شح الأمطار يؤزم وضعية الفلاحة بجهة سوس ماسة ويتسبب للفلاحين في أضرار بالغة

شح الأمطار يؤزم وضعية الفلاحة بجهة سوس ماسة ويتسبب للفلاحين في أضرار بالغة

A- A+
  • يعيش مجموعة من الفلاحين بجهة سوس ماسة حالة من القلق، هذه الأيام، بسبب قلة الإمطار، التي جعلت المنطقة تعيش حالة جفاف تام، أثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وعلى المنتوج السنوي للفلاحين والمزارعين، خاصة الذين يعتمدون على التساقطات المطرية لسقي أراضيهم الزراعية.

    وعرف محصول الحبوب والقطاني والذرة مستويات ضعيفة هذه السنة، مقارنة مع السنوات الفارطة، وفق ما أكده مجموعة من الفلاحين الصغار الذين التقتهم ”شوف تيفي”، معبرين عن استيائهم الشديد من الوضعية الكارثية التي يعيشون في ظلها بفعل ندرة المياه والتساقطات المطرية التي مرت مرور الكرام على المنطقة هذه السنة، ولم تستفد منها المزروعات شيئا، وهو ما أدى لإفساد عدد منها، على حد قولهم.

  • وقال الفلاح ”ع.ن” المنحدر من منطقة سبت الكردان ضواحي تارودانت إن ”زملاءه الفلاحين تضرروا كثيرا هذه السنة نتيجة شح الأمطار”، مبرزا أن الأضرار التي تكبدها المزارعون هذه السنة فاقت كل التوقعات، خاصة في ما يخص الحبوب والمزروعات البورية التي ستظهر نتائجها الكارثية خلال الأسابيع المقبلة.

    وأشار المتحدث أن الفلاحين فقدوا الأمل بعدما لم تظهر الأمطار خلال بداية هذا الشهر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، واحتواء الأزمة الخانقة التي خلفها هذا الأمر، بعدما فرغت جيوبهم بفعل غلاء المواد المستعملة في الإنتاج الفلاحي من أسمدة وغيرها من المواد التي يستعين بها الفلاحون في إغناء محاصيلهم الزراعية التي أفقرتها الأمطار هذه السنة، وجعلتها تتضرر كثيرا.

    وأمام هذا الوضع المتردي للفلاحين بمناطق عدة بجهة سوس ماسة، فلا حديث على الألسن سوى عن الخسائر والأضرار النفسية والمادية التي لحقت بعدد منهم، بفعل الجفاف الذي ضرب المنطقة، في حين تعالت أصوات أخرى مطالبة بضرورة تدخل الوزارة المعنية للإنصات للمتضررين، وتقديم الدعم المعنوي لهم قبل المادي، خاصة وأن المغرب يراهن كثيرا على القطاع الفلاحي في تحقيق النمو الاقتصادي للبلاد.

    هذا، وتنضاف أزمة ”فلاحي الحبوب” والقطاني والذرة إلى أزمة ”فلاحي الحوامض” الذين تضرروا كثيرا هم أيضا نتيجة الأزمة التي أصابت منتوج الحوامض بجهة سوس ماسة قبل أشهر، وذلك بفعل انهيار أسعار هذه المنتوجات بشكل وصف بالمهول، إذ لم يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد لليمون 50 سنتيم في بعض الأسواق آنذاك، وبالموازة مع ذلك عرف الطلب عليه تراجعا كبيرا، وهو ما جعل مجموعة من المنتوجات تعرف تضخما نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب.

    وإزاء هذا الوضع، لم يستطيع أغلبية الفلاحين بجهة سوس ماسة تسويق منتوجاتهم من الليمون والكليمونتين، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، حيث قل الطلب على المنتوج المغربي في الأسواق الخارجية وظهرت أسواق جديدة احتكرت الأسواق الدولية، ومن بينها مصر وتركيا وإسبانيا، ولم يستطع المنتوج المغربي أن يقف أمامها وينافسها، وهو ما جمد صادرات فلاحي جهة سوس، وتكبدوا خسائر مادية جسيمة، وبعدما لم يستطيعوا تسويق وتصدير هذه المنتوجات، قاموا بتفريغها، وتقديمها كعلف للمواشي في سابقة من نوعها.

    وعلاقة بأزمة فلاحي سوس، تساءل عدد من المتضررين والمزارعين عن مصير الأموال الطائلة التي رصدتها الدولة ووزارة الفلاحة لتنمية المجال الفلاحي، ومساعدة الفلاحين على إنتاج وتسويق منتوجاتهم وفق مخططات واستراتيجيات، أكدوا أنها أثبتت فشلها الذريع، والفلاح اليوم يدفع ثمنها، وستؤدي هذه الأضرار والخسائر الفادحة التي لحقت بالموسم الفلاحي إلى الدفع بالدولة لاستيراد هذه المنتوجات الزراعية وعلى رأسها الحبوب والقطاني بجميع أنواعها، ناهيك عن المواد التي تدخل في إنتاج الأعلاف، وهو ما من شأنه التأثير على أثمنة اللحوم والألبان بشكل مباشر في قادم الأيام.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي