بوح الأحد: ٱنتصار الفريق الوطني و تيه حكام الجزائر فاقدي البوصلة

بوح الأحد: ٱنتصار الفريق الوطني و تيه حكام الجزائر فاقدي البوصلة

A- A+
  • بوح الأحد: ٱنتصار الفريق الوطني و تيه حكام الجزائر فاقدي البوصلة، القضاء الفرنسي يصادر حق المغرب المنتصر و الرأي العام الفرنسي لمعرفة حقيقة مستعملي بيغاسوس، ٱنتكاسة الطوابرية من جديد و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي

  • عنونْتُ بوح الأسبوع الماضي “المغرب من انتصار إلى انتصار…”. حينها لم أكن لأدعي أنني أملك مهارات استثنائية في التحليل تمكنني من استخلاص هذه النتيجة لأنها ببساطة كانت بادية للعيان ولا تخفى إلا على من في قلبه مرض وطمس على بصيرته وجثمت غشاوة على عينيه فلم يعد يرى ما يراه غيره.
    ها نحن أنهينا هذا الأسبوع مرة أخرى على طعم انتصار جديد بطابع شعبي وشبابي هذه المرة. تأهُّلُ فريقنا الوطني لكرة القدم لمونديال قطر حدث أدخل الفرحة على قلوب ملايين المغاربة، إذ ليس عاديا أن تكون حاضرا في هذا العرس العالمي بعد آخر مشاركة في الدورة الماضية لمرتين متتاليتين. طعم هذا الانتصار ذاقه من عاش تلك المباراة بحماس وطني وشغفِ وعشقِ من يسُرُّه رؤية بلده في نادي الكبار. انتصار كروي في شكله وموضوعه ولكنه كان في العمق انتصار وطن بكل مؤسساته التي وفرت لهذا المنتخب كل عوامل الاحتضان والنجاح والدعم فلم يخيب طاقمُ الفريق حسن الظن. انتصار كبير عكسه من لعب بروح قتالية ووطنية عكست أن “تامغربيت” روح ومعنى يتوارثها الأحفاد عن الآباء والأجداد ولو فارق بينهم الزمن والجغرافيا. انتصار كبير هيأ أجواء الفرح به التنظيمُ المحكم للمباراة الذي لم ينس أدق التفاصيل التي يمكن أن تشوش على لحظة الفرح الشعبي المنتظرة. هنيئا للفريق الوطني ولكل المغاربة، وموعدنا في قطر حيث يتجمع كبار الكرة في العالم ويكون ضمنهم معنا من توفق لحجز مقعد من القارة السمراء.
    للأسف مرة أخرى، حتى كرة القدم، لم تسلم من “التسييس المفرط” لحكام الجزائر، حيث سُقِط في يد تبون وشنقريحة مرة أخرى ولم تكتمل فرحتهما لإلهاء الجزائريين بانتصار كروي. متعة الكرة أن تمارس بروح تنافسية رياضية يستوي فيها الربح والخسارة لأن الكل معرض لهما، ولكن من يعول على الكرة لتخدير شعبه حتى ينسيه في فشل سياساته لا يستسيغ الخسارة ويصيبه “الهبل” الذي يجعله يبرر خسارته بعوامل غير عقلانية مثل أن السبب هو “دولة أخرى”ّ!! هكذا بلا حشمة بلا حياء. حالة الهيجان غير المبرر من طرف مسؤولي الجزائر عن خسارة مباراة تؤكد أن حكام البلاد أفرطوا في التمنيات والتوقعات والتعويل على هذا التأهل إلى المونديال، فإذا بهم يصطدمون بواقع لم يحسبوا له حسابا وخاصة بعد مباراة الذهاب التي غرد بعدها تبون بما يشبه يقينا في التأهل ثم ما لبث أن أصابه الخرس بعد الخسارة. كنا نتمنى تأهل الجزائر ولكن الكرة جلْدة لا منطق لها، وكنا نتمنى الفرح للشعب الجزائري الذي هو في حاجة إلى ما يدخل عليه البهجة في ظل توالي نكسات السياسات العمومية الفاشلة لحكامه والتي لم ير منها غير الانتكاس رغم أن الظرفية مواتية للنجاحات. أثمان المحروقات في ارتفاع والطلب عليها في تزايد والمطلوب أن ينعكس ذلك على الجزائريين رفاهية ولكن لا أثر لكل ذلك على الواقع.
