“شوف تيفي”

بعد أقل من أسبوع من مصرع الكفيف “صابر الحلوي”، خرجت بسيمة الحقاوي، يومه الاثنين، عن صمتها خلال ردها على الأسئلة الموجهة إليها بمجلس النواب، للكشف عن التفاصيل الكاملة الخاصة بهذا الحادث، حيث أكدت أن الهالك سقط من أعلى السطح الخلفي للوزارة في حادث عرضي، ولفظ أنفاسه في طريقه إلى المستشفى، مشيرة إلى أن النيابة العامة، فتحت تحقيقا للكشف عن أسبابه وظروفه وهي التي تملك حصرا اختصاص الإعلان عن نتائج التحقيق والإجراءات المصاحبة له.

وأوضحت الحقاوي أن آخر المعطيات تشير إلى أن مجموعة من المعتصمين قاموا يوم أمس الأحد، بمحاولة اقتحام مكتبها المتواجد بالطابق الرابع، قبل أن يعمدوا إلى وضع حاويات صغيرة بباب إحدى الشرف.

وشددت الوزير في كشفها عن ظروف وملابسات وفاة “صابر الحلوي” أن مجموعة من الأشخاص في وضعية إعاقة بصرية (مكفوفون وضعاف البصر)، قاموا باقتحام مقر وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية يوم الأربعاء 26 شتنبر 2018 على الساعة السادسة صباحا، بعد تكسير الباب الحديدي والباب الزجاجي الخارجي للوزارة، كما وثقت لذلك تسجيلات كاميرات الوزارة، وفي الطابق الثالث، هناك أثر محاولة كسر أحد المكاتب الذي يتوفر على شرفة على الخارج دون التمكن من فتحه. ليتم، بعد ذلك، كسر قفل باب السطح والاعتصام به منذ ذلك التاريخ إلى اليوم.

وقالت الويزر في كلمتها: “أشعرت الوزارة السلطات المحلية والأمنية، وربطت فورا اتصالات هاتفية بالمعتصمين من أجل استجلاء أسباب هذا الاقتحام، حيث أن باب الوزارة مفتوح دائما في وجوههم، دون الحاجة إلى كسره، وذلك للتحاور والاطلاع على مستجدات ملفهم وتلقي شكواهم ومقترحاتهم، وعبرت الوزارة من خلال هذه الاتصالات عن استعدادها للحوار حول مطالبهم بشرط نزولهم من على سطح البناية، حفاظا على سلامتهم الجسدية، لكنهم أصروا على تحقيق مطلب وحيد مقابل نزولهم، وهو التوظيف المباشر دون قيد أو شرط”، مضيفة: “استمرت محاولات الحوار مع المعتصمين، طيلة الثلاث أيام الموالية للاعتصام من قبل الوزارة والسلطات الولائية، حيث تم عقد اجتماع حواري وتواصلي مساء يوم السبت 29 شتنبر 2018 بمقر ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، ترأسه الوالي بحضور ممثلين عن رئاسة الحكومة ووزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ووزارة الداخلية، وعن بعض الدوائر الأمنية، وثلاثة ممثلين عن المقتحمين. وقد تم خلال هذا الاجتماع، الذي استمر لثلاث ساعات، الاستماع لممثلي التنسيقية، الذين استعرضوا مطلبهم الأساسي المتمثل في التوظيف المباشر دون قيد أو شرط، بعدها تقدم ممثلو الحكومة باقتراحات عملية، منها استيفاء حصيص 7% من خلال مباراة خاصة بين الأشخاص في وضعية إعاقة والاستعداد لذلك جاري منذ شهور، والاستفادة من مشاريع مدرة للدخل ممولة من صندوق التماسك الاجتماعي، وتأهيل وتكوين الأشخاص في وضعية إعاقة لتيسير إدماجهم في سوق الشغل عموما، وفي القطاع الخاص بشكل خاص”.

وأكدت الحقاوي عقد لقاء ثان يوم الإثنين فاتح أكتوبر، تحت إشراف الوالي حضره ثلاثة عن ممثلي التنسيقية، لم يفض هو الآخر لأي نتيجة جراء استمرار ممثلي المقتحمين بالتشبث بمطلب التوظيف المباشر لا غير، قبل أن تعقد بعد يومين، أي الأربعاء 3 أكتوبر، اجتماعا مع أربعة ممثلين عن المكفوفين وضعاف البصر بمقر الوزارة، بحضور شخصية سياسية وطنية، وكان مناسبة لاطلاعهم مرة أخرى على المجهودات المبذولة والتقدم الحاصل في ملف تشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة، سواء على مستوى تفعيل الحصيص أو المشاريع المدرة للدخل التي يمولها صندوق دعم التماسك الاجتماعي، وأكدت لهم، وكما يعلمون، أن نهاية هذه السنة ستنظم المباريات الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة، وقد انخرط رئيس الحكومة وباقي القطاعات المعنية في اتخاذ إجراءات تنزيل المرسومين المتعلقين بالمباريات للأشخاص في وضعية إعاقة، واللذين تم تعديلهما سنة 2016 تفعيلا لحصيص 7%، حيث تم التنصيص على تنظيم مباراة خاصة لفائدتهم.

وأشارت الوزيرة إلى أن المعتصمين تشبثوا بمطلبهم بالتوظيف المباشر دون قيد أو شرط، مع أن المباراة الخاصة تشكل تمييزا إيجابيا للأشخاص في وضعية إعاقة وهي بمثابة توظيف خاص شرط اجتياز المباراة، حيث ستجري المباريات الخاصة بين الأشخاص في وضعية إعاقة، مع توفير الترتيبات التيسيرية لتمكينهم من اجتياز المباراة في ظروف مناسبة، حيث تم إحداث اللجنة الدائمة، التي ترأسها رئاسة الحكومة المكلفة بالإشراف على هذه العملية، مشددة على أن الحكومة، ابتداء من وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ووزارة الداخلية والدوائر الأمنية، حرصت على إرسال إشارات إيجابية للمعتصمين وتوفير أجواء الثقة وظروف الحوار، مع تأكيد وتكرار دعوات النزول عن سطح الوزارة حفاظا على السلامة الجسدية للمعتصمين، لكن للأسف، وقع الحادث الأليم مساء يوم الأحد 7 أكتوبر على الساعة الثامنة، حيث سقط المرحوم صابر الحلوي من أعلى السطح الخلفي للوزارة في حادث عرضي، وتم نقله مباشرة بعد الحادث عبر سيارات الإسعاف، التي كانت موجودة بعين المكان طيلة أيام الاعتصام، حيث لفظ رحمه الله أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، وفتحت النيابة العامة فورا، على إثر هذا الحادث المؤسف، تحقيقا في أسباب الوفاة.