بعد “استبطان”..التشكيلي عبد السلام الفقير سليل “الخطيبي” يحط رحال “عبور” بمراكش

بعد “استبطان”..التشكيلي عبد السلام الفقير سليل “الخطيبي” يحط رحال “عبور” بمراكش

A- A+
  • يحتضن المسرح الملكي بمدينة البهجة مراكش افتتاح المعرض التشكيلي للفنانين عبد السلام الفقير ومنى الدقاق، يوم السبت المقبل 14 ماي الجاري.

    ويعرض الباحث السوسيولوجي والفنان التشكيلي عبد السلام الفقير أعماله الفنية بعنوان “عبور”، بعدما سبق له عرض “استبطان” سفر الفن التخييلي الروسي بعيون فنان مغربي” بالمركز الثقافي الروسي شهر يناير.

  • ويعد الفقير من الفنانين التشكيليين القلائل الذي يزاوجون بين الريشة والقلم في مواجهة البياض سواء في اللوحة التشكيلية أو بياض الورقة على مستوى البحث السوسيولوجي العلمي الصرف.

    و يمكن اعتبار الباحث عبد السلام الفقير امتدادا وسليلا للراحل السوسيولوجي والانتربولوجي والقاص والناقد عبد الكبير الخطيبي الذي حاور الهامش والمهمل والمنسي بالبحث السوسيولوجي وبالفنون سواء البصرية أو المقروءة حيث اهتم بالجسد والوشم والتشكيل والاسطورة والجنس والمرأة..

    ولعل قراءة أولية لمعرض الفقير “عبور” بعد “استبطان” يكشف أن الرجل مهووس بالسؤال السوسيولوجي للغوص في أعماق المجتمع والكشف عن اللامفكر فيه والمنسي في المجتمع، ويسلط الضوء عليها مجتمعة لاستيضاحها وإعطائها مساحة أكبر للحضور بشكل بارز.

    عبور، مفهوم مربك ومخيف وملتبس أحيانا، فهي كلمة تدل على نفسها، إذ ان العبور غير مستقر وثابت بل منفلت وزئبقي يكشف عن حضوره من خلال المرور وترك الأثر للمتقفي والباحث عنه في الصحراء، والتيه واللامكان واللا تجاه وأيضا يحمل في طياته نقيض كل ذلك عند الرحل الذين اشتهروا منذ الازل بثباتهم من خلال حركتهم…

    وهذه الفلسفة المبنية على المرور والعتبات والمناطق الرمادية التي لا تنتمي الى هذا او ذاك، تجد أسسها الفكرية ضمن فلسفات ما بعد الحداثة خاصة مع تجارب نيتشه وفوكو ودريدا والخطيبي والمعري وقبلا مع الفيلسوف اليوناني هيراقليط الذي احتفى بالتغير واللا ثبات عكس مجايله الفيلسوف بارميندس الذي اعتبر الثبات والاستقرار أساس الوجود.

    ويعد الفن التشكيلي بالنسبة لعبد السلام الفقير نافذة أولا للتعبير عن التناقضات المجتمعية، وثانيا متنفسا لقول ما لا يمكن للبحث العلمي الصرف ان يتحمله بمناهجه وقواعده الصارمة، ما يمنحه حرية أكبر للإجابة على ما علِقَ من أسئلة وفرضيات يستعصي على العلم تأكيدها او نفيها…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”