الجزائريون يواصلون الاحتجاج ويتهمون الجيش بالاستبداد

الجزائريون يواصلون الاحتجاج ويتهمون الجيش بالاستبداد

A- A+
  • تتواصل الاحتجاجات اليوم الجمعة عاشر ماي، بالجارة الجزائر بعد أزيد شهرين من اندلاعها، وبحزمة مطالب موحدة “يتنحاو كاع”، في إشارة إلى رموز نظام الرئيس المستقبل عبد العزيز بوتفليقة.

    وصوب شباب وشابات التغيير اليوم حناجرهم تجاه قائد أركان الجيش الوطني الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، مطالبينه بالتنحي، حيث صدحوا اليوم بساحة البريد بالعاصمة الجزائر :” قايد صالح ديكاج، قايد صالح ديكاج”.

  • جو رمضان لم يمنع الجزائريين من الاحتجاج للجمعة 12 على التوالي، والإبداع في الشعارات ضد الجيش: “الجيش لا نؤيده ببلاهة، ولا نعارضه بسفاهة، واجبه مرافقتنا بنزاهة، واجبنا السير معنا بنباهة”، شعارات بجرس موسيقي تجذب العين وتحيل على “نباهة” الشعب الجزائري مع محاولات الجيش الإطباق على البلاد بكماشة من حديد.

    احتجاجات تتواصل بالموازاة مع رفع الجيش لوتيرة عملية التفافه على مطالب المحتجين وصناعة صورته ومحاولة تلميعها، عبر شنه حملات اعتقالات طالت رموز النظام السابق، من وزراء ورجال أعمال، بل وحتى الأحزاب المعارضة، كما هو الحال مع اعتقال لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، وإيداعها الحبس المؤقت أمس الخميس، بأمر من قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بالبليدة، وسماع إفادتها استمرارا للتحقيق المفتوح مع عثمان طرطاق ومحمد مدين والسعيد بوتفليقة المتابعين بتهم المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة.

    حملات الجيش أمام من يعتبرهم رموز الفساد، بدأت مع تصريحات لقايد صالح قال فيها إنه: “سيتم تطهير بلادنا من الفساد والمفسدين، ونحن في الجيش لن نسكت عن الفساد وكنا سباقين لمحاربته بإّحالة إطارات سامية في الجيش على القضاء العسكري”، كلام كبير من عسكري يحاول أن يضع أول خطوة في سلم شعبيته المهترئة أساسا، مع ارتفاع منسوب الوعي لدى شباب التغيير في الجزائر، لكن الرد جاء سريعا من صحافيي الجزائر الرياضيين الكبار، حفيظ الدراجي،  الذي قال على حسابه بتويتر “استفزاز آخر..بن صالح  الذي كان جزءا من العصابة يتحدث عن الفساد وتبديد المال العام وهو الذي كان يرعاه ويحميه ويقهر من يندد به في البرلمان”.

    وزاد الدراجي في تدوينته :”بن صالح يقول:”موتوا بغيظكم قهرا، إنا هنا لقاعدون”، سنلتف حول ثورتكم ومطالبكم إلى غاية إعادة تأسيس عصابة جديدة وتعيين الرئيس الذي نريده”.

    منسوب الوعي لدى الجزائرين وفطنتهم أمام محاولات الجيش الالتفاف على مطالبهم، تزداد يوما عن يوم، مع ارتفاع عدد المشاركين في الاحتجاجات، وارتفاع فوبيا سيطرة الجيش على الحياة السياسية في البلاد عبر عدالة استعراضية وانتقائية لرؤوس الفساد في النظام السابق.

    مخاوف عبر عنها محسن بلعباس رئيس التجمع الوطني من أجل الثقافة والديموقراطية “أرسيدي”، الذي كتب أمس في صفحته الرسمية بالفيسبوك: “كتبت منذ البداية بأنه بدلا من المرحلة الانتقالية أرغمونا على مرحلة تضليلية بعدالة استعراضية، انتقائية وانتقامية”.

    وأضف بلعباس “البلدان لا تسير كالثكنات التي لا مكان فيها للنقاش والنقد أو حتى التفكير في المستقل. فرض نظام الثكنات في الحياة الاجتماعية يؤدي إلى الاستبداد”.

    استبداد لن يقبله الجزائريون ولن يثنيهم عن مواصلة احتجاجاتهم السلمية، رغم تسخير الجيش لوسائل الإعلام في البلاد من أجل تقديم صورة طوباوية عن الجيش باعتباره المنقذ للبلاد والعباد، وانتقاد نظام بوتفليقة السابق، بعدما كانوا يطبلون له بولاء، في الوقت الذي تغيب فيه عن الساحة الجزائرية شخصية كاريزمية ونزيهة يلتف حولها الجزائريون وتوحدهم، وتقف أمام الجيش، بعد رفضهم الرئيس المؤقت.

     

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    حار نسبيا مع تشكل سحب منخفضة مصحوبة بكتل ضبابية فوق السهول الشمالية والوسطى