المحلل السياسي رشيد لزرق: هكذا تابع الملك أزمة كورونا عن قرب في سنة 2020

المحلل السياسي رشيد لزرق: هكذا تابع الملك أزمة كورونا عن قرب في سنة 2020

A- A+
  • قال المحلل الاقتصادي رشيد لزرق: “إن التدخل السريع للملك في إدارة أزمة “كورونا” جنب البلاد من دون شك، كارثة كبرى وأعاد الثقة والطمأنينة إلى قلوب المغاربة، بعد أن وجدوا أنفسهم حائرين أمام تصريحات رئيس الحكومة، الذي قلل في البداية من شأن الوباء ومن وضع الكمامات واتخاذ الإجراءات الاحتياطية، قبل أن يستيقظ المواطنون على حقيقة انتشار الجائحة في العديد من دول العالم، واقترابها من حدودهم، وهو ما دفع بملك البلاد إلى الإمساك بزمام الأمور، والإعلان عن تأسيس لجنة خاصة بتدبير الأزمة”.

    وأضاف لزرق في تصريح لأسبوعية “المشعل”، “لعل الصورة التي أظهرت الملك في اللقاء المصغر الذي جمعه منتصف شهر مارس الماضي بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وخالد آيت الطالب، وزير الصحة، وعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني، والجنرال دوكوردارمي محمد حرمو، القائد العام لجهاز الدرك الملكي، والجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام القوات المسلحة الملكية، إضافة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، التي تناقلتها الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، رسمت ملامح المشهد المعبر الذي أدخل الطمأنينة إلى قلوب المغاربة، قبل أن تتبعها مجموعة من القرارات الحاسمة والمصيرية التي جنبت المغرب كارثة حقيقية، وعلى رأسها المبادرة الملكية، من أجل إنشاء صندوق تدبير الجائحة، والذي كان جلالته، أول من ساهم فيه من ماله الخاص”.

  • وأوضح المحلل الاقتصادي أن الثقة الشعبية في المؤسسة الملكية اكتسبها المغاربة في مخيالهم الجماعي على مر العصور، معتبرا أن الملكية في المغرب تعد واحدة من أعرق الملكيات في العالم وتمثل العمق التاريخي للمغاربة، وأزمة “كورونا” أظهرت أن الحكومة ليست لها أي رؤية أو بعد استراتيجي، خاصة أن رئيسها سعد الدين العثماني كان يبدو متذبذبا في تصريحاته وخرجاته الإعلامية ويقول الشيء ويأتي بنقيضه، كما تبين أن الحكومة تفتقر للكفاءات القادرة على تدبير شؤون البلاد وقت الأزمات، وأنها مكونة من مجموعة من السياسيين، بالمعنى التقليدي للكلمة، لا يتوفرون على أي بعد استراتيجي”.

    وأشار المتحدث ذاته، إلى أن تدخل الملك محمد السادس وإعلانه السريع عن تشكيل لجنة اليقظة والخروج بمجموعة من القرارات المصيرية والعملية وإطلاق المشاريع التضامنية والتبرع الملكي لصندوق “كورونا”، شكلت كلها إشارات هامة أعادت شعور الثقة إلى نفوس المواطنين وحفزتهم على الالتزام والتبرع والتضامن في ظرفية الجائحة الوبائية.

    كما أظهر عاهل البلاد بحسه البراغماتي، يضيف لزرق، نجاحا في صنع علاقات دولية قوامها التعاون والتكامل بعيدا عن الخلافات الإيديولوجية، “وهو النجاح الذي تعزز في سنة 2020 بمبادرات ملكية رائدة في المجال الدبلوماسي، وضعت المغرب في مصاف البلدان المحورية على مستوى القارة الإفريقية، وذلك في عصر أضحى يشكل فيه التكامل الإقليمي حجر الزاوية في المشاركة العالمية الكاملة والتنافسية باعتبارها قاطرة للتنمية الإفريقية” يؤكد المتحدث ذاته.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي