في مقال حول تحنيط السلطة في الجزائر…هذه أسباب استبداد نظام بوتفليقة المريض وخلفيات صناعة البوليساريو فوق أرض تندوف

في مقال حول تحنيط السلطة في الجزائر…هذه أسباب استبداد نظام بوتفليقة المريض وخلفيات صناعة البوليساريو فوق أرض تندوف

A- A+
  •  شوف تيفي: عبد القادر الفيلالي/ أستاذ باحث في كندا

    ربط الكاتب والمحلل السياسي عبد القادر فيلالي في مقال حول موضوع “تحنيط السلطة في الجزائر”، أسباب دكتاتورية واستبداد النظام الحاكم في الجزائر بقيادة الرئيس بوتفليقة المريض، إلى عوامل عدة، أبرزها كونه نظام نابع من تاريخ حكم استعماري، استفاد في العقدين الأخيرين من فورة أسعار النفط، ومكاسب الدعم السياسي والمالي الذي تلقاه من بعض الجهات الدولية النافذة، وهي العوامل التي اجتمعت وأسهمت في تحنيط الجيش والنظام الحاكم للبقاء في السلطة وتقوية نفوذه من أجل التوسع في صحراء المغرب عبر اختراع كيان البوليساريو لمعاداة الوحدة الترابية لهذا البلد الجار، تبرز المصادر ذاتها.

  • وأوضح مقال الكاتب في موقع “morocco wold news” الناطق باللغة الإنجليزية، أن عملية تحنيط السلطة الجزائرية من طرف النظام الحاكم لا يمكن فصلها عن جهود دعم هذا الأخير لجبهة البوليساريو التي استخدمتها الجزائر لبسط نفوذها على صحراء المغرب والهيمنة سياسيا واقتصاديا على منطقة المغرب العربي، مضيفا أن النظام الجزائري الاستبدادي هو من اخترع البوليساريو وعين قيادته على المقاس، كما موٌل ودعم من مال الشعب الجزائري، الدعاية الكاذبة بشأن خيار تقرير المصير، مع أنها كانت مجرد ذريعة لغزو الصحراء المغربية، يضيف الموقع الإخباري ذاته.

    في هذا الصدد، قالت خبيرة العلوم السياسية، الكندية ميريام لووي في المقال الذي صاغه عبد القادر فيلالي في موقع “morocco wold news” أن نظام الجزائر لم يتغير عن الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية من حيث تكوينه واستراتيجيته التي رسمها جنرالات هذا البلد لمنظومة الحكم منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، وتحديدا منذ سنة حصوله على الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.

     

    وأوضحت السياسية الكندية، أن مقارنة الحالة الجزائرية بخمس دول مشابهة مُصدِّرة للنفط ، تظهر أن البترول والغاز ليس له أي تأثير على قوة الاستبداد أو ضعف مؤسسات الدولة السائدة في الجزائر، معتبرة أن السبب في نشوء نظام استبدادي في الجزائر بقيادة جنرالات عسكريين، يعود إلى الاستراتيجيات التي تستخدمها النخبة السياسية لإضعاف أي معارضة للدول، بما في ذلك استراتيجيات القمع والتحكم والتخويف عبر إعلان الخيار المشترك والتلاعب وغيره.

    في المقال ذاته، أوضحت صاحبة كتاب “الثروة النفطية وفقر السياسة: الجزائر مقارنة”، أن رهان النظام الجزائري على القوة والحرمان وإسكات النقاش الدائر حول السلطة وخروقاتها، كان جزءا من الحياة السياسية في الجزائر، مضيفة أنه خلال فترة عدم الاستقرار التي اندلعت في الجزائر منتصف ثمانينات القرن الماضي، في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، بسبب التمثال النفطي لعام 1986، استفاد نظام الجزائر بشكل كبير من الظروف الدولية الملائمة التي سمحت بإعادة إحياء السلطة وإعادة ظهور الدولة الجزائرية السلطوية، إذ بدون قرض قيمته 20 مليار دولار حصلت عليه من صندوق النقد الدولي سنوات بعد ذلك، ما كانت الجزائر لتكون قادرة على الحفاظ على شبكات العملاء وقمع المعارضة التي تقوت في تسعينيات القرن الماضي، وكان من الممكن أن تفقد السيطرة بسهولة على المقاتلين الإسلاميين الذين سيطروا على الانتخابات التي جرت في البلاد آنذاك، يبرز المصدر ذاته.

    وأشار المصدر في سياق حديثه عن تحنيط السلطة الجزائرية، أن استخدام تحليل خطابات الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين كطريقة لدراسة كيف ولماذا اخترع فكرة البوليساريو، سيكشف دون شك أن الدعاية الكاذبة بشأن تقرير المصير هي ذريعة لغزو التوسع في الصحراء المغربية ليس إلا، مبرزا في هذا الخصوص، أن تحليل اللغوي السويسري “فرديناند دي سوسور”، أبان عن كون خطابات بومدين تختزن دلالة الحرب على المغرب، وتحديدا أراضيه في الصحراء.

    هذا في الوقت الذي تحدث فيه الفيلسوف والناقد الأدبي الفرنسي رولاند بارث، في سياق الكشف عن خيوط هذه القضية، عن الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين عجز عن تنفيذ خطة رسمها جمال عبد الناصر للإطاحة بجميع الأنظمة الملكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر خلق الفوضى في المغرب منذ ستينات القرن الماضي، ليلجأ إلى الخيار المتبقي أمامه بعد فشله في تحقيق هذا الطموح، وهو إنشاء جبهة البوليساريو لمعاداة المغرب على صحرائه والتمدد فيما بعد فوق أراضيه والهيمنة عليها بطريقة غير مباشرة من خلال كيان الوهم المصطنع فوق تندوف

  • تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    6900 أستاذا يتقاعدون مع نهاية 2023 ليصل العدد إلى 141 ألف متقاعد بالتعليم