الأنفلونزا وكورونا يتوحدان ضد البشرية

الأنفلونزا وكورونا يتوحدان ضد البشرية

A- A+
  • لا حديث في هذه الأيام إلا عن المخاوف التي سيعرفها المغرب بسبب تفشي الأنفلونزا التي انتشرت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة من كل سنة، والتي تصادف خلال هذه السنة تفشي وباء كورونا الذي حصد خلال هذه السنة الآلاف من الموتى، والغريب أن كلا من الأنفلونزا وكورونا لهما العديد من أوجه التشابه، فكلاهما يسبب مرضا تنفسيا، لكن ثمة ‏فروقا هامة بين الفيروسين وطريقة انتشارهما، ويترتب على ذلك انعكاسات هامة بالنسبة لتدابير الصحة العامة التي يمكن ‏تطبيقها في التصدي لكل فيروس منهما. ‏ فما الذي سيحدث عندما يجتمع الاثنان في آن واحد، خاصة إذا ما انضاف إليهما فيروس الزكام؟ وكيف ينبغي مواجهتهما؟ “شوف تيفي” طرحت أسئلة على كل من الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، و البروفسور مولاي مصطفى الناجي، خبير في علم الفيروسات، واللذين أجابا بالشرح المفصل أن الأعراض بين الفيروسين تكاد تكون متشابهة وطريقة العدوى وانتقال المرض بين الأشخاص أيضا، كفقدان حاسة الشم أو التذوق، وبينما تتطور الأعراض المفاجئة واللاحقة ببطء مع الوقت لدى مريض الأنفلونزا العادية، فإنها تتطور بشكل مفاجئ وسريع لدى المريض المصاب بفيروس كورونا المستجد.

    الطيب حمضي، كشف أن تلاقي الأنفلونزا الموسمية وبعض الأمراض التنفسية الأخرى مع جائحة كورونا يتسبب في تعقيد الوضعية الوبائية المرتبطة بكوفيد19- المرشحة للتأزم أكثر من حيث أعداد الإصابات الجديدة يوميا أو الحالات الخطرة وأعداد الوفيات. مضيفا أن الأنفلونزا قد تزيد من تفشي كوفيد19، وسيسهل تفشي الفيروس، في زيادة خطورته وزيادة عوامل الأخطار والوفيات عند المسنين والأمراض المزمنة، وزيادة الضغط على الأطقم الطبية والمستشفيات واحتمال انهيار عدد من الأنظمة الصحية.

  • من جهته، أكد البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، في تصريح لــ “شوف تيفي”، أن كلا من فيروس كوفيد19- وفيروس الأنفلونزا يسببان أعراضا متشابهة فكلاهما يسبب مرضا تنفسيا يتجلى في أعراض واسعة النطاق تتراوح بين الخفيفة إلى المرض الوخيم وحتى الوفاة. كما أن كلا منهما ينتقل باللمس والقطيرات والأدوات المعدية، وبالتالي فإن تدابير الصحة العامة نفسها، كتنظيف اليدين وآداب النظافة التنفسية (أي السعال بطي المرفق أو في منديل ورقي يتم التخلص منه على الفور بعد ذلك)، تعد تدابير مهمة قد تكفي للوقاية من العدوى. هذا يتعلق بأوج التشابه، لكن أوجه الاختلاف تتمثل في سرعة الانتقال ونقطة اختلاف هامة بين الفيروسين، فمتوسط فترة حضانة فيروس الأنفلونزا (أي الفترة من لحظة العدوى حتى ظهور الأعراض) وكذلك فترة الفاصل التسلسلي (أي المدة الفاصلة بين الحالات المتعاقبة) كلتاهما أقصر من فيروس كوفيد19-، ففترة الفاصل التسلسلي لفيروس كوفيد19- تقدر بين 5 و6 أيام، في حين تبلغ 3 أيام بالنسبة لفيروس الأنفلونزا، وهو ما يعني أن الأنفلونزا يمكن أن تنتشر بوتيرة أسرع من كوفيد19-. كما أن انتقال الفيروس في الأيام 3 إلى 5 الأولى من المرض، أو ربما انتقاله في الفترة السابقة لظهور الأعراض، هو عامل انتقال رئيسي بالنسبة للأنفلونزا، وبالمقابل، في حين فيروس كوفيد19- يكون قبل 24 إلى 48 ساعة من بداية ظهور الأعراض، فلا يبدو في الوقت الراهن أن ذلك يشكل عاملا رئيسيا في انتقال العدوى. هناك نقطة مهمة هي أن الأطفال عامل مهم في نقل فيروس الأنفلونزا وسط المجتمع المحلي. أما بالنسبة لفيروس كوفيد19-، فتشير البيانات الأولية إلى أن الأطفال أقل تعرضاً للعدوى من البالغين وأن معدلات النوبات السريرية بين الفئات العمرية من 0 إلى 19 عاماً متدنية. كما تشير بيانات أولية إضافية من دراسات الانتقال الأسري في الصين إلى أن الأطفال هم من يصابون بالعدوى من الكبار وليس العكس. وفي حين يتشابه طيف الأعراض التي يسببها الفيروسان، فإن نسبة المرض الوخيم تبدو مختلفة، فبالنسبة لفيروس كوفيد19-، تشير البيانات إلى أن 80 في المائة من حالات العدوى إما خفيفة أو عديمة الأعراض، في حين أن 15 في المائة منها وخيمة وتتطلب التزود بالأكسجين، و5 في المائة منها حرجة وتتطلب التهوية، وهذه النسب من الإصابة بالعدوى الوخيمة والحرجة أعلى مما هو ملحوظ في حالات العدوى بالأنفلونزا. ويبدو أن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19 أعلى من معدل الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا، لا سيما الأنفلونزا الموسمية.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أمن الناظور يوقف شخصين وإحباط محاولة تهريب 116 ألفا و605 أقراص مهلوسة