    لم تنته بعد تداعيات التحول التاريخي في الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية ولن تنتهي في القريب العاجل. هو انتصار وأي انتصار لم يشعر بحجمه وآثاره إلا تبون وشنقريحة ومن والاهما. ولذلك ما زلت أشدد على أن قصة هذا الانتصار تستحق أن تدرس بشكل معمق وتدخل مقررات النجاحات الدبلوماسية لتروى للأجيال القادمة.
    كالعادة، حكام الجزائر، بتسرعهم وانفعاليتهم المعروفة، يهددون بأنهم سيراجعون الاتفاقيات مع إسبانيا في كل المجالات بعدما تجاهلت هذه الأخيرة خطوتهم في استدعاء السفير وتصريحاتهم الصبيانية. أتى التصريح هذه المرة من روما على لسان الأمين العام لوزارة الخارجية شكيب قايد مهددا بشكل ضمني بأن إمدادات الجزائر لأوربا بالغاز لن تمر عبر إسبانيا ولكن عبر إيطاليا. منطق “قليان السم” سلوك دبلوماسي مراهق لا يزن التصرفات والمواقف بميزان الذهب، ويكشف أن الدبلوماسية الجزائرية مرتهنة لمنطق انفعالي، ولذلك بدا لشكيب قايد عاديا أن يؤاخذ الإسبان على أنهم لم يبلغوا الجزائر مسبقا بموقفهم هذا وهو ما اعتبره “انحرافا في السياسة الخارجية لمدريد” وبأنه “غير مبرر”. وصدق من قال “تكلم حتى أراك”. دبلوماسي “رفيع” يسقط مثل هذه السقطة التي لا تقبل من دبلوماسي مبتدئ فيضرب سيادة دولة واستقلال قرارها ويؤاخذها على عدم إخباره المسبق بقرارها!
    للأسف، يظن هؤلاء الذين ما يزالون يحنون إلى ماض سحيق أن مثل هذه التصريحات كافية لإحداث الاختراق في علاقات دولية معقدة متداخلة المصالح تتطلب إنضاج المواقف بهدوء وطبخها على نار هادئة وحساب المصالح من زوايا متعددة. ولأن كره المغرب صار هو الموجه لحكام الجزائر فقد صاروا يناصبون العداء كل من انتصر لموقف الحكمة والعقل والمنطق في هذا النزاع المفتعل حول صحراء مغربية تثبت مغربيتَها حججُ التاريخ والجغرافيا والأنتربولوجيا والولاء للعرش المغربي منذ قرون. أصبح لافتا للنظر مواقف حكام الجزائر مما يجري حولهم وصار مفضوحا أن بوصلتها محددة بالعداء للمغرب. ها هم “يرفضون” استقبال الوزير الأول الفرنسي كذلك والسبب هو موقف فرنسا من قضية الصحراء المغربية ولو أن أبواقا إعلامية جزائرية تبرر التحفظ على استقباله بالنأي بالنفس عن المنافسة الانتخابية الفرنسية التي نحن على أبوابها!!
    ولأن الارتباك والتناقض هو ما صار يطبع دبلوماسية لعمامرة، فقد كان ملفتا للنظر استقباله لبلينكن دون تسجيل أي مؤاخذة على الموقف الأمريكي المعترف بمغربية الصحراء ودون جعجعة الكلام عن التطبيع مع إسرائيل التي صمتوا عليها لما كان مصدرها اردوغان. هذه التصرفات المتناقضة هي التي تجعل الجزائريين يشككون في مواقف حكامهم وخلفياتها وتذبذبها وهو ما يفقدهم المصداقية أكثر لدى الشعب، وخاصة أن زيارة بلينكن للجزائر كانت قبيل ساعات من زيارة مماثلة للمغرب جدد فيها دعم أمريكا لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها جادة وواقعية وذات مصداقية، وأعلن مشاريع شراكة مستقبلية مع المغرب تعكس طبيعة العلاقات بين البلدين. سنرى مرة أخرى تواري الطوابرية عن الأنظار وسيصيبهم الخرس كالعادة، وعليهم الانتظار طويلا وبدون طائل ليروا تراجعا أمريكيا عن الاعتراف بمغربية الصحراء. دار الحول على أمنياتكم وعجيب أمركم لأنكم لا تعترفون بفشلكم في فهم النجاح المغربي في نيل ذلك الاعتراف، وستستمرون في الفشل لفهم أسبابه طالما أنكم تستكبرون عن الاعتراف بأن للمغرب قوة ومكانة في هذا العالم.
