تلفزة عسكر الكارتون

تلفزة عسكر الكارتون

A- A+
  • لا يمكن أن نغير قدرنا الجغرافي، فقد حشرنا الله إلى جانب جار غريب الأطوار، كما قال يوما الحسن الثاني رحمة الله عليه، المغرب مثقل بتاريخ رصين وبقيم وتقاليد إمبراطورية ضاربة في قلب التاريخ، يصعب أن يتحلل منها ليصل إلى مستوى الدرك الأسفل الذي بلغه شيوخ العسكر في الجزائر الشقيقة، لم نكن في حاجة إلى استفتاء لتأكيد تشبث المغاربة بعرشهم، ودفاعهم المستميت عن ملكهم وقبله وحدتهم الترابية، ولكن تلفزة العسكر الجزائري منحت المملكة هدية مجانية لإبراز هذا التلاحم الكبير بين الملك والشعب المغربي، فقد كان هاشتاغ “ملكنا خط أحمر” الذي اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي وبيانات التنديد من كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمفكرين والصحافيين والمثقفين والفنانين ومنظمات المجتمع المدني وكافة أقطاب الشعب المغربي، بمثابة تجديد للبيعة، وتجسيد ذلك التلاحم القوي الذي يجمع الملك محمد السادس والمغاربة بكافة أطيافهم.. فيما كانوا يعتقدون أنهم سيجرحوننا أو يفرقون بيننا، منحونا هدية استثنائية، فالضربة التي لا تقصم ظهري تقويني كما يقول ابن حزم.

    الإساءة إلى رموز الدول لا تدخل بأي حال في مجال حرية التعبير التي تحتل فيها الجزائر أدنى المراتب، والدليل هو أن جل وسائل الإعلام الجزائري موجهة من طرف الاستخبارات العسكرية، والصحافيون المستقلون كما رموز الحراك دوما مسارهم المحاكمات والسجون.. نحن نعذر الجزائري الذي استُضيف في هذا البرنامج الرديء بكونه لم يأكل الموز حتى بلغ الثلاثين من عمره، وهو لن يستوعب قالب الموز الذي ابتلعه في هذا البرنامج عبر الأجهزة الاستخباراتية إلا بعد 30 عاما إضافية، و”الله يطول عمرو حتى يوعا وديك الساعة غيلقى المغرب فاتوا بعقود”، لأن المغاربة لا تجرفهم قشور الموز، يكفي حكام الجزائر أنهم اختبروا وحدتنا حول الوطن وها هم جربوا اليوم التفافنا حول الملك، (ولم يبق لهم إلا أن يجربوا إجماعنا حول الله)، ليكتمل ثالوث مقدسات الشعار الوطني للمملكة، وكفانا ذلك فخرا..

  • سرقوا الكسكس والقفطان المغربي وصمتنا، سرقوا طارق بن زياد الذي أصبح جزائريا بقدرة محتال مبتدء أو كسول في التاريخ وأنهم هم من فتحوا الأندلس، مثل حائط البراق في فلسطين الذي اعتبر وقفا جزائريا وسَكتنا، ادعوا أنهم مصدر الزاوية التيجانية وانتحلوا صفات أولياء مغاربة بحكم التاريخ المحفوظ ونسبوهم إلى الجزائر، ولم يبق إلا أن يقولوا إن يعقوب المنصور الموحدي ويوسف بن تاشفين وأحمد الحنصالي والشهيد الزرقطوني كما العكر الفاسي والجلابة المسفيوية جزائرية الأصل وأن إدريس الأول أبوه من بجاية وأمه من وهران وهم من أسسوا الدولة المغربية “كاع من اللاَّخر”… لكن أن تمتد أيادي الطغمة العسكرية القذرة للملك محمد السادس من خلال قناة “الشروق”، فلا وألف لا، وقد رأوا بأم أعينهم وسمعوا بآذانهم وإن كان فيها وقر، أن المغاربة يحفظون ود الجورة مع الشعب الجزائري الشقيق لكنهم لا يخونون العهد مع مقدساتهم وثوابتهم، لكن العيب كما يقول المغاربة ليس في الذي يغرس الحبوب فوق سطح البيت ولكن فيمن يصبح خمّاسا لدى صاحب البيت، من نخب سياسية وصحافيين وطبقة متنورة تستمر في مؤامرة الصمت أمام نظام سياسي يحكمه متصابون من الجنرالات العجزة، الذين لا يمسكون بولهم في سراويلهم فبالأحرى أن يراعوا تلطيخ باب جيرانهم بأفظع السلوكات التي تبرز الانحطاط الأخلاقي في العلاقات الدولية بشكل غير مسبوق لا يعادله إلا وصمة العار في التاريخ الجزائري مع طرد آلاف المغاربة يوم عيد الأضحى، ولم نعاملهم بالمثل، لأن لدى هذا البلد أخلاق الكبار وهو لا يسعى لتدنيس تاريخه بفضلات التخلف السياسي كما يفعل صناع القرار بالجزائر.

    لا يمكن توقع سوى الأسوأ من جنرالات عجزة لا يعرفون حتى الاسم الكامل للرئيس الأمريكي الذي أفتوا على نواب الأمة مراسلته في سابقة من الأمية السياسية، اسمه يا سادة جو بايدن لا جون بايدن.. نظام سياسي أصيب بالشلل التام، وأخذ يخبط خبط عشواء، فعندما يزداد العواء من حولك فاعلم أنك أوجعت الكلاب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الطالبي العلمي ولد ‘الكارد فوريستيي’