فنانون مغاربة ينخروطون في موجة الهوس بإغراءات ‘الطوندونس’ على حساب الأداء

فنانون مغاربة ينخروطون في موجة الهوس بإغراءات ‘الطوندونس’ على حساب الأداء

A- A+
  • يبدو أن إغراءات الطوندونس لم تعد تثير لعاب الباحثين عن المال والاغتناء من مداخيل اليوتيوب وباقي المنصات، بأسرع الطرق فقط، بل أصبح ” الطوندونس” في الآونة الأخيرة معيارا للنجاح والتميز لدى العديد من الفنانين المغاربة، لدرجة أن تقييم العمل أصبح رهينا بحصد عدد المشاهدات ويحتل القائمة أو ما يعرف بـ” الطوندونس”، ليصبح المقياس هو أن يصعد الفيديو كليب أو الأغنية ” للطوندونس” ويعتبر بذلك ناجحا، وإن لم يحقق الطوندونس فهو عكس ذلك.
    وحسب ما عاينته قناة “شوف تيفي” في عدد من منصات التواصل الاجتماعي، فقد لاحظت أن عددا من الفنانين الشباب المغاربة، أصبح همهم الأول هو حصد عدد المشاهدات، دون اهتمام بالنقد والملاحظات الموجهة إلى أعمالهم.
    ولنعد بالزمن قليلا إلى الوراء، حيث كانت مشاهدة الأغاني المصورة على طريقة الفيديو كليب، تقتصر فقط على التلفاز من خلال القنوات الفضائية، وكانت تتخذ مساحة واسعة ضمن برامج البث التلفزيوني، و كان المشاهد المغربي يعتمد بالأساس في تقييمه للعمل على منظومة ” الكلمة و اللحن و الأداء” و كان معيار نجاح العمل هو ترديد كلمات الأغنية بين المغاربة في الشارع أو في المقهى أو في الجلسات العائلية و أيضا من خلال نسبة مبيعات أشرطة ” الكاسيت” التي كانت تسجل أرقاما قياسية في المبيعات.
    أما في زمننا الحالي فأصبح الفيديو كليب عبارة عن مشاهد مصورة زاخرة بالألوان و الحركة و البهرجة و الأضواء و الرقص و المؤثرات الصوتية، و تنزيل هذه الأغاني على تطبيق ” يوتيوب” ليصبح نجاح العمل رهينا بصعوده ” للطوندونس”، و من خلال نسب المشاهدة المرتفعة على موقع ” يوتيوب”، يتحول النجاح إلى هوس أعداد المشاهدة المرتفعة على موقع ” يوتيوب”، التي غدت كوجبات الطعام السريعة، يلتهمها الناس بسرعة و تنتهي إلى الأبد.
    و على الرغم من هوس ” الطوندوس” فإن الفيديو كليب ساهم بشكل كبير في تحقيق انتشار اللهجة المغربية في العالم العربي، من خلال تنزيل الأغاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي و خصوصا موقع ” يوتيوب”، متجاوزة بذلك الزمن التقليدي الأصيل الذي كانت تنبني عليه الأغنية الكلاسيكية، كما أن سهولة عملية تصوير الكليب و تسويقه، أفرزت لنا نموذجا جديداه من “المغنيين” أصحاب القنوات على موقع ” يوتيوب”، إذ فتحت لهم الأبواب لاقتحام مجال الغناء، على الرغم من افتقارهم للصوت الغنائي، و اعتمادهم على الصورة وعدد المتابعين، لتصبح مقياسا للشهرة و النجومية وأساس النجاح في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي، دون اهتمام بالذوق العام للمتابعين، ولا اكثرات بجدوى الأداء واحترام المتلقي الذي يستهلك المنتوج الغنائي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”