عاد نبيل بنعبد الله إلى الحديث عن أسباب خروج حزب التقدم والاشتراكية من الأغلبية الحكومية إلى المعارضة، حيث هاجم هذه الأخيرة، مؤكدا أن المبرر الحقيقي والوحيد لقراره هذا، راجع لكونها “غير مستشعرة لدقة وحساسية الوضع، وليست مستعدة ولا قادرة سياسيا، على بلورة وقيادة الإصلاحات الضرورية للتفاعل مع متطلبات المرحلة”.

وحذّر بنعبد الله، في كلمته خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب “PPS”، يومه السبت بمقرب حزبه بالرباط، من تفاقم “مظاهر القلق والتساؤل والغضب التي باتت تخترق معظم الطبقات والفئات والشرائح المجتمعية، من العمال والفلاحين والطلبة والمعطلين والشباب والموظفين، إلى رجال الأعمال، مرورا بمختلف فئات الطبقة الوسطى”.

وتابع قائلا: “بتنا نعيش وضعا يؤشر على فقدان عنصر أساسي في التحريك الإيجابي للمجتمعات، ألا وهو عنصر الثقة. ولا يحتاج المرء إلى كثير من الجهد لكي يخلص إلى أننا فعلا أمام أزمة حقيقية وجدية وعميقة، اسمها أزمة الثقة”.

واعتبر بنعبد الله في نفس الكلمة أن “بعض الأغلبية الحكومية مرتكن إلى اطمئنان مغشوش بخصوص الأوضاع الراهنة وتحدياتها، والبعض الآخر شغله الشاغل فرملة الإنجاز وعرقلته، مشرئبا نحو استحقاقات سنة 2021، متغافلا لكونه مطالب، الآن وهنا، بأن يضطلع بواجباته، وليس بأن يجعل من مؤسسة الحكومة منبرا وأداة انتخابية لتقديم الوعود وترويج الأوهام”.

ولفت بنعبد الله إلى “عدم الانسجام الذي تعيشه الأغلبية، وهو ما يتجلى في استمرار الصراع بين مكوناتها، وكيف أن بعض هذه المكونات متماد في ادعاء بطولات مؤجلة إلى ما بعد 2021، وكيف أن البعض الآخر يستمر بشكل باهت، وبلا التزام، ضمن أغلبية لطالما عارض تماما أي تواجد إلى جانب الحزب الذي يرأسه، ثم كيف أن البعض الآخر من هذه الأغلبية فقد الكثير من حماسته إلى التغيير واستسلم إلى الواقع كما هو”.

وأكّد الأمين العام لحزب “الكتاب” أن الأغلبية الحكومية المفتقدة لأي نكهة لم تبادر إلى فعل شيء من أجل “تجاوز صورتها الباهتة، أو لتوضيح الغموض الذي يلف عملها”.

المصدر: شوف تي في