    الجزائر التي تخلت عن روسيا حليفها التاريخي أثناء التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تخضع للضغوط الأمريكية والأوربية وتساهم في إمداد الأوربيين بحاجياتهم من الغاز لتوجه طعنة أخرى في الظهر للروس. ومن يدري فقد تضطر للتخلي عن مقاطعة أنبوب المغرب لأنه المنفذ الأكثر ضمانة لتأمين التزويد بانتظام. وليس كل ما يحدث من تناقضات عند حكام الجزائر إلا نتيجة التهور والتسرع والعداء السافر للمغرب.
    صار وضع حكام الجزائر أقرب إلى الديك المذبوح الذي يحسبه البعض في نشوة الفرح وهو يرقص بينما هي في الحقيقة آلام الموت البطيء. هل يحتاج تبون وشنقريحة إلى نصيحة؟ وهل هم في حاجة ماسة لخيط أبيض ينقدهم من هذا المستنقع الذي وضعوا فيه أنفسهم؟ وهل يلزمهم خطوات تنقد ماء وجههم؟ قد يبدو في الظاهر أن هذا هو المطلوب، ولكن الحقيقة أن الجيل المؤسس للبومدينية يحتاج إلى مراجعات عقائدية في السياسة والعلاقات الدولية ليكون مؤهلا لحكم البلاد وتدبير مصالح أجيال متعاقبة من الجزائريين ترى المغرب والعالم بعيون مختلفة عن الآباء المسيطرين على الحكم وثروات البلاد ويحصنون مواقعهم وثرواتهم بكل الوسائل العلنية والسرية ويستثمرون في إشاعة أجواء الرعب والعداء ويشعلون طبول الحرب لإلهاء الشعب عن المطالبة بحقوقه المنهوبة. هذا ما صار يعيه الجزائريون وهم يغبطون المغاربة على ملكيتهم التي يتولى زمامها ملك يفكر بمنطق عصري قريب من نبض الأجيال الحالية.
    وأخيرا أسدل الستار عن فصل من الدعوى القضائية التي رفعها المغرب على مروجي حملات التشهير ضده بخصوص “بيغاسوس”. وكما كان منتظرا، وبعد شهور من التحدي أمام المنابر الدعائية والمنظمات المأجورة لتشويه سمعة المغرب، لم تستطع جميعها قبول التحدي وإبراز حججها وأدلتها لتنتصر للمهنية في الإعلام والمصداقية التي يجب أن تتحلى بها منظمات المجتمع المدني التي تحترم جمهورها. لقد كان منتظرا أن ينتصر القضاء لشكليات تعكس مراعاة مصالح لوبيات معادية للمغرب وكان متوقعا أن يفضل هذا القضاء عدم الخوض في جوهر القضية ومع ذلك سلك المغرب تلك الطريق. كان المؤمل أن يستحضر القضاء تطورات العصر ومصلحة الرأي العام في الاطلاع على أدلة الإدانة، ولكنه فضل الانتصار لقانون قديم يعود إلى عام 1881 بشأن حرية الصحافة يمنع الدول من رفع قضايا قذف وتشهير ضد مؤسسات صحافية فرنسية.
