المغرب لاعب كبير

المغرب لاعب كبير

A- A+
  • أحسَّ المغاربة بنخوة كبيرة وهم يَرون كيف يُدبّر صناع القرار قضية استضافة إسبانيا لزعيم الانفصاليين إبراهيم محمد بن بطوش، لم يعد الأمر مواجهة مع بوليساريو والجزائر، ولكن مع دولة كبرى توجد معه على الحدود الشمالية، استعاد المغاربة حسهم الوطني العالي واسترجعوا نخوة المملكة الشريفة، وهم يتتبعون كيف كشفت أجهزتهم لعبة كبرى أديرت بسرية في دهاليز المخابرات الجزائرية والإسبانية، لإدخال زعيم بوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزورة، ويشعرون بالفخر بأن دولتهم ترفض أن تتحول إلى حارس حدود يأتمر بأمر الحكومة الإسبانية ويطالبها بالمعاملة بندِّية وعلى قدم المساواة، اعتقد الكثيرون أن المغرب ليس له قوة إسبانيا وأن مسؤوليه قد يرضخون في نهاية المطاف، لكن ها نحن شهود على قرارات ترفع رأس المغاربة عاليا وبشموخ، وترد لنا الشهامة المغربية، بعد أن كانت صور نسائنا اللواتي فرضت عليهن قساوة الظروف المعيشية أن يشتغلن بالتهريب المعيشي وأن يتعرضن لكل أصناف الإهانة في المعبر الحدودي لسبتة، على بعض الإسبان أن يراجعوا تصوراتهم عن المملكة بالفعل، فمغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
    هذا التضامن الشعبي مع القرارات الرسمية هو اللحمة التي تصنع قوة المملكة في اللحظات الصعبة كما مررنا بها في زمن كورونا ونعيش ملحمتها اليوم مع إسبانيا والجزائر والرضيع المحتضن الذي لم يُرد أن يكبر خارج الحضانة والتابع بشكل ذيلي لعسكر الجزائر.. وشرفتنا هذه المرأة الدبلوماسية سفيرة المغرب بمدريد وهي تواجه الإسبان في أشرس مواجهة منذ 2002 مع أزمة جزيرة ليلى، بأنها لا تتلقى الأوامر سوى من ملكها وبلادها وليس من مدريد..
    في الجهة الأخرى داخت الحلوفة للجزائر، التي يعمل عسكرها اليوم على البحث عن الإبرة في قشة تبن، من سرّب خبر نقل إبراهيم غالي تحت هوية مزيفة إلى إسبانيا للتداوي من فيروس كورونا، لا شغل اليوم للسعيد شنقريحة والرئاسة الجزائرية وجميع الأجهزة سوى البحث عن من سرب خبرا سريا حساسا جعل المخابرات الجزائرية تترك كل مشاكل الشعب الجزائري الذي يحتاج للتغذية والاستقرار والمشاريع الاستثمارية لتوفير الشغل، وتتفرغ للقضية مهما كانت ساخنة في الرباط فهي ليست مثل توفير التلقيح للمواطنين وخلق فرص العمل وحماية المغرب ليظل المغاربة ينعمون بالاستقرار والأمن.
    انفضح أمر الجزائر التي أصبحت دولة تزوِّر جوازات السفر والهويات الشخصية لـ “رئيس دولة” لا توجد إلا في تندوف الجزائرية وفي الميزانيات الخيالية التي يصرفها العسكر على قيادة الجبهة التي تعيش في رفاه ونعيم، بينما السكان الصحراويون الذين انقشعت الحقيقة أمامهم محاطون بالفقر والمرض والجهل والكانتونات المحمية بالسلاح والمال الجزائري الذي كان أولى أن يذهب للشعب الجزائري المحتاج..
    وبتحديد تاريخ استماع قاضي التحقيق الإسباني لإبراهيم غالي في بداية يونيو القادم، يكون المغرب قد حقق أهدافه على ثلاثة واجهات، كشف تورط إسبانيا في احتضان زعيم الانفصاليين بهوية مستعارة، وعرى التكتم الإسباني أمام الرأي العام الإسباني والعدالة الإسبانية التي سبق أن استدعت زعيم البوليساريو للاستماع إليه في شأن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بتندوف، كما انتصر المغرب بحكمة اللاعبين الكبار بإفشاله الصفقة السرية للجزائر التي سعت للتخلص من إبراهيم غالي كورقة محروقة ورميها بيد إسبانيا وإشعال الحرائق بين الجارين إسبانيا والمغرب، وعرت أجهزته كل أوراق التوت عن النظام العسكري الضعيف أمام الجزائريين، فالذي لا يستطيع إنجاح عملية من هذا الحجم كيف يمكن أن يحمي مصالح الجزائريين؟ أما بوليساريو فهي الحلقة الأضعف في هذا المسلسل، لأنها ليست سيدة قرارها، وقد رأينا الارتباك واضحا في تصريح المصطفى السيد كبير الجبهة – اسم على مسمى- حين نفى خبر وجود إبراهيم غالي بإسبانيا ثم خرست القيادة بعد أن اعترفت إسبانيا بحقيقة وجود زعيم الانفصاليين على أراضيها، وها هي اليوم تعيش أسوأ سنواتها بعد أن أصبح رئيس دولتها المزعومة يدخل مثل لص مبحوث عنه دوليا بهوية مزورة، وفكها يا من وحلتيها..

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أمن الناظور يوقف شخصين وإحباط محاولة تهريب 116 ألفا و605 أقراص مهلوسة