أخناتون في مراكش.. الناصيري يخرج من النمطية والميزانية المحدودة تظلمُ الفيلم

أخناتون في مراكش.. الناصيري يخرج من النمطية والميزانية المحدودة تظلمُ الفيلم

A- A+
  • تفاعل الجمهور إيجابيا في أول عرض لـ” “أخناتون في مراكش” أمس الإثنين بالدار البيضاء، لمؤلفه سعيد الناصري، الذي عاد إلى السينما بعد غياب ملحوظ، بسبب قلة الموارد و الميزانية لكن، رغم ذلك قدم الناصيري شريطا تتسلسل فيه الأحداث بشكل مشوق و تحضر فيه الكوميديا المغربية والمصرية، الشبيهة بكوميديا الموقف.

    الفيلم الذي يعتبر من قلائل التجارب التي تجمع مابين الفنانين المغاربة والمصريين على الشاشة الفضية، إلتأم فيه كل من النجم الراحل طلعت زكريا والفنان سامح يسري والنجمة انتصار، وعمر طلعت زكرياء، بالإضافة إلى جيل الرواد مولاي عبد الله العمراني، وفنانين آخرين كخولة بنعمران ووسام أمير، وعمر طلعت زكريا وآخرين.

  • الفيلم يدور حول قضية أمنية متعلقة بظاهرة تهريب القطع الأثرية من لدن المافيات الدولية، في قالب كوميدي اجتماعي، يحكي كيف تم استغلال مطرب مشهور في مصر لتهريب بردية فرعونية من زمن الملك أخناتون، إلى المغرب ومن تم تهريبها نحو أوروبا.

    تتواصل الأحداث ليستعين المطرب بالعميد المتقاعد عبدو/سعيد الناصري، لاسترجاع البردية، بعدما تعرض المطرب للاببتزاز عبر اختطاف ابنته، وتتوالى الأحداث في قالب مشوق وكوميدي.

    بساطة القصة، كما أكد سعيد الناصري نفسه أمام الجمهور، لم تمنع من جعلها مشوقة من خلال الأداء الكوميدي لنجوم الفيلم، عبر “إيفيهات” طلعت زكرياء الذي يمنع المرض وعدم قدرته على الوقوف من إخراج طاقته التمثيلية الاعتيادية، في مواقف تفاعل معها الجمهور بضحك تلقائي وهو يؤدي دور مدير أعمال فني.

    الراحل مولاي عبد الله العمراني، ظهر بالفيلم وهو بضمادة على يده وكان في فترة علاجه، لكنه تغلب على المرض وأدى دوره في الفيلم كأمني متقاعد، وأخرج ما في جعبته من طاقة تمثيلية أبان من خلالها بعلو كعبه واحترافيته أبهرت كل الحاضرين في العرض ما قبل الأول، بلغة عربية فصيحة وبصوت الإلقاء الأنيق الذي ميزه في أدواره.

    الأداء التمثيلي للنجمة انتصار كان جيدا، بحكم التجربة، وأضفت على أحداث الفيلم ومواقفه لمستها الكوميدية الخاصة، تفاعل معها الجمهور بالضحك.

    واستطاع سعيد الناصيري من خلال دور “عبدو” الخروج من نمطية “ولد الشعب” الشاب المكافح الذي ينطلق من الصفر ويبحث عن الغنى والترقي الاجتماعي، ويصل إليه، وتنتهي الحكاية، أدرك ربما سعيد الناصيري في هذا الفيلم أنه لم يعد شابا، وصار كهلا، واختار لنفسه دورا يليق بسنه كأمني سابق، واستدرك أخطاءه في التجارب السينمائية السابقة، وحاول الاشتغال أكثر على السيناريو والحوار رغم بساطة القصة، بالإضافة إلى عدم تكرار أخطاء السكريبت في أفلامه السابقة، وهذه التفاصيل ينتبه إليها المشاهد كثيرا، بالإضافة إلى حضور تصميم للمعارك والمؤثرات الخاصة ولو على بساطتها.

    وسام الأمير وخولة ابن عمران، في أول تجربة سينمائية لهما، أبانا على سلاسة في التحرك أمام الكاميرا، لاسيما المطرب وسام الأمير في دور رجل المافيا، كان أكثر إقناعا، بأداء تلقائي، أبرز فيه برودة أعصاب و استهتار رجل العصابات بالروح البشرية وقساوة القلب.

    “ابن الوز عوام” كما يقول إخواننا المصريون، تجلى ذلك في الأداء التمثيلي لعمر طلعت زكريا، ورث من والده طلعت نفس “الإيفيهات” الكوميدية ونبرة الصوت، ظهر في مواقف كوميدية مختلفة في الفيلم، أضفت عليه لمسة خاصة، ظهر من خلالها “كوتشينغ” الأب، وتوجيهاته.

    وتبقى قلة الإمكانيات و انعدام ميزانية كبيرة لفيلم سعيد الناصيري، عاملا قلل من التعاقد مع وجوه فنية أخرى مصرية ومغربية، يشعر المشاهد وكأن الناصيري “قضا بالموجود”، ويعترف هو نفسه بذلك، لكن ثقل الناصيري و النجوم المصريين وخبرتهم في التمثيل واحترافيته أعطت فيلما مقبولا من حيث الحبكة و تتسلسل الأحداث وطريقة الانتقال من حدث لآخر، وأعطته بعدا تجاريا بحضور سعيد الناصيري نفسه و النجوم المصريين، رغم ظلم قلة الميزانية.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”