    إنه انتصار مغربي آخر، ولكن هذه المرة تجاه الرأي العام الدولي. فضح هذا الانتصار لوبيات المصالح الفرنسية التي استغلت نصا قديما لاستعمال القضاء كحاجز للحيلولة دون نقاش صلب الموضوع وحصره في شكليات مسطرية ولمنع محاسبة منابر دعائية وظفت بشكل غير مهني ومهين للصحافة والدولة الفرنسية قبل غيرها. انتصر المغرب لأرقى الأساليب وهو اللجوء إلى القضاء ووضع المشهرين أمام الرأي العام ليثبتوا ادعاءاتهم، وكان الأجدى، إن كانوا حريصين على مصداقيتهم، أن يخوضوا هذا الاختبار حتى آخره، ولا يختبئوا وراء هذه الشكليات ويدخلوا في صمت القبور ولا يدلون بحجج الاتهام. هل هذه هي حرية الصحافة التي يبشر بها الفرنسيون؟ هل يخدم تعامل القضاء هذا مع مثل هذه الدعاوي السمعة الحقوقية لفرنسا الحرية والإخاء والمساواة؟ طبعا لا يخدمه، بل يفضح الازدواجية في المعايير ويدخل القضاء الفرنسي في جدال لن يخرج منه سالما.
    لقد تأكدت هذه الازدواجية أكثر بعد حالة الغضب التي قابلت بها فرنسا رسما كاريكاتيريا لم يرقها فاستدعت السفير الروسي إلى مقر الخارجية الفرنسية، واعتبرت ما نشرته السفارة “غير مقبول”. هل نحتاج إلى تذكير السلطات الفرنسية بالكاريكاتير المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل نحتاج إلى التذكير بالاستماتة في الدفاع عن نشر أمثاله رغم إساءته لملايير الناس مسلمين وغير مسلمين؟
    هذا مثال آخر على ما تعيشه فرنسا من تراجع مقابل تطور العالم. القضاء الألماني لا يمانع حق الأشخاص المعنوية العامة في إقامة دعاوي أمامه ضد الإعلام بتهم التشهير والقذف، وهو ما ينتصر له كذلك القضاء الإسباني والبريطاني. لماذا هذا الاستثناء الفرنسي الغريب؟ لا شيء يبرر ذلك سوى التغطية على جرائم الصحافة الفرنسية التي يتضح أنها صارت ألعوبة في يد اللوبيات المتحكمة في صناعة القرار والتي تستخدم الإعلام كأداة دعاية وليس إخبار، وكل همها هو استهداف المغرب حتى لا يدخل نادي الكبار ويشب عن الطوق الذي يسعون جاهدين أن يبقى مكبلا لإرادة المغرب حتى لا يخرج عن وصايتهم.
    صرح المغرب من اليوم الأول لهذه الحملة أنه لا يملك برنامج بيغاسوس ولا طموح له لامتلاكه ويتوفر على إمكانيات استخباراتية ذاتية تجعله في غنى عنه، وصرحت الشركة المنتجة للبرنامج في نفس هذا الاتجاه، وأثبتت التحقيقات أن هاتف الرئيس ماكرون لم يُتنصت عليه من طرف المغرب. ومع ذلك تعاملت هذه الأطراف المعادية لمصالح المغرب داخل الدولة الفرنسية بمنطق “ولو طارت معزة” لأن هدفها لم يكن الحقيقة أو محاربة التنصت أو الدفاع عن حرية الصحافة. لو كان الهدف هو محاربة التنصت لتحركت هذه الماكينة الدعائية ضد دول أوربية اعترفت بامتلاكها لهذا البرنامج مثل ألمانيا وتمت مساءلتها عن مجالات استخدامه، ولو كان هدفهم الدفاع عن حرية الصحافة لأدانوا رد فعل الخارجية الفرنسية ضد التضييق على الكاريكاتير الروسي الذي يصف حال أوربا العجوز المتهالكة.
    لو كان هدف هذا اللوبي المعاكس لمصالح المغرب حماية الأمن القومي الفرنسي لأعطى الأولوية للتحقق من التنصت الروسي على المؤسسات الفرنسية السيادية قرب الإليزيه، حيث هناك الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية على بعد مسافة قليلة تنصب جهاز استقبال فوقها. لماذا لم يحركوا ساكنا إذن؟ ألا يعرفون العلاقة بين هذه الكنيسة والنظام الروسي؟
    يتضح إذن أن صمت تلك المنابر والمنظمات، وإحجامها عن نشر أدلتها المادية التي تدين المغرب، وتحجج القضاء بشكليات لعدم الخوض في جوهر الموضوع، وسكوت الجميع عن دول تعترف بامتلاكها لبيغاسوس، وعدم أخذ تصريحات المغرب النافية لامتلاكه هذا البرنامج بالجدية اللازمة، مؤشرات على أن وراء إثارة هذه القضية حسابات أخرى غير الحسابات المعلنة. وطيلة هذه الشهور نجح المغرب في فضح هذه الحسابات، وفضح حقيقة هذه الجهات التي أصبح شغلها الشاغل تطويع المغرب وإبقاؤه تحت الوصاية، وكشف الطوابرية والسمايرية الذين ارتضوا أن يكونوا أداة طيعة لخدمة مصالح هذه الجهات متنكرين لفضل هذا المغرب عليهم، وهم يتساقطون تباعا كما هو حال أوراق الشجر في كل خريف. والأهم من كل ما سبق، كشفت هذه الشهور وطيلة فترة التداول حول هذه القضية أن المغرب عصي على التطويع ويختار من الأساليب للدفاع عن مصالحه أكثرها رقيا وتحضرا لأنه واثق من نفسه.
    ربح المغرب معركة بيغاسوس لأن باقي الأطراف عجزت عن مواجهته بالأدلة، وما يزال التحدي مرفوعا أمامها لنشر أدلتها ليس استجابة لضغط المغرب أو مطالبه ولكن لخدمة حق الرأي العام في الاطلاع على الحقائق. وها هو التحدي مرفوع إلى أجل غير مسمى.
    ولأنه أول بوح في رمضان، ولأن رمضان الذي نحن في بدايته غير عادي بعد جائحة كورونا التي حرمت عمار بيوت الله من المساجد في هذا الشهر الفضيل، فإن استقبال هذا الشهر وأبوابُ بيوت الله مفتوحة سيكون بطعم مختلف دون شك. لقد استبق أمير المومنين هذا الشهر فأمر بأن تفتح في وجه المصلين المساجد التي شيدت أو أعيد بناؤها أو تم ترميمها من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. سينعم المغاربة بحلاوة هذا الشهر أكثر إن جمعوا فيه لذة العبادة والعمل معا واستحضروا أن الصيام شرع على المسلمين والأمم السابقة لتطهير النفس حتى تصفو وتعانق معاني وقيم البذل والعطاء والخدمة والتقلل في الاستهلاك غير المعقلن والتخلص من العادات السيئة في الحياة.
    رمضان مناسبة أخرى أمامنا كمغاربة لنبين أننا أمة لها تاريخ وحضارة وعمق وهوية تنتصر لقيم التضامن والتكافل، وهو ما ميز المغاربة على مر التاريخ، ولذلك يحرص أمير المؤمنين من خلال مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تنظيم مبادرات تعمق هذه المعاني وسط المغاربة خلال هذا الشهر منذ أزيد من عقدين، ويحرص على إضفاء طابع علمي على هذا الشهر بدروس حسنية تأسيا بجده صلى الله عليه وسلم. جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة”. هذا هو رمضان شهر العبادة والعلم والعمل والجود والتكافل.
    نستقبل هذا الشهر، وقد خرجنا من الجائحة بانتصار أكد فيه المغرب أنه أكثر استقرارا وأمانا وأكثر قدرة على توفير الأمن الغذائي لكل المغاربة رغم تقلبات السوق الدولية. رمضان كريم لجميع المغاربة. ونلتقي في بوح قادم لنؤرخ جميعا لنصر آخر يلي الانتصارات السابقة كلها. فمن شكر ما سبق لن يكافأ إلا بالمزيد. ولن يكتمل الشكر إن لم نشكر كذلك صناع هذه الانتصارات حماة الجدار الذين يقفون على ثغور الوطن جميعها في كل المجالات.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث