التايب متوجها إلى أصدقائه بالبام: يجب التعالي عن التفاهات وتغليب منطق “الكفاءة”

التايب متوجها إلى أصدقائه بالبام: يجب التعالي عن التفاهات وتغليب منطق “الكفاءة”

A- A+
  • وجه يونس التايب، المدير السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الجمعة، رسالة إلى مناضلي البام، عنونها بـ “رسالتي إلى أصدقائي في ذكرى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة”.

    وقال التايب بشيء من الحنين حول ذكرى تأسيس حزب “التراكتور” : “في يوم 8 غشت من سنة 2008، ساهم بعض أصدقائي في ميلاد فكرة جميلة تمثلت في تجربة حزبية جديدة تحت مسمى “حزب الأصالة والمعاصرة”. لم أكن حاضرا حينها، ولكن لي من المعطيات الدقيقة ما يجعلني متأكدا من أنهم أرادوا بصدق أن تكون تجربة متميزة، وأن تحقق طفرة في العمل الحزبي، يتم من خلالها تقديم “عرض سياسي” جديد يساعد في تجاوز حالة من انسداد الأفق والاحتباس والعزوف، كان البعض يتخوف من احتمال حدوثها في المشهد السياسي الوطني آنذاك”.

  • وأحال التايب على الأزمة التي يعيشها الباميون حينما قال: “بعد إحدى عشرة سنة، لست متيقنا أن أصدقائي راضون عما تحقق، كما وكيفا. بل أكاد أجزم أن العديد منهم يحملون في دواخلهم، خصوصا هذه الأيام، مرارة شديدة وحسرة كبيرة، مما هو قائم منذ مدة من شنآن وخلاف، لا أحد منهم توقع تطوره بالشكل الدراماتيكي الحاد الذي تم”.

    وأكد التايب أنه يأمل :”وقف مسار الانحدار قبل محطة ارتطام بقاع مجهول المعالم. وأملي أن يحصل إدراك حقيقي بأن “الحروب الصغيرة” لا تبني المجد، و لا يمكن تبرير خسائرها و ضحاياها لا أخلاقيا ولا سياسيا ولا براجماتيا”، مضيفا بشيء من الحسرة على مصير الحزب أنه :”رغم ما كان من أشياء لا تسر، طبعتها القسوة والانفعال والتشكيك والخروج بالخصام من الدوائر التنظيمية الداخلية إلى ساحات الإعلام بكل أشكاله، و كأن “مشكلهم” خطير إلى حد الاعتقاد أنه يمكن أن يهم الرأي العام الوطني، بينما حقيقة الأمر أن تجلياته “ذاتية صرفة ومتمركزة حول مواقع و منافع”.

    وأضاف: “في يوم الذكرى، يجب أن يستحضر أصدقائي أن “أصل الحكاية في الخصام” لا تستدعي ما هو قائم من جلبة وضوضاء، وأن يعوا أن التاريخ سيحاسبهم بقسوة، ولن يحتفظ في ذاكرته إلا بمن سيبادر إلى السمو على غرور الأنا وطغيانها، ومن سيضع حدا للانفعال والتوجس، و يوقف لعبة تشتيت الجهود والطاقات، ويقوم بشجاعة بتحييد “ممتهني الفتنة والفرقة وزرع الأحقاد”.

    وفي شيء من النقد الذاتي قال التايب: “يجب التعالي عن الصغائر والتفاهات، والسير في اتجاه مستقبل يسع الجميع بدون خوف ولا توجس، وتغليب منطق التوازي بين “الطموحات” و “الكفاءة” و “الاستحقاق”، عوض منطق الولاءات والاصطفافات، وبيع الذمم، وتغييب الضمائر، ولي عنق الحقائق، والطعن في المخالفين بغير حق”، وتساءل التايب بحسرة: “كيف صعب حتى اللحظة ذلك على عزيمة أصدقائي وقد ظل نضالهم، منذ البداية، مرتكزا على الأمل في “وطن يحب كل أبنائه ويسع الجميع؟” .

    وأكد التايب : “يجب نبذ كل خصومة في غير خدمة قضايا الوطن الكبرى، والوعي بأن المغاربة لن يعترفوا لأي “فاعل” بما قد يحققه من “غلبة و فتوحات” في غير مصلحة عامة و أفق إصلاحي وطني هادف، لأن ذلك ببساطة جهد ضائع لا قيمة له ولا يهم المغاربة في شيء” في إحالة إلى صراعات البام الأخيرة، وأزمته الداخلية وانقسامه لجناحين.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
     فاتح ماي 2024…مسيرات محتشمة ونقابات مشتتة واحتفال باهت بعيد العمال بالمغرب