنه كالعادة تخلف عن الامتحانات، هذا المسلسل من الفشل ترك لدى بناجح عقدة الفشل واللاجدوى من الدراسة، مما جعله يفجر كل غله وحقده في المخزن ويتعجل القومة أو الثورة التي يمكن له من خلالها الترقي الاجتماعي والمهني بدون كفاءة، فقد يصبح ناطقا باسم الثورة أو القومة، لأنه تكفيه شرعية براح القومة، أو مدون الثورة أو الانتفاضة أو أي شيء..

    حسن بناجح كغيره من المعارضين الذين يعدون على رؤوس الأصابع، أو كما كان يصفهم الراحل إدريس البصري ”مايعمروش حتى تيليبوتيك” يطالب الدولة في كل مناسبة وبدون مناسبة، بالشفافية والمحاسبة، لم يكلف نفسه يوما أن يكون شفافا مع الجماعة ومع المغاربة فيعلن عن ذمته المالية و يقول للجميع حقيقة أجره ويعلن عن مصاريفه الشهرية الحقيقية .. هل يستطيع بناجح بالأجر المتواضع الذي يتقاضاه من الجماعة أن يغطي كل مصاريف الكراء والتمدرس والسيارة و التأمين و الضريبة و الصيانة و تأدية انخراط في صالة رياضية محترمة في تمارة لا يقل الاشتراك السنوي فيها عن 3800 درهم زائد مصاريف ابنه في نفس الصالة، الذي يحرص أثناء القيام بتمريناته الرياضية على ارتداء سلسلة عنق ذهبية كمظهر للغنى الفاحش على شاكلة ”كوزا نوسترا” لروبيرت دي نيرو في فيلم ”العراب”، دون أن ننسى أقساط البيت الذي اشتراه في مدينة الجديدة باسم زوجته التي تمتهن التدريس في القطاع الخاص بأجر متواضع جدا ومصاريف ثلاثة أبناء، منهم واحد يدرس خارج مدينة الرباط ..
    هل يمكن لبناجح أن يبرر بأن مدخوله الشهري يستطيع تغطية حتى كلفة الأدوات الإلكترونية التي يتباهى بها ويغيرها كما يغير جواربه.. آخر صيحات الهواتف واللوحات الرقمية والحواسيب … ليجرب بناجح ولو مرة واحدة في عمره أن يكون شفافا ليس أمام المغاربة بل أمام أعضاء الجماعة ويعلن ذلك ولو في دائرة ضيقة أمام قيادة الجماعة التي لم تعد تفهم شيئا… هناك فصول أخرى من قصة ”نجاحات” بناجح حتى يدعم رمزيته لدى المرشحين من مقرضيه، يحرص على الصفوف الأمامية من المسيرات والإدلاء بالتصريحات ولو عن أتفه الأشياء و يكفي للمتتبع مشاهدة حجم الصور التي تنشر في موقع الجماعة أو في قناة الشاهد وهو ضمنها لتكشف عن مقارنة عجيبة.. فكيف لعضو مكتب الإعلام داخل الجماعة أن يكون وحده حاضرا في جميع الصور المنشورة أكثر من قيادات الجماعة المشاركة في الحدث؟!

    لقد أصيب بناجح بهوس التدوين ضد المخزن ليس دفاعا عن الجماعة لأن إيقاعه ليس إيقاعها وأجندته ليست أجندتها وأولوياته لا علاقة لها بأولويات الجماعة.. فهو يغرد داخل السرب و خارجه و يهيئ الظروف لطلب اللجوء السياسي في الخارج كمعارض مضطهد.. كما فعل رشيد غلام وغيره وقد تكون الوجهة أمريكا التي يتصور أن خدماته مع السفارة الأمريكية قد تمنحه تقاعدا مريحا في إحدى الولايات الأمريكية.. لكنه واهم .. غير أن اللجوء حقيقة سوف يعفيه من صداع مالين الكريدي..
    من حق بناجح أن يدون غدا و يقول إن المخزن حرك صحافة التشهير ضده، نظرا لبطولاته في مالية الجماعة و يمكن له أن يلجأ إلى خدمات المعطي فينظم له ندوة في الرباط يحضرها مفكرون من الخارج يحاضرون ضد صحافة التشهير و يتصل المعطي بنعوم تشومسكي في أمريكا و يقدمه على أساس أنه ثائر من ثوار حد ولاد فرج و أنه يقود المعركة ضد المخزن منذ عام 1918 و يتضامن معه تشومسكي و ينشر رسالة مفتوحة يتحدث فيها عن ولد محمد بن الجيلالي، قائد معركة دكالة ضد المخزن و يمكن له أن يلجأ إلى خدمات خديجة و تنظم له وقفة احتجاجية أمام البرلمان يشارك فيها محترف السقوط عبد الحميد آمين الساقط أبدا، الذي يسقط فقط لالتقاط صورة، لكن المخزن قرر ابتداءً من اليوم ألا يتدخل في الوقفات التي يحضر فيها عبد الحميد أمين و يفوت الفرصة على عبد المجيد بزيوات من يومية ”الصباح” لأخذ صورة للحدث تمكنه من الفوز بجائزة ”بوليتزر” في أمريكا و سيتضامن مع حسن بناجح ضد صحافة التشهير الأمير هشام العلوي و ينشر على صفحته تدوينة بناجح و يعمل له شارة النصر من حجره الصحي و يطلب من الحسين المجدوبي أن يدبج مقالا ضد استهداف صحافة التشهير لحسن بناجح و يطلب الحسين المجدوبي، بدوره، من سليمان أن يتضامن مع بناجح و يكتب عن قصته عن المخزن الذي يستهدفه و يستهدف من خلاله الجماعة، أكبر الجماعات الإسلامية بالمغرب، لكي يعيد نشرها الحسين المجدوبي، من جديد، على موقع ”أمير بوست” و يطلب من سامبريرو أن يدبج مقالا من أجله كضحية جديدة للمخزن الذي يعرف كل شيء عن بناجح و لا ينشر كل شيء إلا بـ ”التقطار” و يمكن أن يتضامن مع بناجح عمر الراضي و ينشر تدوينة يدافع فيها عن حق بناجح في التعبير و التبراع كما فعل مع ياسر العبادي عندما اعتبر أن نعته النظام بالدكتاتوري الإرهابي ليس إلا حرية تعبير و أنه لم يقل إلا ما يقوله المغاربة..
    فهنيئا لبناجح بالمتضامنين و عليه بالمناسبة أن يراجع مذكرات محمد الشواي التي نشرها على صفحته منذ سنوات عن الذين ضحوا من أجل استنبات القطاع الطلابي لجماعة العدل و الإحسان في الجامعات المغربية و ينتشي اليوم بسكوت بعض قيادات الجماعة عن غزواته في ماليتها و تجاوزاته التي ننشر الجزء الأول منها.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي